بغداد ـ العالم
تتواصل التحذيرات من استمرار انتشار وباء "الحمى القلاعية"، بعد أن سجل العراق نفوق مئات المواشي، في عدد من المحافظات، وسط انتقادات للإجراءات والتدابير الحكومية لمنع انتشاره.
وتُعد الحمى القلاعية (Foot-and-Mouth Disease - FMD) من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار، الأغنام، الماعز، والخنازير.
ووصف وزير الزراعة عباس جبر المالكي، أمس الأربعاء، ما يُثار حول مرض الحمى القلاعية التي أصابت المواشي في عدة محافظات، بأنه "هجمة مقصودة".
وقال المالكي، إن "مرض الحمى القلاعية مستوطن في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفي كل سنة تحصل إصابات"، مشيرا إلى أن المرض موجود في جميع دول العالم، لكنه في العراق يعتبر مرضًا مستوطنًا.
وأضاف، أن "هذا الفيروس لا ينتقل إلى الإنسان عبر أكل اللحوم أو مشتقات الحليب".
وتناقلت وسائل إعلام ونواب ومصادر حكومية روايات مختلفة عن أسباب تفشي المرض، لكن مصادر مطلعة أخبرت "العالم"، بأن باخرة إفريقية تحمل نحو 1600 عجل مصاب بمرض الحمى القلاعية، وصلت مؤخرا الى العراق، لصالح شخصية سياسية مؤثرة في المشهد السياسي.
وقالت المصادر، إن الشحنة الموبوءة جرى ترتيب أوراق إدخالها على أنها سليمة، مشيرة الى ان خسائر مربي الجاموس في بغداد والمحافظات تجاوزات المليارات.
وتوزعت الإصابات في بغداد بين مناطق (الفضيلية، جرف النداف، حي الوحدة والنهروان).
ونظم العشرات من أهالي الفضيلية شرقي بغداد، الثلاثاء، تظاهرة حاشدة للمطالبة بالتعويضات بعد نفوق عدد كبير من العجول بسبب انتشار الحمى القلاعية. يقول الطبيب علي عدنان، ان اللقاحات غالية الثمن، ووزارة الزراعة لم تستورد مضادات حيوية كافية، الأمر الذي يجعل السيطرة عليه صعبة جدا.
ويلاحظ عدنان، أن الحكومة أهملت المرض في السنتين الأخيرتين، بعدما سجلت إصابات كبيرة في الأعوام السابقة. وطالبت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، بتشكيل غرفة عمليات لتدارك الوضع الحالي بعد انتشار فيروس الحمى القلاعية بين المواشي في بغداد وعدد من المحافظات، مؤكدة على ضرورة تعويض المتضررين من أصحاب المواشي.
وقال رئيس اللجنة فالح الخزعلي، إنه "نتيجة لانتشار الوباء في الجاموس وخاصة في بغداد وبعض المحافظات طالبنا بإجراءات عاجلة وعلى أثر ذلك تم توجيه البيطرة قسم الوبائيات بزيارة منطقة الفضيلة ومنطقة بسماية ومشروع الوحدة وهور الدلمچ والمناطق الوسطى والجنوبية وخاصة ذي قار والبصرة وميسان والمحافظات التي ظهر فيها هذا الوباء".
وأضاف الخزعلي، "طالبنا بتشكيل غرفة عمليات وفحص الادوية من خلال المختبرات على ان تكون وفق المواصفات العالمية وتعويض من لحق الضرر بثروته الحيوانية من خلال الامر الديواني رقم ٣٠ لسنة ٢٠٢٤ ومعالجة الهلاكات من خلال إجراءات بيئة سليمة".
واعتبر رئيس اللجنة، أن "هذا ضرر كبير يلحق بالثروة الحيوانية للجاموس على اعتبار ان العراق ثالث موطن لمربي الجاموس واستيطان هذه الثروة الحيوانية"، مستدركا بالقول "شرعنا قانون ادارة المصادر الوراثية هو قانون مهم لحفظ الأصناف الوراثية للثروة الحيوانية وخاصة للجاموس والأغنام".
ولفت الخزعلي الى ان "أسم الوباء الى الآن غير معروف بالضبط، ولكن يقال انها الحمى القلاعية، وهناك أسماء شبيهة له لكن طالبنا إجراء فحوصات مختبرية عاجلة واتخاذ الإجراءات اللازمة". ووجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أول من أمس، بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع من إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية، بعضوية عدد من المختصين في مجال الطب البيطري والثروة الحيوانية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ان اللجنة باشرت أعمالها في متابعة حالات نفوق الحيوانات، وتحديد أسبابها من خلال الزيارات الميدانية، وسحب النماذج المرَضية للحمى القلاعية بالاستعانة بالخبرات المحلية والدولية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية (الفاو)، لغرض فحص العينات في المختبرات المرجعية العالمية.
كما وجّه السوداني – وفقا للبيان - وزارة الزراعة بجرد الأضرار وحصرها ومتابعة معدلات حدوثها وظهورها.
وتطمئن اللجنة المواطنين الكرام، بأنّ هذا المرض الذي يصيب الماشية لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب ومشتقاته، ولا يشكل خطراً على صحّة المستهلك، بحسب البيان.