بغداد - العالم
مزادات لوحات السيارات، تجارة رائجة في الإمارات، إذ لا يمر شهر تقريبا إلا ويتم عقد مزاد ضخم لعرض أرقام مميزة للوحات السيارات، ويتم بيعها بمبالغ كبرى تصل إلى عدة ملايين من الدولارات.
المزادات تنظمها الجهات الحكومية المعنية بإصدار وترخيص لوحات المركبات، ويتم خلالها عرض أرقام فردية أو ثنائية أو أرقام متشابهة، وتدعو الراغبين في اقتناء تلك الأرقام المشاركة في المزاد.
وتشهد المزادات إقبالا كبيرا من الإماراتيين والمقيمين بالدولة، ويتنافس المشاركون في عرض مبالغ كبيرة لكل رقم، وتصل أسعار اللوحات لأرقام مليونية. وقبل أيام نظمت دبي المزاد رقم 115 لبيع لوحات سيارات بأرقام مميزة، وبلغت إيرادات المزاد 65 مليونا و588 ألف درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم).
وخلال المزاد الأخير حقق الرقم (AA16) السعر الأعلى، إذ بيع بـ7 ملايين و320 ألف درهم، تلاه الرقم (AA69) بـ6 ملايين درهم والرقم (AA999) بـ4 ملايين و50 ألف درهم.
وأكدت هيئة الطرق والمواصلات المنظمة للمزادات في دبي إنها "تتبع خلال طرح الأرقام المميزة في مزاداتها العلنية والإلكترونية، إستراتيجية مدروسة تستند إلى الحيادية والشفافية".
وأضافت في تقرير لها أنها "تتيح الفرص المتكافئة لعشاق الأرقام المميزة، الذين يسعون إلى اقتنائها من خلال المزادات، لأن هذه الأرقام المميزة تمثل مناسبات ورموز وأحداث ومحطات مهمة في حياتهم".
وتسجل إدارات المرور في المدن الإماراتية عددا كبيرا من المزادات التي بيعت فيها لوحات سيارات ذات أرقام مميزة بمبالغ مليونية، ومنها مزاد أقيم في أبوظبي بيع خلاله الرقم (1) لرجل أعمال إماراتي بمبلغ 52 مليونا و200 ألف درهم، وهو ما يعد أكبر مبلغ مالي يسدد للوحة سيارة، وتم تسجيله في موسوعة غينس للأرقام القياسية.
وتؤكد الجهات العارضة دوما، لأرقام السيارات المميزة، أن اللوحات التي تحمل أرقاما فردية أو زوجية "لا تمنح حاملها أي حصانة أو استثناء، فالجميع أمام القانون سواسية، وإذا ارتكب أي مخالفة مرورية تسجل عليه مثل غيره".
ويؤكد مشترون لهذه الأرقام، أنهم يحققون أرباحا كبيرة من هذه التجارة، فيما يقول آخرون أنهم يشترونها دعما للأعمال الإنسانية.
ويصف محمد عقيل، وهو أحد هواة حمل الأرقام المميزة، إن هذه الأرقام تعد ثروة، وتجارة مربحة، فقد اشترى رقم مركبة مميز قبل عدة سنوات بقيمة 400 ألف درهم، وبلغ سعره الآن أكثر من 3 ملايين درهم.
ويقول خالد فاضل، وهو إماراتي من هواة شراء الأرقام المميزة للمركبات، إن هذه الهواية تلقى إقبالا كبيرا في الإمارات، حيث ينتظر الكثير منا عقد مزادات للوحات السيارات ذات الأرقام الفردية أو الأرقام المتشابهة، ويشاركون فيها طمعا في الفوز برقم مميز.
وأضاف "يضفي الرقم الفردي أو الزوجي تميزا على المركبة، ويكون سببا في لفت الأنظار إليها والتعامل مع قائدها بالكثير من التقدير".
ويشاركه الرأي الإماراتي سعيد آل علي، ويملك أكثر من لوحة سيارة بأرقام مميزة، ويقول "بعض الشباب خصوصا رجال الأعمال، يمتلكون سيارات توصف بإنها فارهة، وعددها محدود ، وهذه السيارات المتميزة تزداد تميزا في حال كان رقم لوحتها فريدا". ويتابع "الرقم الفردي أو الرقم الزوجي للسيارة يدل على المكانة الاجتماعية المتميزة لقائد السيارة، ما يدفع البعض لشراء هذه اللوحات بحثا عن التفرد بين أصدقائه ومحيطه الاجتماعي".
ويقول سعيد بدر، من المهتمين بتجارة أرقام السيارات "كثيرون يعتبرون الأرقام المميزة للوحات السيارات تجارة رابحة، إذ يدخلون المزادات ويشترونها بمبالغ كبيرة، ثم بعد فترة يعرضونها للبيع بمبالغ مالية مرتفعة عبر منصات التواصل الإجتماعي".
ويكمل "حقق الكثير من الشباب أرباحا مالية ضخمة من تجارتهم في اللوحات المميزة للسيارات، خصوصا أن البعض يطلب أرقاما تصدر عن الإمارة التي يتبعون لها ويجدونها قد بيعت لأشخاص آخرين، ويبدون استعدادهم لشرائها بمبالغ أكبر من قيمتها بنسبة كبيرة".
ويشير إلى أن "البعض لا يبحثون عن أرقام فردية أو زوجية للوحات سياراتهم، بل يبحثون عن أرقام تتوافق مع مناسبات سعيدة لهم أو تشكل لهم ذكرى هامة، مثل أرقام تشابه تواريخ الميلاد أو تاريخ الزواج، ويبدون استعدادهم لشرائها بمبالغ كبيرة، حتى تحمل سياراتهم تواريخ ذكرياتهم السعيدة".