سامي جواد كاظم
من المسائل الخلافية بين قراء التاريخ اليوم هي الدولة العثمانية هل كانت اسلامية بحق ام كانت بالاسم فقط ؟ من الطبيعي ان تركيا تدافع لانها الاصل ولان تركيا مع حزب الاخوان فكل دولة مع حزب الاخوان يدافع عنها مثلا قطر وقناتها الجزيرة .
الدولة العثمانية حكمت في ظل احباط الدول من حروب جنكيزخان ومن بعده الحروب الصليبية وبعد عدة قرون من الحكم لم تترك لها اثرا طيبا يحكى عنه الان ، نعم قرات التاريخ وبحيادية خوفا من ان يقال ان الشيعة تعارضهم لانهم من السنة ، بل العكس وجدت السنة هم من ثاروا ضدها والشيعة هم من وقفوا معها ضد الانكليز ودفعوا الثمن باهضا بسببهم .
الشريف حسين واولاده عبد الله وفيصل وبتاييد من الانكليز قاموا بثورتهم لطرد العثمانيين من الحجاز وسوريا والاردن وهم من الطائفة السنية .
الاستعمار البريطاني للعراق مثلا عندما انسحب ترك بعض المشاريع العمرانية الى اليوم شاخصة وتعمل وباسم الانكليز ، بينما لا يوجد اثر عمراني باسم الدولة العثمانية هذا على حد علمي ، بل ان الدولة العثمانية عندما احتلت الحجاز قامت بمصادرة مقتنيات اسلامية تاريخية منذ عهد رسول الله (ص) الى استنبول .
ومسالة عدائها للفرس فانه امر طبيعي وطائفي والوثائق تتحدث عن الظلم الذي لحق بالشيعة في العتبات المقدسة في العراق وبالمعاملة السيئة للزوار الايرانيين القادمين للعتبات المقدسة في العراق .
سوريا والاردن ولبنان احتفلوا احتفالا عظيما بطرد العثمانيين من بلادهم بسبب البؤس والفقر والظلم الذي عانوه وهي نفسها الدولة العثمانية التي يتبجح البعض بها بانها منعت اليهود من العودة لفلسطين هي من قدمتها على طبق من ذهب لانها اصلا لم تستطع الاحتفاظ بفلسطين ولم تمكن العرب من الاحتفاظ بفلسطين فجاء الدور الانكليزي الخبيث مع قلة المعرفة السياسية لدى فيصل وابيه الذي خدعوه بعرش ملك وتفاهم مع حايم وايزمان رئيس الصهاينة لتهويد فلسطين ، بل والاسوء من ذلك كان طلب فيصل ان يكون ملكا على الاراضي العربية وترك فلسطين للصهاينة ، يعني ان فلسطين ليست ضمن الاراضي العربية .
في كثير من اعمال الحكومة العثمانية الطائفية حاولت ان تؤججها في العراق لاسيما المناطق التي فيها شيعة وسنة مثلا بغداد وسامراء بل تمنع بناء المدارس الشيعية وتساهم في بناء المدارس السنية والنتيجة انها غير مرغوب بها من كل الطوائف .
ذكر حسن العلوي في كتابه التاثيرات التركية في المشروع العربي في العراق ص/28 وكان سليم باشا الذي يلقب باووز قد استحصل على فتوى من شيوخ الاسلام لابادة الشيعة ….. وقد ذبح اربعين الفا منهم .
كما ارسل والي حلب مراد باشا حملة تبلغ خمسة عشر الف جنديا لتطويق الكاظمية ومنع الزائرين من دخولها .
ومجزرة نجيب العثماني في كربلاء والتجاوز على حرمة العتبات المقدسة موثقة يحاول العثمانيون تحريفها عن حقيقتها والتي سببها كثرة الجبايات المالية وفي نفس الوقت انعدام الخدمات الضرورية .
حتى ولاة الدولة العثمانية لا يحملون ولائهم للحكومة العثمانية مثلا جمال باشا الملقب بالجزار في سوريا ارسل للانكليز وفرنسا ان يسلمهم سوريا والعراق على ان يبقى هو والي عليها وافقت فرنسا لكن الانكليز رفضوا لان في حساباتهم ان يكافأ فيصل بجعله ملك على سوريا واخيرا فشلت كل المخططات الخبيثة
ومصطفى اتاتورك لم يات من فراغ الذي كان ضابطا في الدولة العثمانية الا انه واقعا يعمل للانكليز وقد فعل فعلته بابادة العثمانيين وتربعه على الحكم واتخذ محاربة العثمانيين حجة لمعاداة الاسلام .
وانا حقيقة لا استبعد ان العثمانيين كان لهم تواصل مع الانكليز وفرنسا بدليل ان الزحف البريطاني توقف في سوريا والعراق ولم يدخل تركيا ، وفرنسا منحت تركيا لواء الاسكندرونة السوري للترضية ، ويذكر يونس بحري في كتابه هنا برلين ان جاسوس تركي يعمل للانكليز ضد المانيا حليفة العثمانيين وقد كشفوه جماعة هتلر وهو يحاول تسليم معلومات خطيرة وحساسة جمعها من المانيا الى السفارة التركية في النمسا لتسليمها للانكليز .
هذا التخبط لا يدل على سياسة حكيمة ولم تترك محطات ايجابية خلال حكمها .