مزارعون عراقيون ينزحون إلى المدينة
10-أيار-2023
بغداد ـ العالم
كان حيدر محمد يزرع القمح والشعير في أرضه في جنوب العراق، كما كان يفعل والده من قبله، لكنه اليوم يكسب قوته كعامل بناء، بعد أن أرغمه الجفاف على تر أرضه والنزوح إلى المدينة في محافظة أخرى.
ويقول الرجل الأربعيني الذي يقطن منذ العام 2017 في كربلاء التي تضم مراقد دينية مهمة وتعد مركزا للسياحة الدينية، إن "الانتقال كان صعبا، فنحن لسنا معتادين على المدينة".
في الحي العشوائي الذي بنى فيه محمد منزله، تصطف على طول الشوارع الضيقة المباني كتلة رمادية اللون.
وعلى مدخل الحي الذي تمده البلدية مجانا بالمياه والكهرباء، ترعى بضعة أبقار من الأرض التي تنتشر فيها القمامة، وتمر فوقها أسلاك كهربائية متشابكة.
يروي محمد الذي نزح من قرية آل خنيجر في محافظة الديوانية أن "لا عمل في منطقتنا التي تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات، الزراعة والحيوانات انتهت، ورأينا أن لا لقمة عيش لنا إلا في كربلاء".
ويضيف: "نحن نريد أن نأكل الخبز، كل شخص يريد أن يكدّ لعائلته، عندي أربعة أولاد بالمدارس، يحتاجون إلى مصروف ومال للنقل والثياب".
ومحمد الآن عامل مياوم حين يجد فرصة في مواقع بناء. ولكي يتمكن من جني 15 دولارا في اليوم، يعمل كذلك سائق سيارة أجرة.