من أمريكا إلى أوكرانيا.. حرب غزة ستغير العالم
8-تشرين الثاني-2023

بغداد ـ العالم
كادت أغنية "الأشياء يمكن فقط أن تتحسن" أن تتحول إلى نشيد في التسعينات. وصدرت الأغنية في عام 1993، بعد أربعة أعوام من سقوط جدار برلين، وكانت بمثابة موسيقى تصويرية مثالية لعقد من الزمان انتهى فيه الفصل العنصري، وتحققت الديمقراطية في أوروبا الشرقية، وحلّ السلام في إيرلندا الشمالية، ووعدت اتفاقات أوسلو بوضع حد للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
في التسعينات، كانت روح العصر السائدة تفضل صانعي السلام، والديمقراطيين وذوي النزعة العالمية. أما اليوم، يقول الكاتب جدعون راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن القوميين، ودعاة الحرب وأصحاب نظريات المؤامرة، فهم من تهب الرياح في أشرعتهم.
وهناك خوف متصاعد من أن روسيا ستمتلك المبادرة في حربها ضد أوكرانيا في العام المقبل، كما أن حرباً أوسع في الشرق الأوسط تبدو أكثر قبولاً من إعادة تنشيط عملية للسلام. في الولايات المتحدة تعاني رئاسة جو بايدن من مشكلة عميقة. ودونالد ترامب هو المفضل الآن في سوق الرهانات للفوز في انتخابات 2024. وتظهر الاستطلاعات الأخيرة بأنه يتقدم بارتياح في معظم الولايات المتأرجحة، التي ستقرر مصير الانتخابات.
كل هذه التطورات المتشائمة تساهم في تفاقم المزاج السياسي العالمي. وهي تتغذى من بعضها البعض.
لقد أجبرت حرب غزة الولايات المتحدة على تحويل مقدرات من أوكرانيا. وفي بعض الحالات، هناك تنافس على الذخائر. وأوكرانيا بحاجة ماسة إلى قذائف وهي تنافس إسرائيل الآن على الإمدادات النادرة. كما أن هناك حاجة إلى دفاعات جوية في كل من أوكرانيا وإسرائيل.
ولحق بقدرة الغرب الضعيفة أصلاً لحشد الدعم العالمي خلف أوكرانيا، المزيد من الضرر بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل. وستواجه الجهود من أجل القول إن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، اتهامات متجددة عن المعايير المزدوجة.
حرب أوكرانيا
وأتت هذه التطورات في وقت كانت جهود الحرب الأوكرانية تعاني أصلاً. وفشل الهجوم الأوكراني المضاد إلى حد كبير. ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بغضب فكرة أن تكون الحرب قد وصلت إلى طريق مسدود. لكن التوقعات بالوصول إلى مأزق قد تكون مفرطة في التفاؤل. فروسيا نفسها تحولت إلى اقتصاد الحرب وعلى الأرجح سيكون لديها تفوق في الأسلحة وعدد الجنود العام المقبل. ومن المحتمل أن تمطر القوات الروسية المدن والبنى التحتية الأوكرانية بالقذائف مجدداً في الأشهر المقبلة.
ويلفت راخمان إلى أن أوكرانيا لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الغرب في التسلح والدعم المالي. لكن داعمي كييف الغربيين أخفقوا في زيادة إنتاجهم من الأسلحة كي يتماشى مع آلة الحرب الروسية. وفي الوقت نفسه، فإن الاستمرار في تمويل أوكرانيا عالق في الكونغرس بعدما تحول مؤيدو ترامب الجمهوريون ضد الحرب.
كما أن لبوتين سبباً للمضي في تصعيد القتال العام المقبل، أخذاً في الاعتبار أن ترامب سيعود إلى البيت الأبيض ويترك أوكرانيا تواجه مصيرها.
وبات فوز ترامب أكثر ترجيحاً عقب نزاع غزة. ويحتاج بايدن إلى ناخبين شبان، وإلى أصوات التقدميين والعرب الأمريكيين. لكن كثيرين منهم غاضبون من الدعم الذي تقدمه إدارته لإسرائيل. وإذا ما بقي التقدميون في بيوتهم أو صوتوا لمرشحين هامشيين، فإن الانتخابات قد تميل لمصلحة ترامب.
عودة ترامب؟
وطبعاً، سيكون سخيفاً إذا دعمت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بشكل غير مباشر عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ذلك أن الرئيس السابق هدد ذات مرة بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. لكن التاريخ حافل بالسخافات.
كما أن تسليط الضوء بكثافة على إسرائيل وغزة من الممكن أن يوفر غطاء لانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وفي الأسابيع الأخيرة، حصلت عمليات ترحيل جماعي وتهجير قسري لأشخاص، أو تم الإعلان عنها في باكستان والسودان وناغورنو-قره باغ.
والتركيز الرئيسي للرئيس الصيني شي جين بينغ هو تايوان. ويعتقد المحللون في واشنطن، أنه أبلغ الجيش الصيني كي يكون مستعداً لغزو الجزيرة بحلول 2027. وفي محاولة لردع الصين، تعهد بايدن مراراً وتكراراً بالدفاع عن تايوان. لكن مع أمريكا مشتتة ومنقسمة، قد يرى شي فرصة لزيادة الضغط على الجزيرة العام المقبل. وهذا من شأنه إضافة أزمة أمنية في شرق آسيا إلى المشاكل التي تمسك بخناق أوروبا والشرق الأوسط.
في الماضي، بدا مناسباً إطلاق أغنية "الأشياء يمكن فقط أن تتحسن". وبعد ثلاثين عاماً على الأغنية، يبدو أن الحلم قد انتهى بالتأكيد.
قد يكون مبالغاً فيه القول إننا في عصر جديد حيث الأشياء تذهب فقط نحو الأسوأ. لكن من قبيل الواقعية المبسطة أن نفهم أن التيارات القوية السائدة في الشؤون العالمية تتسم بالخبث، وتكتسب زخماً.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech