بغداد ـ العالم
كشفت مصادر سياسية خاصة، أمس الاربعاء، ان زيارة رئيس الحكومة السابقة مصطفى الكاظمي الى طهران، تستهدف الطلب من الإيرانيين التدخل لإيقاف التحقيق معه بشأن تورطه وفريقه بصفقة القرن.
وقالت المصادر لمراسل "العالم"، ان "التحقيقات الاخيرة توصلت الى اثباتات وادلة جديدة تثبت تورط الكاظمي وعدد من ابرز مساعديه بصفقة القرن، وان اوامر بالقاء القبض على المتورطين قاب قوسين او ادنى من الصدور".
وأجرى الكاظمي، الثلاثاء، جولة محادثات في طهران مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.
ونقلت وكالة فارس للأنباء، إن عبداللهيان كان قد أجرى محادثات في طهران مع الكاظمي خلال زيارته الى طهران قبل عدة أشهر حول آخر المستجدات في المنطقة والمسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية.
ونقلت الوكالة عن عبداللهيان قوله في ذلك الاجتماع بأن طهران تعتبر حل مشاكل المنطقة يجب ان يجري من داخل المنطقة.
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن بغداد استضافت خمس جولات من المحادثات بين إيران والسعودية.
من جهته، أكد تحالف الفتح، امس الأربعاء، أن مصطفى الكاظمي، متهم بحادثة اغتيال قادة النصر، فيما بين طهران تمتلك ملفات خاصة بشأن عملية المطار. وقال القيادي بالتحالف علي الفتلاوي، إن "ايران لديها تحقيقات خاصة في عملية اغتيال قادة النصر وهي من المؤكد تملك ملفات داخل العراق"، مبينا أن "رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي هو خارج العراق حالياً".
وأضاف: "لا أتوقع أن يكون الكاظمي قد وسط الإيرانيين مع العراقيين بشأن حادثة اغتيال قادة النصر كونه متهماً بالحادثة"، لافتا الى أن "هذا هو السبب الأساس وراء كره العراقيين والحشد الشعبي لهذه الشخصية".
فيما حدد ائتلاف دولة القانون، سببين وراء زيارة رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، الى ايران، قبل زيارة وزير خارجيتها الى بغداد، مبينا أن الكاظمي يحاول الدخول الى العملية السياسية العراقية من جديد.
وقال القيادي في الائتلاف، كاظم الحيدري، إن "زيارة الكاظمي الى إيران قبل زيارة وزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان الى العراق تعود لملفين أساسيين"، مبينا أن "المحور الأول أنه حاول لعب دور الوسيط بين إيران وأمريكا ولا يزال هذا الملف عالقا في ذاكرة الكاظمي".
وأضاف: "اما من الناحية الداخلية فان الكاظمي يريد تشكيل كتلة سياسية والدخول في الانتخابات المُقبلة ومحاولة ترطيب الأجواء بين الدول المؤثرة في المعادلة العراقية السياسية من ضمنها إيران".
وأوضح القيادي بائتلاف المالكي، أن "رئيس الوزراء السابق يتوقع أن تكون زيارته بهذا الشكل، ولا يزال يرى نفسه بانه الرجل ذو الحظ الأعظم في المعادلة السياسية".
وبين الحيدري، أن "الكاظمي يحاول طرح نفسه كالبديل الجاهز والمقبول من الأطراف السياسية لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في حالة قرر الانسحاب نفسه لأي سبب من الأسباب".
وكان الوفد الإيراني الذي وصل العاصمة بغداد صباح امس الأربعاء، طالب العراق بتعجيل اجراءات رفع الدعوى الدولية بقضية اغتيال قاسم سليماني، بحسب ما كشفته وكالة مهر نيوز الإيرانية.
وذكرت الوكالة، أنه "شهد اليوم (امس) اجتماعا موسعا بين وفد إيراني رفيع المستوى ومسؤولين محليين على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين لبحث التعاون بينهما من خلال اللجان المشتركة في الجوانب الاقتصادية والأمنية".
وأضافت أن "الاجتماع شهد مطالبات قدمها الجانب الايراني الى العراقي بــ "التعجيل" بإنهاء الإجراءات الرسمية وتهيئة القضية الكاملة لرفع دعوى من خلال لجنة التحقيق المشتركة العراقية الإيرانية على الحكومة الامريكية لاغتيالها قائد قوات فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد".
وأشارت الى أن "الإجراءات تعطلت في وقت سابق بعد طلب من طهران للحكومة العراقية بإصدار اعلان رسمي يثبت بان سليماني كان يقوم بزيارة رسمية معلنة الى العراق بعلم السلطات".
وأشارت الوكالة الإيرانية، الى "وجود محاولات لإعادة احياء الإعلان عن الموضوع من خلال الوفد الذي يزور العراق في الوقت الحالي"، مبينة أن "الجانبين اتفقا على عقد لقاء مشترك بين اللجنة في وقت قريب"، بسحب تعبيرها.