علاء كرم الله
منذ الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم للعراق طال الخراب والدمار والأهمال العاصمة الحبيبة بغداد ، وصار يقينا لدى أهالي بغداد أن خراب بغداد وتدميرها وتشويه معالمها هو أمر مقصود! ، بل شعر الكثير من العراقيين بأن الأمريكان والأنكليز عندما أحتلوا العراق وكأنهم يريدون محو بغداد بكل تاريخها الحديث والقديم! ، عندما غضوا النظر عن كل شيء يلحق بها الخراب والدمار والأهمال! . أن العراقيين عموما لا يعتبون على المحتل! ، فسياسة المحتل معروفة عبر الأزمان وهي تدمير البلاد التي يحتلها ونهب خيراتها وثرواتها ونشر التخلف والفساد فيها ، ولكنهم يوجهون عتبهم الشديد على أمناء أمانة بغداد! الذين تناوبوا على رئاسة أمانة بغداد من بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني ولحد الآن ، والذين لم يلتفتوا ويفكروا بأعمارها وبأعادة بناء ما دمرته الحروب والحصار ، رغم ما يخصص للأمانة من أموال ضمن الموازنة السنوية ، ولا أعتقد أن موازنة أمانة بغداد قليلة! ، فأمانة بغداد بكادرها الوظيفي كله تعادل طاقم 4 وزارات!؟. ورغم كل ذلك ومن بعد 20 سنة من الخراب والأهمال واليأس ، ألا أن أهالي بغداد وفي كل مرة ، يأملون خيرا ! بكل أمين جديد لأمانة بغداد لعله يعمل على تجميل بغداد وأعادة شيء من بهائها وبريقها التاريخي والأنساني والحضاري ، ولكن طالما ذهبت أمالهم أدراج الرياح ، فلم تجد مناشداتهم من يسمعها كما أنها لم توخز ضمير أي أمين!؟،( وكلامي هذا لا أوجهه الى أمين بغداد الحالي الذي يديرها وكالة! ، فقد سمعت بأن الرجل يعمل ويتابع ، ولكن عليه أن يعرف بأننا لم نلمس من عمله أي شيء؟ فهل يكون ذلك بسبب التركة الثقيلة من الخراب والدمار والأهمال على مدى ال 20 سنة التي مضت!؟ أم هناك أشياء أخرى؟ ، فيا سيادة الأمين المحترم ، عليك أن تعلم بأن كل طموح العراقيين هو أن يروا شوارع مبلطة ومدينة خالية من الأزبال! ، فهل أصبحت هذه من المستحيلات!!؟) . ولأن أمانة بغداد تخضع للمحاصصة السياسية بين الأحزاب والتيارات السياسة ، فمن الطبيعي أن يطالها الفساد حالها حال بقية وزارات الدولة ومؤوسساتها ودوائرها ومرافقها! . وما دمنا نتكلم عن أمانة بغداد فلا بد أن نتذكر (أبن عبعوب) أحد أمناء بغداد الأشهر!! والذي أعاب على مدينة دبي في أحد تصريحاته وأسماها مدينة ( زرق ورق!) ، هذا (العبعوب) الذي خرب ودمر وشوه بغداد ونهب وسرق ما أستطاعت يده الوصول أليه يسكن الآن في النمسا! بلا حساب ولا عتاب وبضمير مرتاح!! ، ويبدوا أن هذا حال بقية الأمناء فكلهم ساروا ويسيرون على نفس الدرب! بأهمال بغداد وتركها مدينة خربة مدمرة مشوهه تشكو الأهمال الواضح في كل مناطقها وساحاتها وشوارعها التي لا تصلح لسير السيارات بقدر ما تصلح لسير الربلات والعجلات التي تجرها الخيول والحمير! تركوها وسكنوا البلدان الغربية والأوربية أو في الأمارات أو في قطر متنعمين بما سرقوه وبالرواتب التقاعدية العالية لهم نظير أهمالهم وتدميرهم لبغداد!!. الكلام طويل عن أهمال بغداد من قبل أمنائها ، وفيه من العتب ما يوجع القلب والنفس، فمن الصعب أن تخاطب ضمائر ميتة وقلوب قاسية والمثل العراقي يقول ( شلك على أبن الناس غير مروته!). بعد هذه المقدمة الموجعة والتي كان لابد منها ، ندخل الى صلب الموضوع : لقد أنتهت الانتخابات المحلية وأنتهى ضجيجها الأعلامي الذي شغلنا لأشهر وظهرت النتائج وأنتهى كل شيء، وهنا لابد من الأشارة أن غالبية العراقيين لم يهتموا للأنتخابات ولا لنتائجها ولا حتى لمرشحيها! لأنهم يعرفون تماما بأن لا شيء سيتغير، حتى وأن تغيرت الأسماء والوجوه ، مادام الأمر خاضع للمحاصصة وللكتلة الأكبر!! . ولكن ورغم كل هذا اليأس فلا زال العراقيين يأملون خيرا ، من أمانة بغداد ومن يققودها ومن كل كوادرها ( فلو خليت قلبت) كما يقال ، فأذا كان تبليط شوارع بغداد ومناطقها وأعمار بناها التحتية أمر صعب عليكم ، أو لربما هناك من يمنعكم من القيام بذلك!! أو يمنعكم من القيام بأي عمل يعيد لبغداد شيئا من التنظيم والجمال البسيط ومن بهائها ويجعلها تبتسم ولو بشيء من الحزن! ، فالأقدار شاءت وشاء من أراد لبغداد أن يلبسها الحزن والموت والسواد والخراب منذ أكثر من 4 عقود ولحد الآن! ، نقول: فاذا كان من الصعب عليكم ذلك ، فهل يصعب عليكم رفع صور المرشحين؟ التي لازالت تمليء الساحات والشوارع والعمارات والمولات والمدارس والجامعات وجدران وحيطان العمارات والأبنية وحتى على أعمدة الكهرباء! . ولا أدري ما صحة ما ( سمعنا بأن أمانة بغداد قد فرضت غرامات على المرشحين ، في حال عدم رفع صورهم ، بعد أنتهاء الانتخابات!! ، فأن كان هذا الكلام صحيح أوغير صحيح!، فالصورلازالت موجودة ولا أعتقد أن منظرها يريح النفس والقلب ويزرع التفاؤل في نفوس العراقيين ، بقدرما يجلب لهم الهم والغم على قلوبهم ونفوسهم لأسباب لم تعد خافية على أحد! ، ومن باب الأمانة أذكر أنه طالما نسمع من الناس الكثير من السب والشتم والتعليقات على أصحاب الصور!!) . الذي نريد أن نقوله أن رفع هذه الصور لا تحتاج ، الى جهود جبارة والى تخطيط هندسي وعمراني والى كوادر هندسية وعلمية؟! ، والغريب في الأمر ولربما لاحظ الكثيرين ذلك هو، أن قسم من مناطق بغداد وبعض العمارات والأبنية ودوائر الدولة لا زالت تحمل صور مرشحين لأنتخابات برلمانية سابقة مضى عليها أكثر من 4 سنوات!؟ ، ونعود الى موضوعنا ونسأل : فهل يعود سبب عدم رفع صور المرشحين الى قلة الكوادر العمالية في الأمانة ؟ والكل يعرف أن الكادر الوظيفي والعمالي لأمانة بغداد يعادل 4 وزارات أو أكثر كما ذكرنا آنفا؟!. ، كما ان الكثير من صور المرشحين ولكبر أطارها الحديدي ولوضعها في الجزرات الوسطية باتت تشكل عائقا ليس للمارة فحسب بل هي في آحايين تحجب الرؤيا على أصحاب السيارات !؟ ، ناهيك بأن صور بعض قيادات الأحزاب السياسية لازالت موجودة على فلكسات ضوئية كبيرة !!؟. أعود لمناشدة السيد الأمين الحالي لأمانة بغداد مع كل التقدير له وأسأله ، هل فكرت برفع صور المرشحين؟ ومن الذي يمنعك من ذلك؟ هل الأحزاب السياسية تضغط عليك بترك صور المرشحين؟! ، ألا تريد أن يحسب لك شيئا ويقال أن في زمنك شهدت بغداد الكثير من التنظيم وأعيد لها شيئا من الجمال؟! ، كما سيحسب للسيد رئيس الحكومة السوداني بأنه عمل ما أستطاع رغم القيود المكبل بها!! ، ألا أنه قام بانشاء الجسور والمشاريع المرورية الكبيرة مع طموحات كبيرة للنهوض بالواقع الخدمي !؟. أنا أعرف شيئا واحدا يا سيدة الأمين المحترم ، بأن مخافة الله والضمير هو خط الشروع الحقيقي لكل من يريد أن يعمل ويخدم وطنه وشعبه بأخلاص ونزاهة ، أليس كذلك ؟ .