موانئ معطلة تخسّر العراق ملايين الدولارات يوميا والنفط يتراجع
24-أيلول-2022
بغداد ـ العالم
حدد نواب عن محافظة البصرة مصادر عديدة يمكن استثمارها لتعزيز إيرادات الدولة في ظل تراجع أسعار النفط مؤخرا، متسببة بخسائر مالية للعراق.
ويعتمد العراق بنسبة أكثر من 92 بالمائة من إيراداته على عائدات النفط، وبالتالي فان ارتفاع الأسعار الحالي يؤثر بشكل إيجابي على البلاد، لأنه سيعزز تدفق الأموال لموازنة البلد، ويقلل من مستويات العجز المالي، الذي طالما رافق موازنات العراق.
وحذرت النائبة زهرة البجاري، يوم امس، من اندثار ميناء العمية النفطي في البصرة، وتغير اعماقه بسبب استمرار اغلاقه منذ 2008 وحتى الان.
وقالت البجاري، إن "بقاء ميناء العمية النفطي بدون اعادة صيانة وأجراء تجديد له يمكن أن تتغير جغرافيته ويذهب إلى دول الجوار"، مضيفة أنه "بالرغم من عدم تشخيص الخلل لصيانته تم اغلاق الميناء بدون أي سبب يذكر بقرار من وزير النفط الحالي احسان عبدالجبار".
وأشارت إلى أن "هناك تقارير تشير إلى تراكم كميات كبيرة من الغرين وتغير في أعماق الميناء وبالتالي سيصعب من عملية تشغيله وهو ما يعني خسارة العراق له".
وتابعت، أن "ميناء العمية النفطي كان يصدر 350 ألف برميل يومياً، مما أدى إلى خسارة العراق أكثر من 15 مليون دولار يومياً في حال كان السعر العالمي للنفط على 45 دولار للبرميل الواحد".
ويعتبر ميناء العمية النفطي من الحقول الرئيسة التي كان العراق يعتمد عليها في تصدير النفط، وخاصة في الوقت الذي وصل معدل السعر العالمي للبرميل الواحد إلى 100 دولار مما سبب التوقف ضرر كبيراً في الاقتصاد العراقي. وفي تلك الاثناء، حذر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، أمس السبت، من تعرض العراق الى عجز جديد في تأمين رواتب الموظفين نتيجة الانخفاض المستمر في أسعار النفط.
وقال المرسومي، إن "انخفاض سعر النفط الى 86 دولارا للبرميل يعني ان العراق اصبح قريبا من منطقة الخطر". وأضاف، أن "العراق يحتاج الى سعر 80 دولارا للبرميل وصادرات 3.3 مليون برميل يوميا، لكي يحصل على ايرادات نفطية تصل الى 140 ترليون دينار تكفي مع الإيرادات غير النفطية لتغطية متطلبات النفقات العامة". وأوضح أن "تلك النفقات ارتفعت بمقدار 25 ترليون دينار هذا العام نتيجة لتشريع قانون الامن الغذائي". وأغلقت أسعار النفط على خسائر كبيرة الأسبوع الماضي، مع انخفاض اسعار النفط عالميا اثر رفع البنك الفدرالي الأمريكي الفائدة مما ينذر بحدوث ركود اقتصادي عالمي. واغلق خام البصرة الثقيل في آخر جلسة له الجمعة على انخفاض بمقدار 2.62 دولاران ليصل إلى 79.10 دولارا، إلا انه سجل خسارة أسبوعية كبيرة بلغت 5.06 دولارات، بما يعادل 4.22%.
بينما أغلق خام برنت في آخر جلسة، الجمعة أيضا، على انخفاض بمقدار 4.31 دولارات ليصل الى 86.15 دولاراً، وسجل خسارة أسبوعية كبيرة بلغت 5.2 دولارات او ما يعادل 5.69 %. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي فأغلق على انخفاض ايضا، في اليوم ذاته، بمقدار 4.75 دولارات ليصل الى 78.74 دولاراً للبرميل، الا انه سجل خسارة أسبوعية كبيرة أيضا بلغت 6.37 دولارات او ما يعادل 7.48% . وشهد الأسبوع الماضي انخفاضا في أسعار النفط مع تخوف المستثمرين من الركود الاقتصاد في العالم، وارتفاع الدولار بشكل كبير. وحدد النائب المستقل مصطفى سند، أمس السبت، 4 مصادر مالية تمكن الحكومة من تنشيط عجلة الاقتصاد والاعمار في العراق. وقال سند في منشور على صفحته في فيسبوك، إن "احتياطي البنك المركزي فيه فائض مالي ممكن استثماره كسندات مالية ومبادرات تنمية وقروض محفزة بالتنسيق مع وزارة المالية".
وأضاف، أن "هناك فائضا في خزينة المالية ممكن استثماره بتسديد مستحقات العقود والاجراء والمحاضرين والفلاحين والمقاولين واستيعاب التشغيل الجديد"، مبينا أن "الفائض في العملة الثانوية يقدر بـ100 ترليون دينار ممكن استثماره بتنشيط الاقتصاد وبناء صناعة ستراتيجية عملاقة تمتص جزء من البطالة وتطور صناعة بدائل الاستيراد".
ونبه الى أن "جزءا من النفط الخام المصدر يسيل لعاب الصين عليه مقابل تنفيذ الاعمار".