بغداد ـ العالم
أجبر انخفاض مستوى مياه نهري دجلة والفرات، والجفاف وقلة تساقط الأمطار، آلاف الفلاحين في وسط وجنوب العراق، على عدم استخدام أراضيهم الزراعية، وفي وقت حذرت منظمات معنية بالبيئة من جفاف تام لنهري دجلة والفرات بحلول 2040، قالت وزارة الموارد المائية إن هذه السنة، من أشد السنوات جفافاً منذ عام 1933.
جميل إسماعيل، فلاح يبلغ من العمر 49 عاماً، يملك أرضاً بمساحة 50 دونماً، يستخدم منها 6 دونمات فقط بسبب شح المياه.
يقول جميل إسماعيل، انه لا يوجد أي دعم للزراعة، ولم يتلقوا شيئاً منذ عشرين عاماً، مشيراً إلى أن الأراضي تعرضت للجفاف بسبب شح المياه.
ولفت إلى أن الفلاحين اتجهوا إلى أعمال أخرى في مجال الصناعة، أو قاموا بشراء أراضي وأقاموا عليها مخازن.
بشأن جهوده الشخصية لمواجهة شح المياه، أشار إلى أنه قام بحفر بئر بـ 2 مليون و200 ألف دينار، دون أن تنجح الفكرة لأن الماء مالح ولا يصلح للري.
حسب وزارة الموارد المائية فإن نسبة المياه التي ترد من إيران انخفضت من 7 مليارات متر مكعب إلى الصفر، فيما تطلق تركيا أقل من 20% من المياه للعراق.
من جهتها، قدمت منظمات معنية بالبيئة تقريراً لوزارة الموارد المائية، تحذر فيها من أن نهري دجلة والفرات سيتعرضان إلى جفاف تام بحلول عام 2040، في حال استمر الوضع على حاله. المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب، بيّن أن "هذه السنة من أشد السنوات جفافاً منذ عام 1933"، معرباً عن أمله في أن تكون السنة المقبلة ممطرة لـ "تتغير المعادلة".
الأمم المتحدة كانت قد حذرت في عام 2016 من أن 25% من سكان جنوب العراق، سيضطرون لترك مناطقهم والهجرة بسبب الجفاف وشح المياه.
وإلى جانب الجفاف، أدى إنشاء 14 سداً من قبل إيران وخفض إطلاقات المياه من قبل تركيا إلى حدوث الأزمة الراهنة في العراق.
بيانات وزارة الزراعة العراقية، تظهر أن الجفاف وشح المياه أسفرا عن هجرة نحو 4 ملايين عائلة من القرى إلى المدن في جنوب العراق، خلال السنوات الخمس الماضية، فيما أعلن تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 250 كيلومتر مربع من الأراضي تتعرض للجفاف سنوياً.