مستشارية الأمن القومي: نقل 900 عائلة من مخيم الهول الى العراق منذ أيار 2021
25-تشرين الأول-2022
بغداد ـ العالم
أفاد مستشار الشؤون الإستراتيجية في مستشارية الأمن القومي ومسؤول ملف مخيم الهول سعيد الجياشي اليوم الثلاثاء (25 تشرين الأول 2022) بنقل أكثر من 900 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق منذ شهر أيار من عام 2021 ولحد الآن.
وقال الجياشي خلال منتدى إعادة دمج المجتمعات، الذي عقد في أربيل، إن "العملية كانت حصراً للنساء والأطفال، وتم تأهيل أكثر من 500 عائلة منها، وأعيد ادماجها في ست محافظات في مناطقهم الأصلية في قبول مجتمعي إيجابي".
وبحسب الجياشي فإن "الكثير من هذه العوائل انخرطوا بوظائف في المجتمع، ومنهم من دخل الدراسة اضافة الى دخول آخرين سوق العمل كل حسب امكانياته"، متهماً بعض المنظمات بـ"ارباك الوضع بنشرها قصص غير موجودة ولا وجود لمصدرها الحقيقي".
وفقاً لمسؤولين رسميين فإن عدد العراقيين في مخيم الهول يبلغ 30 ألفاً من أصل 60 ألفاً هم مجموع سكان المخيم، ومن المقرر إعادتهم جميعاً إلى العراق.
الجياشي أوضح أن "العملية جاءت بعد تشكيل لجان قامت بزيارة مخيم الهول والعمل على التحقق وجمع البيانات للاجئين، والتأكد من هوياتهم العراقية، بالإضافة إلى التدقيق في ملفاتهم أمنياً واستخباراتياً وقضائياً والتي قامت بها قيادة العمليات المشتركة".
"إحدى مراحل العملية تطلبت إنشاء مركز التأهيل النفسي والمجتمعي تحت إشراف وزارة الهجرة وبجهد دولي مثل منظمة الهجرة الدولية ومنظمة اليونسيف، وتم تشكيل أول فريق نفسي ميداني بالتنسيق مع مجموعة من المؤسسات العراقية بموافقة مجلس الوزراء"، وفقا لكلامه. ولفت الى ان "الفريق النفسي الميداني أخذ على عاتقه التواجد بالمركز بشكل شهري للتواصل مع العوائل"، منوهاً الى أنه "وبعد ظروف العمل ومعطياتها التي ظهرت أمام اللجان، تم تشكيل فريق آخر استخدم الفن، وتم جلب أساتذة من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وكادراً من الفنانين قدموا نشاطات فنية، يتواجدون خمسة إلى ستة أيام في الشهر". مستشار الشؤون الستراتيجية في مستشارية الأمن القومي ومسؤول ملف مخيم الهول لفت الى ان "الفرق في مراكز التأهيل النفسي وجدت أن التأهيل من خلال الفن أكثر جدوة من المنهجية المتبعة لبرامج الصحة النفسية وبرامج الاستشفاء وبرامج ما بعد الصدمة، حيث كانت استجابة العوائل من الأطفال والنساء إلى التأهيل بالفن هي الأسرع، وبالتالي ظهرت لديهم نوع من المؤشرات الجديدة وتم تكييف العمل وفق هذه المعطيات".
وأضاف خلال المؤتمر أن "العمل كان بشراكة واسعة وحقيقية مع المجتمع الدولي سواء داخل مركز التأهيل أو داخل المناطق"، مشيرا إلى أن "المنظمات الدولية بذلت جهداً مع المؤسسات الحكومية سواء في التأهيل مثل منظمات الهجرة الدولية في حين كانت عمليات الادماج من خلال برنامج الإنمائي لمنظمة (يو أن دي بي)".
الجياشي شدد على "أهمية التنسيق وتنظيم العمل بين الجهات الرسمية والمنظمات لسير العمل بشكل سلسل، ولتغطية مساحات العمل للسيطرة على الوضع في الملف الحساس، والذي يشوبه تربص من قبل جهات تريد للحكومة أن تخطئ حتى تستغل الملف ضدها"، حسب تعبيره. وذكّر مسؤول ملف عودة العراقيين من مخيم الهول السوري سعيد الجياشي، بـ"جهود الأجهزة الأمنية التي قامت بعمل كبير، بالإضافة إلى جهود الفرق المكلفة بجمع البيانات التي تقضي أياما خارج الحدود العراقية معرضة نفسها للخطر"، مبيناً أن الملف سمي "الوطن يحتضن أبناءه بكرامة ومسؤولية، وأن التعامل يتم وفق انفاذ القانون، فالذي عليه مذكرة قبض أو عليه جريمة أو عابث بدماء الناس لا يمكن القول له إلا أن يذهب الى القضاء، والأجهزة الامنية تعمل على ذلك والقضاء هو الذي يفتي بالموضوع، أما الضحايا والمغرر بهم من اطفال ونساء فقد آن الأوان لطي هذ الصفحة لاحتضان أبناء وعائلات الوطن واعادتهم إلى مناطقهم". وشدد الجياشي على أن "فريق العمل قد وصل إلى تدقيق 28 في المائة من العوائل العراقية المتواجدة في مخيم الهول السوري".
يشار إلى أن عدداً كبيراً من نساء وأطفال مسلحي داعش نقلوا إلى المخيم، بعد السيطرة على آخر معاقل التنظيم في منطقة "باغوز" في سوريا عام 2019.
وكان مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، قد ذكر لرووداو في وقت سابق، ان الجهات المسؤولة عن اعادة النازحين تنقل العائلات من مخيم الهول الى مركز الجدعة في نينوى، وتخضعهم لعملية إعادة تأهيل تستمر لعدة أشهر.
وتعرضت تلك النسوة والاطفال في حضانتهن الى حالات عنف وترهيب كبيرين، وانشأت عائلاتها في فضاء فكري متطرف على يد عناصر تنظيم داعش، حيث تلطخت ذاكرتها بتجارب مريرة تحت سيطرة عناصر التنظيم وسنوات النزوح فيما بعد، وتتخوف بعض الأطراف من ان إعادة اطفال داعش والناشئين قد يشكل تهديداً على أمن العراق ومدنه في السنوات المقبلة.
وكانت القيادة المركزية الأميركية قد حذّرت في وقت سابق، من أن مخيم الهول يشكل "تهديداً حقيقياً على المنطقة" ويشهد "مأساة إنسانية"، مبينةً أن أغلب سكان المخيم لا يريدون البقاء هناك، لكن داعش ينظر إليه كمكان لنشر أفكاره من أجل تجنيد عناصر جديدة، ما يستوجب إعادة سكان المخيم إلى بلدهم الأصلي.