بغداد ـ العالم
بعد ليلة ساخنة عاشتها العاصمة بغداد، الثلاثاء، ترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني اجتماعا أمنيا خاصا لكبار القادة من التشكيلات الأمنية المختلفة، ناقش الخطة الامنية الخاصة بالانتخابات، على خلفية قيام عشرات من أنصار التيار الصدري، في منتصف الليل، باقتحام مقر تيار الحكمة الذي يترأسه عمار الحكيم، وإزالة وتمزيق صور مرشحي هذا التيار في بعض مناطق. ومن المقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق، في 18 كانون الأول الجاري، في أنحاء البلاد، باستثناء محافظات إقليم كوردستان.
وشدد السوداني في اجتماعه على ضرورة المحافظة على العملية الانتخابية وتطبيق القانون، وفقا للسياقات الدستورية في محاسبة كلّ من يعرقل إجراءها، وعلى وجوب حفظ الأمن والاستقرار في البلد، والتصدي لأية محاولة للعبث بهما، كونهما يمثلان ركيزة أساسية تستند إليها الخطط التنموية التي تستهدف النهوض بجميع القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الجانب الخدمي.
كما أكد ضرورة المحافظة على العملية الانتخابية وتطبيق القانون، وفقا للسياقات الدستورية في محاسبة كل من يعرقل إجراءها، بحسب البيان.
واطلع على مجريات الخطة الأمنية التي سيتم تطبيقها خلال الانتخابات، لتأمين العملية الانتخابية في بغداد والمحافظات، وفقا للبيان، مشيرا إلى "ضرورة تحديث هذه الخطة باستمرار؛ حتى تتمكن من استيعاب أي تطور أو حدث أمني مفاجئ".
ورصدت "العالم" مقاطع فيديو تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت قيام أشخاص بأعمال شغب وتخريب طالت مقر تيار الحكمة بعد اقتحامه في حي "جميلة" بمدينة الصدر شرقي العاصمة التي تمثل معقلا لأنصار الصدر، وذلك إحتجاجا على منشور متداول منسوب إلى عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة "بليغ أبو كلل".
غير أن أبو كلل، أعلن براءته من المنشور الذي يهاجم التيار الصدري لمقاطعتهم الانتخابات المحلية في العراق، ويتهمهم بالانقلاب على الشيعة ومحاولة جعلهم أقلية، ويصفهم بـ "الخوارج". أبو كلل كتب في منشور على منصة "إكس"، أن المنشور المنسوب إليه سابقا "مزيف"، قائلا إن "القضية كالتالي: يزورون تغريدة وكلام معيّن، ثم يسبون ويشتمون، ثم يهجمون ليحرقوا أو يثيروا الفوضى". وأضاف، "بمعنى أنهم لا يستطيعون العيش دون فوضى لذلك يختلقون أسبابها، يكتبون ضد أنفسهم بحسابات غيرهم، يهجمون على مقرات غيرهم لأنهم زوروا تغريدة". أبو كلل أشار، إلى أن "كل هذا حتى يعطلوا الانتخابات. (صدك چذب، مو ألف مشروع جربتوه بهذي الطريقة وما نجح).. ترى حتى البرلمان اخذتوه بالفوضى والعنف، وآخر شي الأمور رجعت طبيعية، فلا تراهنون على مشروع جديد وهو من الأساس خاسر لأن وسيلته غير شرعية". وأوقفت محكمة التحقيق المركزية، أمس، 12 شخصا من مناطق شرق القناة، بتهمة الاعتداء على مقرات حزبية وحرق وتمزيق دعايات انتخابية. وأشار بيان لإعلام القضاء إلى أنه "تم توقيف مجموعة خارجة عن القانون اعتدوا على صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية".
في حين عقد تيار الحكمة الوطني اجتماعا طارئا، بشأن ما وصفها بـ "الاعتداءات المشينة" التي طالت مكاتبه ومقراته، مشيرا إلى أن العراق يشهد من جديد صفحة مؤسفة من التجاوز على المؤسسات وعلى القوى الأمنية التي تحفظها الدولة وقوانينها وأعرافها.