بغداد ـ العالم
تشهد شوارع العاصمة بغداد، يوميا، زحامات خانقة، جراء تزايد عدد السكان والسيارات في مقابل ضيق الشوارع ورداءتها، فيما تواصل الحكومة خططها وتدابيرها من اجل ايجاد حل لهذه الاختناقات والاكتظاظ السكاني.
وبرغم ان الحكومة قررت في وقت سابق إنشاء مجسرات وفتح شوارع جديدة، لكنها اجراءات لن تسهم بتغيير الواقع بشكل كبير، خصوصاً وأن الطاقة الاستيعابيَّة لشوارع العاصمة تتمثل بنحو 250 ألف سيارة فقط.
في شهر آذار الماضي أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ما وصفها بأنها "حزمة أولى لفك الاختناقات المرورية في بغداد عبر 16 مشروعاً تتعلق باستحداث طرق وجسور"، مؤكداً أهميتها في معالجة المشكلة باعتبارها "الأولى من نوعها في البلاد".
وأكد محمد شياع السوداني أن حكومته "اتخذت إجراءات سريعة لفك الاختناقات، أبرزها فتح طرق كانت مغلقة لمدة سنوات، وإزالة عدد كبير من نقاط التفتيش الأمنية، وفتح شوارع في وسط المدينة، وداخل المنطقة الخضراء".
المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، قال ان "مشروع العاصمة الادارية موجودة كفكرة على الطاولة ونوقشت من حيث تفاصيلها والمساحة"، مبيناً أن "المكان ربما لم يحدد بشكل دقيق لكننا نتحدث عن مناطق أطراف بغداد، والمكان المرشح الى حد ما هو في جنوب بغداد عند المنطقة المتاخمة لمدينة بسماية".
وأضاف عبد الزهرة الهنداوي ان "هذا المكان هو مبدئي، لكنه بالتأكيد سيخضع لنقاش وحوار واجراء تعديلات"، لافتا الى أن المساحة التي من المقرر ان يتم انشاء العاصمة الادارية عليها تتراوح بين 50 الى 60 كيلومتراً مربعاً".
المتحدث باسم الوزارة، رأى أن "الفكرة من انشاء هذا المشروع هو انشاء عاصمة ادارية تنقل اليها المؤسسات الحكومية التي تقع في قلب العاصمة بغداد، وهذا يستهدف أمرين، الاول هو تحقيق التنمية في مناطق الاطراف من خلال انشاء هكذا مشاريع كبيرة وعملاقة وستحدث تغييراً تنموياً كبيراً في المناطق المحيطة بالعاصمة، ولاسيما نحن نتحدث عن مشروع الطريق الحلقي ومشروع طريق التنمية وهذه المشاريع ستراتيجية مهمة".
ونوّه عبد الزهرة الهنداوي الى أن "الهدف الثاني وهو الاساس من الفكرة، هو تفكيك هذا الاختناق الذي تشهده العاصمة بغداد، المتأثرة بحجم الكتلة السكانية الكبيرة التي تسكن العاصمة، اضافة الى ما يدخل العاصمة من ابناء المحافظات يومياً لأغراض مختلفة، سواء للعمل او الصحة او التعليم او السياحة او زيارة الاقرباء او غيرها". وأوضح أن "عدد سكان بغداد ربما يتجاوز العشرة ملايين نسمة بشكل يومي، في حين سكانها 9 ملايين نسمة، في ظل معدلات سكانية هنالك زيادات مضطردة في عدد السكان"، مردفاً أن "بغداد تشهد زيادات تنعكس على الواقع بنحو عام، سواء الذي يتعلق بعدد السيارات التي تسير في شوراع العاصمة بغداد او في مستوى الخدمات المقدمة فيها".
كما رأى عبد الزهرة الهنداوي أن "هذا المشروع يأتي لتفكيك هذا الاختناق والزحام الحاصل سكانياً وخدماتياً"، مشيراً الى أن "المشروع سيفتح قلب العاصمة ليكون فيها مراكز ترفيه ومراكز ثقافية وغيرها ممكن ان تكون اماكن للسياحة، وهي كلها تتعلق بهذا المشروع".
"المشروع يأتي كفكرة مطروحة بناء على التجارب التي شهدتها بعض البلدان، مثل مصر التي فيها العاصمة الادارية وفي كوريا الجنوبية التي تمثل تجربة مهمة جداً في هذا الجانب"، وفقاً لعبد الزهرة الهنداوي.
بخصوص موعد إنشاء المشروع، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط، إن "المشروع سيشهد النور في يوم من الايام، لكن وفقاً للاولويات التي تعمل عليها الحكومة، حيث هنالك اشياء مهمة واشياء اهم".
وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة، أعلنت في وقت سابق، عن مواصلة أعمالها بمشروع تطوير ساحة النسور، الذي يعد احد أكبر مشاريع الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، مضيفة ان المشروع يتضمن إنشاء (3) أنفاق للسيارات، النفق الأول يربط بين (شارع الأردن) و(شارع القادسية)، والثاني يربط بين (شارع حيفا) و(شارع بيروت)، والثالث يربط بين (شارع بيروت) و(شارع حيفا)، بعمق يصل الى (16) متراً تحت مستوى سطح الأرض.
فيما ذكرت امانة بغداد، أنها نقلت نصب النسور الى متنزه الزوراء، لتعارضه مع مشاريع فك الاختناقات المرورية التي تنفذ في الساحة، مؤكدة انه ستتم إعادته بعد إنجازها.