عامر بدر حسون
ثمة فكرة لن اتعب من تكرارها:
بسبب عيشنا في فكرة واحدة منذ 65 سنة هي فكرة "الاشتراكية" دون معرفة بفكرة او سياسة سواها.. فان حياتنا الثقافية والفكرية لم تشهد جدلا او نقاشا او تصادما بين الافكار يمكن ان يغني ملكة التفكير عندنا.
نعم.. لقد تناقشت واختلفت الاحزاب عندنا (وبشكل دموي في الغالب) ولكن الخلاف كان على أي منها هو الاجدر بتطبيق الاشتراكية اكثر من غيره.
وبقي عقلنا وفكرنا معطلا، ومتعصبا، وامتد التعصب ليشمل كل نواحي الحياة.
ومجتمعنا وثقافتنا اليوم في غاية الفقر من الناحية الفكرية.
وهذا الفقر يقف وراء كتابتنا للإنشاء بدلا من الادب..
والكلام الفارغ بدلا من الشعر..
والسفاهة بدلا من الفن..
والانغلاق والتعصب بدلا من الانفتاح والتفكير الحر.
ولا اقول ان الاشتراكية جيدة او سيئة ولا شغل لي بهذا النقاش..
لكنني الحظ واشير الى الفقر المدقع في عقولنا وتفكيرنا بسبب تبنيه لفكرة واحدة لا منافس ولا شريك لها.
ولا خير في اية فكرة (جيدة او سيئة.. علمانية ام دينية، تقدمية ام رجعية) تحجر على غيرها من الافكار وتمنع الحديث عنها.
وهذا الحجر والمنع لا يعني على ارض الواقع الا السعي لتحويل المجتمع البشري المزدهر بتنوعه، الى قطيع من الاغنام الموحدة والمتشابهة..
العيش في ظل الفكرة الواحدة، والمقدسة بالضرورة، تعني خوف وعجز المجتمع والفرد عن التفكير. وما افقر الافراد والمجتمعات العاجزة والخائفة من التفكير بحرية.