صديقي العزيز
يعز علي ان اكتب عنك دون ان اتجرأ على ذكر اسمك.
فاسمك يشير لقوميتك الكردية، والعنصرية السائدة في مجتمعنا (مثلها مثل الطائفية والعشائرية) قد تأتيك بلعنات وشتائم العنصريين، فانشغل بمناقشة من اطلقوها بدلا من الاحتفاء بحياتك ومسيرتك وبصداقتنا العائلية التي استمرت لعقود من السنين.
لن اسميك فالعنصرية، التي طالما حاربتها ووقفتَ في وجهها عند الكرد قبل العرب، كما حاربتها انا عند العرب قبل الكرد، ما زالت منطلقة وهي تنتعش كلما وجدت ظرفا مناسبا
وانبيك يا صديقي ان العنصرية، ما زالت هي البضاعة المربحة عند سياسيين وقادة وافراد عرب وكرد، وهم يلجؤون لاستثمارها واثارتها كلما ارادوا التغطية على جريمة ارتكبوها او سرقة يريدون التغطية عليها او تمهيدا لاتفاق مشبوه يريدون ان يعقدوه فيما بينهم.
لقد ولد اطفالنا وتربوا سوية في عائلتينا، وكنت عندما تخلع بدلة "البيشمركة" وتأتي لسورية، كان بانتظارك اطفالك واطفالي، وكان بعض السوريين يظنوننا اقارب فلطالما كنا ننطلق ونتصرف كعائلة واحدة.
وكانت امهات عائلتينا يأخذن الاطفال الى نفس الطبيب ونفس الملاعب، كما كنا نزور معكم، او لوحدنا، نفس الاماكن.. ونجحنا في ان نترك عند اطفالنا ذكريات مشتركة مثل التي كانت بيننا.. لكن هذا كله قد يتعرض للشتيمة لو ذكرت اسمك الدال على قوميتك.
لن اكتب اسمك كي لا يتسلل مخلوق عنصري ويفتح قمامة الكلام العنصري فيلطخ اسمك خصوصا وان تراب قبرك ما زال نديا.
ولقد سلمنا يا صديقي قومياتنا وطوائفنا وادياننا الى سياسيين لن يتورعوا عن استخدام اروع واحط ما فيها من اجل تحقيق مكاسب سياسية او مادية لهم.
وقد لا يشتمك احد شخصيا، لاعتبارات تتعلق بشخصيتك او تتعلق بمستوى اصدقاء هذه الصفحة.. لكنهم سيشتمون شعبك واهلك بحجة انهم انما يشتمون القادة السياسيين.
وسنجد من يرد الشتيمة بمثلها او بأبشع منها.
ولن ينفع مع العنصري ان اقول انك، وبسبب انحدار السياسة والثقافة العراقية الى الدرك الاسفل، اعتزلت، وانت القائد، العمل السياسي واخترت البقاء مع عائلتك لتعوضها عن سنوات غيابك عنها في تلك الايام الصعبة..
ولن ينفع اي شيء اذكره عن نظرتك الانسانية للجميع.. فالعنصري العربي مثل العنصري الكردي: اعمى!
ولا تعاتبني، عندما نلتقي غدا، على اهمالي لرثائك فقد صرت تعرف الان انني انما فعلت هذا من اجلك ومن اجل عائلتك وشعبك وشعبي.
وسيقرأ لروحك الطيبة سورة الفاتحة بعض الاصدقاء هنا ويترحمون عليك حتى وان لم يعرفوا اسمك.. لكن ثقافتنا ما زالت خلطة مسمومة من العنصرية والطائفية والعشائرية وعسى ان تمر هذه السطور بسلام.