لماذا نقضم أظافرنا؟
10-تشرين الثاني-2022
عزيز ملا هذال
في حالات كثيرة ومن زملاء دراسة وعمل ومنذ سنوات طوال الحظ انهم يقضمون اظافرهم، للوهلة الاولى اعتقدت انهم فقط اعتادوا على الامر وليس للموضوع دوافع اخرى، لكن الموضوع بقي في بالي كعلامة تساؤل الى الحد الذي دفعني للبحث عن اسس الموضوع ودوافعه، فتبين لي ان للموضوع اسس نفسية يحدث بفعلها هذا السلوك.
وبعد هذا السرد نطرح سؤالين محوريين وهما كيف تتشكل هذه العادة السلوكية غير المحمودة وهل يمكن ان تكون وراثية ام أنها مكتسبة؟، وهل تعيد للفرد الذي يمارسها توازنه الذي افقده اياه هذا الخلل النفسي؟، ومن ثم كيف يمكن تخطي هذه المشكلة السلوكية؟، وهذا الذي نحاول الإجابة عليه في مقالنا هذا قدر الممكن.
وضح علماء النفس ان 10٪ تقريباً من كل الرجال والنساء يعانون هذه العادة السلوكية المذمومة، وأن كثيراً منهم يضيقون ذرعاً بها، غير أنهم لا يعرفون سبيلاً للخلاص منها، وذلك يحصل بفعل مشاعر التوتر والقلق والخوف التي تنتاب الانسان عند تعرضه لموقف يستدعي حصول الحالات التي ذكرتها، وللمعلومة ليس الكبار وحدهم هم الذين يقضمون أظافرهم فالصغار أيضاً يفعلون ذلك في كثير من الأحيان.
ليس القلق والتوتر وحدهما من يتسببان في مشكلة قضم الأظافر فقد يؤدي شعور الإنسان بالعجز الى النتيجة ذاتها، ومن صور العجز هو صعوبة التعبير عن المشاعر سواء بالسلب او بالإيجاب والتعبير عن المشاعر حاجة ضرورية للانسان فحين تقمع ستشتعل النار في جوف الإنسان، ومن الصور الشعور بالعجز هو عدم القدرة عن مطالبة مدير العمل باستحقاق ما او يكتمون بداخلهم مشاعر الضيق التي تنتابهم نتيجة مشكلة تواجههم ولا يستطيعون ان يجدوا لها حل لسبب او لآخر.
في سياق الحديث عن المشكلة تقول المختصة في علم النفس الأستاذة (كيرستن فولف) "إن قضم الأظافر عادة سلوكية للتخلص من التوتر والشد العصبي، موضحة أن قضم الأظافر يشبه ما يعرف في عالم الحيوان باسم (السلوك الانصرافي) حينما لا يكون هناك مفر من التوتر والشد العصبي"، بمعنى انها وسيلة للتخلص من الضغوط او باب خلفي للهروب من التوتر والقلق.
ويعلل الممارسون لهذه السلوكية بأن الأمر له فائدة نفسية وليس عن فراغ فهي يمكن أن تساعد على الشعور بالاسترخاء وهو ما من ان يشتت انتباه الإنسان وإبعاده عن مشكلته التي تسبب له الضغط غير أن هذا التشتيت الذهني لا يستمر طويلاً، لأنه لا يعدو كونه مجرد سلوك لتشتيت الذهن يحقق استرخاء قصير الأمد بخلاف أنواع رياضات قوة التحمل مثل المشي السريع التي تساعد على الاسترخاء لفترة أطول بشكل ملحوظ.
ورغم كون الكثير من البالغين يمارسونها الا ان بداياتها تكون في مرحلة الطفولة والمراهقة وفي حالات نادرة فقط يشرع البالغون في سنوات العمر المتقدمة في قضم أظافرهم، وما زاد في اتساع رقعتها هو القلق المتزايد في عصرنا الحالي وفي جميع مناحي الحياة ومرافقها الى الحد الذي جعل سمة القلق تتصدر حياة الانسان وهذه ليست مبالغة فنحن نعيش عصر القلق بالفعل.
من قضم الأظافر تنتج أضرارا جسمانية ابرزها انتقال الفايروسات والبكتريا الى جسم الانسان عن طريق الاظافر وما تحمل من أمراض، اضافة الى الأضرار التي تصيب الأسنان حيث تصبح مسننة وقابلة للكسر اكثر، ثم ان منظر الانسان الذي يمارس هذه السلوكية يكون غير لائق وعادة ما يتعرض للانتقاد.
كيف يمكن التخلص من عادة قضم الأظافر؟
يوجد العديد من الأساليب والنصائح التي يمكن اتباعها للتخلص من عادة قضم الأظافر وابرزها: معالجة الفرد علاج معرفي سلوكي وتغير تفكير في ما يسبب له القلق وبالتالي تجفيف منابع القلق والتوتر، ومن ثم ضرورة تقليم الاظافر وعدم تركها تطول وهو ما يقلل من الدافع الى الفعل، كما يفضل شغل اليدين بعادة سلوكية مثل اللعب بكرة التوتر او المعجون او الطين الصناعي الذي يشغل اليدين ويبقيها بعيداً عن الفم، اما الاطفال فيفضل وضع مادة ذات طعم غير مقبول في اطراف أصابعهم لمنعهم من هذه العادة وبذا يمكن ان نقلل من هذا السلوك غير الطبيعي.