مركز دراسات: مطار الموصل يدشن مرحلة جديدة من علاقة العراق بتركيا
27-آب-2022
بغداد - العالم
تحدث موقع "مركز دراسات الشرق الأوسط" في تقرير له عن الدور الذي ستلعبه مدينة الموصل في العلاقات التركية-العراقية.
وقال الموقع، إن إعادة تأهيل مطار الموصل تعد خطوة جديدة في العلاقات التركية العراقية في إطار إعمار المدينة التي طالها الخراب عندما سيطر عليها تنظيم الدولة ما بين 2014 و2017 ودُمّر 70 بالمئة منها. وقد تم الاتفاق على منح شركة تاف للمطارات القابضة التركية أشغال إصلاح مطار الموصل بتكلفة 185 مليون دولار في غضون 18 شهرًا. وسيكتسب مطار الموصل كفاءة المطار الدولي بعد اكتمال الأشغال.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال إصلاح المطار المعني أوكلت للشركة الفرنسية ''هندسة المطارات في باريس'' في سنة 2021. ولكن عندما تبين أنها لم تحرز أي تقدم، وقع تكليف الشركة التركية بذلك. في غضون ذلك، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة العراق عدة مرات بما في ذلك الموصل. ومن بين أسباب هذه الزيارة التأكد من أن صفقة بناء مطار الموصل ستكون من نصيب شركات فرنسية.
وأوضح الموقع أن هذا التطور يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لتركيا والعراق. وقد زادت جرعة الغضب، بين الحين والآخر، من قبل معارضي تركيا في العراق لا سيما على خلفية الوجود العسكري التركي في قاعدة باسيكا بالموصل والخلاف على المياه.
توجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الموصل لحضور حفل تدشين أشغال إصلاح مطار الموصل. وموقف الكاظمي في هذه العملية الحاسمة مهم لتصور تركيا في العراق، ويشير إلى تجدد الثقة في العلاقات بين البلدين.
في هذه المرحلة، يمكن القول إن موقف تركيا المحايد مع العراق أتى بثماره. وقد بُذلت جهود سياسية ودبلوماسية حثيثة من أجل حصول الشركات التركية على صفقة إعادة هيكلة مطار الموصل. ولا ينبغي تجاهل الجهود المكثفة التي يبذلها السفير التركي في بغداد "علي رضا غوني" والقنصل العام للموصل محمد كوجوك ساكالي، وفاتح يلدز نائب السفير ورسالته التي شاركها على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تم فيه تسليم المشروع إلى الشركة الفرنسية، التي كانت ذات مغزى كبير: "حتى لو اكتمل المشروع، نعلم جميعًا أن الخطوط الجوية الفرنسية لن تبدأ الطيران إلى الموصل في اليوم التالي. الجميع يعرف من يمكنه القيام بأول رحلة إلى الموصل. لن نتخلى عن واجبنا في ربط الموصل بالعالم".
وقال الموقع إن مبادئ مثل ضمان الاستقرار في العراق، وحماية وحدته وأراضيه، وإقامة نظام يضمن حقوق المواطنة المتساوية لكل فرد من أفراد الشعب العراقي، تشكل أساس سياسة تركيا تجاه العراق. ومع أن السياسة العراقية التي يتم تنفيذها ضمن هذه المبادئ الأساسية تتأثر سلباً بالتطورات السياسية الداخلية في العراق من حين لآخر، إلا أنه لا يمكن قطع الصلة بين البلدين.
إلى جانب الوحدة الجغرافية، فإن التفاعل في القضايا الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والعديد من القضايا الأخرى على مستوى عالٍ. وحجم التجارة بين البلدين يقارب 20 مليار دولار، والإمكانات أعلى بكثير الآن.
وأكد الموقع أن مشروع إعادة تأهيل المطار يفتح آفاقا جديدة في العلاقات التركية العراقية في الفترة المقبلة. لكن يجب على العراق تحقيق الاستقرار السياسي لتسهيل تنفيذ بقية المشاريع بما في ذلك فتح البوابة الحدودية الثانية بين تركيا والعراق، وبناء خط سكة حديد يربط بين البلدين، وإنشاء خط طريق سريع جديد.