بغداد ـ العالم
أجرى موقع "اكسيوس" الاخباري الأمريكي مقارنة بين حرب غزة وغيرها من النزاعات والحروب بما في ذلك، من حرب العراق، خلص فيها إلى أن معدل الوفيات بين المدنيين في غزة يتخطى المعدلات في مناطق الصراع الاخرى خلال القرن الـ21.
وأشار التقرير الأمريكي الى ان ما لا يقل عن 14800 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال قتلوا في غزة، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، بينما يبلغ عدد القتلى في إسرائيل جراء هجوم حماس في 7 اكتوبر/تشرين الاول 1200، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وذكّر التقرير بتصريحات للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الاثنين، قال فيها ان "7 أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل أدت الى وقوع خسائر مروعة صدمت العالم".
واستعاد التقرير تصريحات لخبراء تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" قالوا فيها إن المدنيين يتعرضون للقتل في غزة بوتيرة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وافغانستان، وهي هجمات كانت واجهت انتقادات واسعة من قبل جماعات حقوق الإنسان.
وأوضح التقرير الأمريكي أن عدد القتلى في غزة تخطى خلال أقل من شهرين، ما يزيد عن 12 ألف مدني قتلوا في العراق خلال العام 2003، وفقا لأرقام منظمة "عراق بودي كاونت". وتابع التقرير أنه خلال 6 ست سنوات فقط، ما بين الأعوام 2005 الى 2007، وخلال عام 2014 ثم من العام 2014 حتى 2016، وقع العدد الأكبر من الوفيات في العراق مقارنة بغزة.
وبحسب التقرير؛ فإنه خلال معركة تحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2017، فإن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، قتلت أكثر من 1600 مدني، وفقا لتقرير العام 2019 الصادر عن منظمة العفو الدولية.
ولفت التقرير الى ان اسرائيل قامت بمقارنات بين حملتها العسكرية في غزة وبين الجهود التي بذلت من أجل القضاء على تنظيم داعش في الموصل من العام 2016 الى العام 2017، كما أن ضباط الجيش الأمريكي تبادلوا الدروس المستقاة من معركة الموصل مع قادة الجيش الإسرائيلي.
وبرغم ذلك، قال التقرير إن عدد القتلى المدنيين خلال معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر وصل الى ما بين 9 آلاف و11 ألف شخص، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن نحو 6 آلاف طفل فلسطيني من بين القتلى منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول، وهو ما يعتبر اكبر من الإجمالي العالمي السنوي للأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاع على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
واوضح التقرير انه خلال العام الماضي، قتل 2985 طفلا في كافة مناطق النزاعات الرئيسية في العالم، بحسب تقرير سنوي صادر عن الأمم المتحدة في حزيران/يونيو الماضي.
وتابع قائلا انه بحسب التقرير السنوي للأمم المتحدة للعام 2022، فإن إجمالي 2515 طفلا قتلوا في مناطق النزاع خلال العام 2021.
واضاف ان التقرير السنوي للعام 2021، فيشير الى مقتل 2674 طفلا في مناطق النزاع في العالم خلال العام 2020.
وبعدما ذكّر التقرير بتحذير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش مؤخرا من أن "غزة أصبحت مقبرة للأطفال"، لفت الى ان اسرائيل تقول انها تحاول الحد من وقوع الخسائر في صفوف المدنيين وانها تحذر المدنيين لإخلاء مناطقهم قبل قصفها، الا ان العديد من المدنيين في غزة يقولون انه ليس لديهم مكان يهربون اليه عندما يطلب منهم ذلك.
واشار التقرير الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال نقاش مباشر على منصة "اكس" مع إيلون ماسك امس الاثنين، كرر هذه النقطة عندما قال ان اسرائيل تسعى الى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين حيث "يسقط ضحايا مدنيون عرضيا" وهو أمر لا مفر منه.
وفي حين لفت التقرير الى الهدنة المؤقتة التي جرى التوصل إليها بين اسرائيل وحركة حماس، نقل عن دوجاريك قوله ان هذه التهدئة سمحت للامم المتحدة بزيادة ايصال المساعدات الانسانية وهي "بالكاد تلبي الاحتياجات الضخمة لـ 1.7 مليون نازح"، مضيفا ان "الكارثة الانسانية في غزة تزداد سوءا يوما بعد يوم".