مواجهة الجماعات الكردية الإيرانية عراقيا خطأ استراتيجي
16-أيلول-2023
مجاشع التميمي
الجماعات الكردية الإيرانية في إقليم كوردستان هي مشكلة اتحادية، وتنفيذ الاتفاق العراقي الإيراني بشأنهم يكاد يكون مستحيلا، لأن هذه الجماعات هي تحت مظلة الأمم المتحدة ولم يُصنفوا من قبل العراق والأمم المتحدة والقانون الدولي ومجلس الامن على انهم إرهابيين، كما أن هناك تداخل بين الشعب الكردي في العراق وإيران، وإذا ما تدخلت إيران عسكريا فأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة ستتدخل وربما تتعقد الازمة لان كورد إيران سوف لن يصمتوا، خاصة مع قرب حلول ذكرى وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي توفيت في 16 أيلول الماضي.
علينا أولاً أن نعرف هل أزمة الأحزاب الكردستانية الإيرانية في العراق أزمة اتحادية أم أزمة إقليم؟ والجواب هي أزمة اتحادية بحسب الدستور العراقي، لأن أزمات الحدود من اختصاص الحكومة الاتحادية، وليس إقليم كوردستان، فقوات البيشمركة دورها وظيفي بحسب الدستور وهي قوة لحماية الإقليم (حرس الإقليم)، أي بمعنى إنها مكلفة بحماية الداخل في إقليم كوردستان العراق، أما حماية الحدود فهي تأتي ضمن إطار السلطات الاتحادية لأنها قضية سيادية، ومسألة مسك الحدود لابد أن تكون اتحادياً، لذلك حينما تم الاتفاق العراقي - الإيراني تم مع السيد قاسم الأعرجي بصفته مستشار الأمن القومي، ولم يتحدث الإيرانيون مع إقليم كردستان، إدراكًا منهم إنها قضية سيادية، لكن هل القضية تتعلق فقط بالمعارضين الإيرانيين؟
لأنه إذا عدنا إلى تاريخ المعارضة لأدركنا أن احدى الجماعات المعارضة الإيرانية موجودة منذ اربعينيات القرن الماضي، لكن اليوم توسعت ومنهم الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" (حدكا)، وحزب "كوملة" الكردي اليساري، وحزب "الحياة الحرة" (بيجاك)، إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية. وبعضهم لديه أجنحة مسلحة داخل إيران منذ دولة مهاباد التي سقطت على يد نظام الشاه الإيراني عام 1947، وسواء كانت مسلحة أو غير مسلحة فالحل الأمثل في مثل هكذا حالات هو تأمين ما يطلق عليه بالأكتاف الحدودية بالنسبة لإيران، وعلى طهران ان تحمي حدودها بدقة وحزم وان تستثمر كل مواردها الوطنية في إسكات التدفق أو التحرك أو التسلل الذي يحصل من العراق (إن حصل)، أما إلزام العراق في إسكاتهم وسحبهم داخل عمق الإقليم والضغط عليهم سيخلق أزمة خطيرة جدا لدى بغداد، واذا أراد العراق خوض المعركة بالإنابة عن إيران فهذه خطيئة كبيرة لان الحروب الجبلية تقيّم تعبوياً على أنها من أخطر وأشد الحروب قساوة على الدول، واذا تم الاشتراك مع ايران ضد هذه الجهات المعارضة فبالتأكيد سيحولون فوهة البندقية على العراق، وهذه الفرضية اذا كانت هذه الجماعات تحمل بندقية حينها سيحولونها من جهة إيران إلى العراق.
في الجانب السياسي إلى الآن هذه الجماعات لم تلحق ضررا بالأمن الوطني العراقي، وبالتالي خطأ استراتيجي أننا ننساق نزولا عند رغبة إيران في محاربتهم، فالعراق على سبيل المثال لم يصنفهم على أساس انهم جهات إرهابية وهذا الحال ينطبق على pkk، لأن العراق حينما يقرر تصنيفهم على انهم إرهابيين فهو سيعطي الضوء الأخضر لمؤسسات الدولة العراقية في مقاتلتهم، حينها سيصبح العراق جندياً بالإنابة، أي أن العراق سيكون نيابة عن تركيا وإيران.
هذه الجماعات الإيرانية حتى وان كان لديها بعدا أيديولوجيا هي لا تهدد أمننا القومي لان هذه المعارضة الكردية الإيرانية لديها تصورات عن إقليم كوردستان وتعرف حجم الاحراج للإقليم بصفة خاصة والعراق بصفة عامة، وبالمناسبة كورد إيران لديهم تطلع في استعارة تجربة إقليم كوردستان العراق وكورد تركيا يريدون حكما ذاتيا، والحل الأمثل بدلا أن نلجأ إلى خيار الحرب لنذهب إلى اتجاه التسوية السياسية أي اعطائهم حقوقهم في المناطق التي تسمى كوردستان ذات الأغلبية الكوردية، لأنهم ملاك الأرض ويجب اعطائهم مرونة سياسية وحكما ذاتيا أو فيدرالية كما حصل في العراق والسماح لهم بممارسة نشاطهم السياسي حينها سيتخلون عن العنف.
برأيي القضية الحقيقية للتصعيد السياسي والإعلامي ليست المعارضة الإيرانية، بل هي مرتبطة بإقليم كوردستان، ففي قمة العشرين التي اختتمت أعمالها في الهند قبل أيام نجد أن واحدا من الفواعل الإقليمية التي تدفع إيران باتجاه الضغط على إقليم كوردستان هو أن الإقليم بات جزءا لا يتجزأ من منظومة معادلة الطاقة، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم، حيث يمتلك 3% من مخزون الغاز في العالم، ومعنى ذلك إنه بدأ بالاكتفاء الذاتي ويحقق الوفرة للطاقة بالنسبة للبترول أو الغاز، وكوردستان أصبحت جزءا لا يتجزأ من معادلة التوازن الإقليمية، فعلى سبيل المثال أصبحت تركيا ناقمة من قضية تغيير معابر الطاقة وقد تذهب باتجاه الأردن وسوريا، كما أن الاتفاق بقمة الـ 20 لربط الهند وأوروبا بسكك حديد وموانئ عبر الشرق الأوسط والذي يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط من خلال السكك الحديدية وربطها بالهند من خلال الموانئ فهذا يعني موت فكرة المشروع الصيني المدعوم إيرانياً من خلال "مبادرة الحزام والطريق" - التي تأتي ضمن إطار برنامج "طرق الحرير الجديدة" - باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.
لذا فإيران اليوم تواصل الضغط على إقليم كوردستان لأن الإقليم سيشكل نواة لانطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي لا ترغب فيه إيران، لأنه يعتمد مبدأ العزل الجغرافي والسياسي حيث بدأ بالعزل السياسي للمصالح الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، أما العزل الجغرافي فبدأ من خلال نشر القوات الأميركية من الحسكة إلى دير الزور، ونزول الفرقة الجبلية العاشرة والتي تسندها الفرقة المجوقلة 82 كبديل على الفرقة 185 الاستطلاعية حرس وطني، ومهمتها تبدو واضحة هي إسقاط نظام بشار الأسد حيث بات سقوطه قريباً.
تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech