من هو «محمود سرسك» رمز كرة القدم الفلسطينية؟
6-كانون الأول-2023

بغداد ـ العالم
في صبيحة الثلاثاء، 20 يناير/ كانون الثاني، انطلقت زغاريد وأصوات فرح وسرور من حي "الشابورة" بمخيم رفح في قطاع غزة، بعدما رزقت عائلة "سرسك" بمولود جديد سموه محمود.. محمود سرسك.
منذ نعومة أظافره، برزت موهبة سليل عائلة سرسك في مداعبة الكرة، متفوقاً على أقرانه ومن هم أكبر منه سناً. بات نجم الحيّ الأول وهو في الـ8 من عمره، وانضم لنادي "رفح الرياضي"، وراح يتحدث عنه وعن مهاراته كل من رآه يلعب يوماً حتى ذاع صيته في القطاع بأكمله.
لأن موهبته كانت أكبر من أن تحجبها معاناة اقتصادية أو سياسية، وصلته دعوة للانضمام لمنتخب فلسطين الوطني قبل أن يتجاوز الـ14 ربيعاً. نحن إذاً أمام موهبة فذة أو خارقة ستطير فوق الجدار العازل وربما تطوف العالم رافعة العلم الفلسطيني.
لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ليسمح بذلك، فمضى ينفذ مخططاً يقضي على تلك الموهبة، وأدخل محمود سرسك في خضم معركة قاسية، خرج منها سرسك منتصراً لكن بثمن غالٍ.
اعتقال محمود سرسك
يوم الأربعاء، 22 يوليو/تموز 2009، كان محمود سرسك في طريقه إلى نادي "بلاطة الرياضي" بنابلس، ليوقع على عقد احترافه مع النادي. وللعبور من قطاع غزة إلى الضفة الغربية يفرض الاحتلال الحصول على تصريح أمني من قواته، ولقد حصل عليه سرسك بالفعل.
لكن وهو في طريقه إلى نابلس، أوقفت قوات الاحتلال سرسك عند حاجز "إيرز العسكري" رغم حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول الضفة الغربية في وقت سابق. اعتقد سرسك أن التوقيف مضايقة روتينية يتعرض لها كل أهالي القطاع، لكن بعد ساعات من التوقيف سيسمع الجملة التي ستغير مجرى حياته: "أنت قيد الاعتقال".
قُبِض على سرسك وأرسل إلى السجن في اعتقال مفتوح المدة الزمنية وبلا تهم واضحة غير تلك التي اعتاد الاحتلال تلفيقها لأبناء الشعب الفلسطيني في "إرهاب منظم" على حد تعبير سرسك نفسه فيما بعد. وفي حالة محمود، كانت التهمة هي الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي.
الأسير لا يملك سوى جسده
الأسير الفلسطيني لدى الاحتلال الإسرائيلي يتعرض لصنوف من الإرهاب والترويع، تصل إلى حد الاغتيال المعنوي والنفسي، بل القتل أحياناً، حسب سرسك. فمنذ الاعتقال مباشرة، لا يصبح الأسير اسماً وآدمياً من لحم ودم، له عائلة تنتظره، ومستقبل يناديه، بل مجرد رقم، فيفرز على أساس رقمه، ويودع الزنزانة برقمه، وينادى به حتى يتحول إلى نكرة أو نسياً منسياً.
ليس رقماً فحسب، بل قد يغدو الأسير "فأر تجارب" لدى سلطات الاحتلال عند نقله إلى المستشفيات الإسرائيلية للعلاج. التقارير الصحفية تشير إلى إجراء إسرائيل قرابة 5000 تجربة طبية على الأسرى الفلسطينيين دون إذنهم، من ضمنها أدوية غير معروف نتائجها وتسببت في أمراض خطيرة للأسرى. لا يسمي سرسك المستشفيات الإسرائيلية إلا بـ"المذابح"، فيقول هناك يتم التخلص من الأسرى وإنهاء حياتهم أو إجراء تجارب طبية عليهم تصيبهم بأمراض عضال.
في محبسه، رفض سرسك الاستسلام للقيد فقرر خوض مغامرة يتحدى بها الاحتلال ويرسل رسالة للعالم الرياضي والإنساني.. سيضرب عن الطعام. بعد أكثر من عامين من الاعتقال، قرر سرسك خوض معركة "الأمعاء الخاوية" وأضرب عن الطعام. ذلك الإضراب جاء بعدما فقد الأمل، لكن دفعه إلى ذلك الاختيار رغبته في إرسال رسالة للعالم.
"الأسير في السجن لا يملك سوى جسده لكي يستخدمه في المعركة".. بهذه الكلمات فسّر سرسك لماذا قرر الدخول في إضراب عن الطعام دام لأكثر من 96 يوماً دون باقي أنواع الاعتراض أو التمرد.
استفاد اللاعب الفذ من تجربة زملائه في الأسر، الذين انتزعوا حريتهم بالإضراب عن الطعام، وتأثر به. وساعده في ذلك المسار جسده الرياضي وكتلته العضلية.
كانت أيام الإضراب الأولى هي الأصعب، إذ خسر من الوزن الكثير ومع الوقت سكنه الضعف والهزال حتى نقل إلى وحدة "الموت الإكلينيكي" وأدخل المستشفى بعدما باتت قضيته قضية إنسانية. حيث ناشد رئيس فيفا آنذاك، جوزيف بلاتر، الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم التدخل "العاجل" للإفراج عن اللاعبين الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل دون محاكمة.

تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech