بغداد - العالم
يُعتبر النحت في العراق واحدًا من أقدم الفنون التي عرفتها البشرية، إذ يعود تاريخ هذا الفن إلى العصور القديمة، حيث برزت حضارات مثل السومريين والأكديين والبابليين في تشكيل أعمال نحتية تعكس ثقافاتهم ومعتقداتهم.
تعود أقدم الأعمال النحتية في العراق إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد. كان السومريون يستخدمون الطين والحجر لنحت تماثيل وآلهة، وكانوا يمجدون شخصياتهم الملكية عبر تماثيل ضخمة. ومن أشهر هذه الأعمال تمثال "الملك جيلجامش" الذي يعكس قوة الشخصية الملكية وعظمة حضارته.
مع صعود الحضارات الأخرى، مثل الأكديين والبابليين، تطور فن النحت ليعبر عن التغيرات السياسية والاجتماعية. النحت البابلي، على سبيل المثال، يُظهر تأثير الزخارف المعقدة والرموز الدينية.
استخدم النحاتون في العراق القديم مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الحجر، الطين، والبرونز. كانت تقنيات النحت تشمل النحت المباشر والتفريغ، حيث كان الفنانون يستخدمون أدوات بسيطة لنحت تفاصيل دقيقة.
في العصر الحديث، واجه فن النحت في العراق تحديات كبيرة، خاصة في ظل الحروب والصراعات التي مرت بها البلاد. لكن بالرغم من ذلك، استمر الفنانون في استلهام تاريخهم الثقافي والبحث عن طرق جديدة للتعبير عن أنفسهم.
أصبح النحت الحديث في العراق يعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية، حيث يستخدم الفنانون المواد المحلية والتقنيات التقليدية لإنشاء أعمال فنية تعبر عن الهوية العراقية المعاصرة.
يعتبر النحت اليوم وسيلة للتعبير عن قضايا معاصرة، مثل الهوية والذاكرة الجماعية. ينظم الفنانون معارض فنية لإبراز أعمالهم، مما يساعد على تعزيز الثقافة والفن في العراق ويشجع الأجيال الجديدة على المشاركة في هذا الفن الرائع.
يظل النحت في العراق جزءًا حيويًا من التراث الثقافي والفني للبلاد. من خلال استكشاف تقنيات جديدة والاحتفاظ بالتقاليد القديمة، يُعبر الفنانون عن قصصهم وتطلعاتهم، مما يجعل النحت في العراق فنًا يتجدد باستمرار، ويواصل جذب الأنظار والاهتمام.