عدنان الفضلي
ما زالت أصداء الحملة الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية والقوى الساندة لها في منطقة البتاويين تتزايد وتلاقي ترحيباً من المواطنين، وصار كثير من الناس يتحدث عن تلك الحملة بحماسة، خصوصاً أن نتائجها كانت جيدة للغاية بعد الإطاحة بكثير من عصابات الجريمة المنظمة التي كانت تتخذ من هذه المنطقة مقرات لها، للتخطيط والتنفيذ.
الحملة أو العملية كانت نوعية وأدت غرضاً كان المواطنون ينتظرون حدوثه منذ زمن بعيد، بعد أن صارت هذه المنطقة مكاناً مرعباً لا يشعر الساكنون بها بأي سلام وأمن، مع تواجد تلك العصابات وبهذه الأعداد الكبيرة. هنا سأتحدث عمَّا يمكن فعله بعد تلك العملية، وأقصد حتى تكون العملية المنفذة مثار فخر، يجب أن تكون لها حلقات جديدة، لتخليص المنطقة مما تبقى من المجرمين، وتكثيف الجهود الاستخبارية فيها لرصد تحركات العصابات والمجرمين، ونشر كثير من الدوريات والنقاط الثابتة في أزقة البتاويين لمنع عودة تلك العصابات إلى تلك البؤرة.
هذا من الجانب الأمني، لكن هناك خطوات أخرى يجب أن تتخذها جهات أخرى، من بينها أمانة بغداد ووزارة الثقافة والسياحة والآثار، حيث صار أمراً ملحاً أن تنظم أمانة بغداد حملة خدمية كبيرة في البتاويين، فالوضع البيئي والخدمي في هذه المنطقة التي كانت يوماً (سنتر بغداد) الذي تتباهى فيها الأسر العراقية التي تسكن المنطقة، ما عاد ذلك الواقع يصلح للعيش فيه نتيجة الإهمال الكبير الذي تشهده المنطقة، حيث الشوارع المغطاة بأطنان النفايات والمستنقعات الآسنة، وكذلك لوجود الكلاب السائبة بشكل مخيف في شوارع وأزقة المنطقة، فضلاً عن انتشار الجرذان والفئران في جميع شوارعها والمنازل والمطاعم والفنادق، مما يتطلب حملة كبيرة لإنقاذ المدينة من هذا الكابوس.
هذا في ما يتعلق بأمانة بغداد، أما وزارة الثقافة فمهمتها أو واجبها هو حماية البيوت التراثية الموجودة في المنطقة، وإطلاق حملة كبيرة لترميمها والسيطرة عليها وجعلها أماكن ثقافية تقدم الجمال والفن والوعي كما كانت تقدمه في السابق، وتلك مهمة ليست عسيرة إذا ما كانت هناك إرادة حقيقية، وعزيمة كبيرة يتحلى بها القائمون على الثقافة والسياحة العراقية، لتعود الينا البتاويين كمنبر جمالي كبير يبث الفرح والطمأنينة.