موقع أمريكي: لن يُهزم بوتين في أوكرانيا.. لهذه الأسباب
15-أيار-2023
بغداد ـ العالم
قال دانييل ديفيس، زميل أول في مركز ديفنس برايوريتيز للبحوث، إن على أوكرانيا أن تقر بواقع مرير. فرغم تصريح قادة الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي بأنهم سيدعمون أوكرانيا في الهجوم القادم، أفادت بعض التعليقات البعيدة عن تلك العناوين الرئيسة أن الغرب بات مدركاً أن احتمالية نجاح زيلينسكي في طرد روسيا صارت أكثر سيكون حجم الخسائر التي سيتكبدونها أعلى من أي تصور
من ثم، يرى ديفيس في مقال بموقع "1945" الأمريكية أن الغرب يحتاج إلى تغيير سياسته على الفور قبل أن تتكبّد كييف مزيداً من الخسائر تؤدي إلى انتهاء الحرب بالتفاوض على التسوية.
أحدث تطورات الحرب الأوكرانية
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أعلن زعماء سياسيون في الغرب عن دعمهم لأوكرانيا وهجومها القادم المتعثر. فقد أصدر أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا، وجيمس كليفرلي وزير خارجية المملكة المتحدة، وجنز ستولتنبرج أمين عام حلف الناتو تصريحات بليغة تفيد بدعمهم أوكرانيا. غير أن السؤال هو ما إذا كان الغرب سيفي بوعده.
وهناك أدلة متزايدة على أن الغرب بوجه عام والولايات المتحدة بشكل خاص لا تملك مخزوناً من الأسلحة والذخيرة المهمة تنسجم مع ما أمدت به أوكرانيا خلال الأشهر الأربعة عشر الأولى من الحرب.
وأهم ما يميز هذا الدعم المزعوم هو أنه لم يأت بمقتضى تفويض رئاسي لوزارة الدفاع، بل بمقتضى مبادرة دفاع أمني من قبل وزارة الدفاع الأمريكية لتمويل أوكرانيا حتى تدافع عن نفسها.
السياسة والتوقيت
ويعني التفويض الرئاسي أن يأمر بايدن بإرسال أسلحة وذخيرة أمريكية لميدان القتال على الفور: أي خلال أسابيع. أما مبادرة الدفاع الأمني فتعني تحرير العقود، وإشهارها، وتقديم العطاءات، ثم قيام الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع- حال فوزها بالعطاءات- بإنتاج الذخيرة أو المعدات الحربية المطلوبة، ما يستغرق أعواماً.
وفي تصريح له يوم 5 مايو (أيار)، قال جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية: "إذا ما توقفنا عن مساعدة أوكرانيا، ستتوقف الحرب قريباً، لأن أوكرانيا لن تتمكن من الدفاع عن نفسها وستسقط خلال أيام".
من جانبه قال كليفرلي إن القوات الأوكرانية "فاقت التوقعات"، مضيفاً "علينا أن نكون واقعيين، فليس هذا فيلماً سينمائياً". يعني هذا أن تُبنى السياسة على إدراك واع بالحقائق، لا على تفضيلات عاطفية.
ويرى وزير الخارجية البريطاني أنه على القادة أن يدركوا كبر حجم المهمة التي ستواجه السلاح الجوي الأوكراني عشية إطلاق الهجوم، إذ يعد أي هجوم أكثر صعوبة وتعقيداً من الدفاع.
تطور الاستراتيجية الأوكرانية
تكبّدت أوكرانيا خسائر فادحة أثناء الأشهر الأربعة عشر الأولى للحرب، وهي الآن متخمة بقادة وجنود ذوي خبرة عسكرية محدودة وتدريب سطحي في العمليات القتالية المشتركة.
وعليه يرى الكاتب أنه لا يجب الاستهانة بالتحدي الذي ستواجهه قوات السلاح الجوي الأوكراني أثناء شن هجوم واقعي يتطلب تنسيق دقيق بين جميع الوحدات الواقعة على بعد مئات الكيلومترات، خاصةً مع عدم تمتع جندي، أو ضابط، أو قائد أوكراني بأي خبرة في أداء مهمة بهذا الحجم.
يضاف إلى هذا أن روسيا أعدت مواقع دفاعية واسعة النطاق على مدى أكثر من عام ونصف العام على طول جبهة القتال الذي يبلغ 1000 كيلومتر. ولكي تنجح قوات زيلينسكي، عليها أن تهاجم هذه التمركزات الدفاعية بقواتها الجوية المحدودة، وقذائفها المدفعية القليلة العدد، وقواتها المزودة بمدرعات عتيقة.
من جانبهم، يعي بعض القادة الأوكرانيين حجم هذا التحدي. ففي تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، أفاد وزير الدفاع الأوكراني أن "العالم يبالغ في تقديره لهجومنا". كما أعرب عن مخاوفه من "خيبة الأمل"، محذراً من أن معدل نجاح الهجوم لن يتخطى "العشرة كيلومترات".
وحتى لو تجاوز الأوكرانيون توقعات الغرب واستولوا على 50 أو 100 كيلومتر من الأراضي، سيكون حجم الخسائر التي سيتكبدونها أعلى من أي تصور، ما سيترك القوات المسلحة الأوكرانية في حالة أكثر ضعفاً من حالتهم في الوقت الحالي. وإذا شنت أوكرانيا هجوماً، سترد روسيا عليها، ما سيضعف أوكرانيا خلال الأشهر التالية، لأنه سيقلل من عدد قذائفها المدفعية، وصواريخ دفاعها الجوي، وقواتها.
فإذا حدث هذا، ستتلاشى احتمالية تحقيق زيلنسكي أهدافه بطرد القوات الروسية من أوكرانيا، وستؤول الظروف لما هو في صالح الجانب الروسي، وستُضطر كييف في النهاية للسعي للتفاوض لإنهاء القتال، حسب الكاتب.