مؤسسات غربية: نتوقع تصعيدا جديدا
31-آب-2022
بغداد ـ العالم
رأى محللون سياسيون في مؤسسات غربية، أن زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر يطمح ليكون القائد السياسي الشيعي الأقوى، مشيرين إلى أن طموحه لا يقف عند حد "زعزعة" نظام الحكم فحسب بل "البيت الشيعي" أيضاً لتحقيق هدفه.
وقال الباحث في مؤسسة "تشاتام هاوس" البريطانية، ريناد منصور، لوكالة فرانس برس، إن "الصدر يتطلع لأن يصبح أقوى فاعل سياسي شيعي في العراق.. ذلك هو طموحه ويتطلب تحقيقه جزئياً عدم الاكتفاء بزعزعة النظام السياسي في ذاته، بل كذلك البيت الشيعي وإعادة ترتيبه ليكون هو في محوره".
ولفت ريناد منصور إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها متظاهرين ثم يطلب منهم الانسحاب"، مقدّرا أن "هدفه وغايته النهائية هي أن يصبح القوة السياسية الشيعية الرئيسية في العراق".
ويرى الأستاذ في جامعة كوبنهاغن، فنار حداد، أن الصدر أجرى مذاك سلسلة من "المناورات الفاشلة لتكريس هيمنته داخل النظام السياسي وإزاحة منافسيه". واعتبر حداد أن الأحداث الأخيرة في المنطقة الخضراء في بغداد بمثابة "فشل" تكتيكي آخر.
وقال إن "الإطار التنسيقي لم يصدر تصريحات تصالحية أو تنازلات أو أي شيء من هذا القبيل" بعد أن طلب الصدر من أنصاره الانسحاب.
وأضاف "يدفع ذلك الجميع إلى مسار عقيم مليء بالمواقف المتضاربة.. تبدو إمكانية المصالحة أضعف وليس العكس".
وقال الباحث في مركز "سانشري انترناشيونال" سجاد جياد إن إعلان اعتزاله الأخير يوم الاثنين، جاء بعد سلسلة من التحديات التكتيكية التي واجهت صعوده السياسي بما في ذلك من داخل صفوف داعميه. واعتبر جياد أن ذلك "هجوم على الصدر في شخصه وباعتباره قائدا".
وأضاف "الحائري مرشد ديني للصدر.. ومقتدى كان حريصا دائما على القول إنه لا يتصرف من تلقاء نفسه بل له غطاء ديني من الحائري".
وقدّر جياد إنه في مواجهة التحديات المتزايدة، فإن لدى الصدر الآن خيارات محدودة وأقلها احتمالا هو التراجع خطوة إلى الوراء.
وتابع الخبير "يمكن أن يطلق احتجاجات أخرى ويضغط لمنع الإطار التنسيقي من تأليف حكومة".
وقد يستمر الصدر في الضغط من أجل حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، وربما حتى التصعيد من خلال تحركات من شأنها أن تشل عمل الوزارات وحقول النفط، وفق سجاد جياد.
وختم الباحث "يبدو أن المأزق قد يستمر لفترة، لكن يبدو أيضًا أن المستقبل سيشهد مزيدا من التصعيد".