موقع سياحي عالمي: مسارات جبلية في كردستان تحاكي التاريخ
14-حزيران-2023
بغداد ـ العالم
ذكر موقع "لونلي بلانيت" الاسترالي المتخصص بأخبار السياحة والسفر حول العالم، ان مسار المشي في جبال زاغروس في اقليم كوردستان، يشجع الرياضيين والسياح الذين يعبرونه على رؤية جانب مختلف من البلد لا يحتل عناوين الصحف في غالب الاحيان.
وبداية، اعتبر التقرير المتخصص بالسياحة، ان الشرق الاوسط عموما لديه ثقافة عميقة في المشي، مشيرا في هذا السياق الى مسارات الحج التاريخية ومسارات البدو والرعاة.
وأضاف ان مسار جبل زاغروس البالغ طوله 215 كيلومترا، يعتبر الاضافة الجديدة الى مجموعة المسارات التي تتبع مسارات الرعاة والحجاج والتجار عبر قمم شمال العراق.
واشار التقرير الاسترالي الى ان فكرة هذا المسار ظهرت للمرة الاولى في العام 2016، ولكن لم تبدأ في التبلور حتى العام 2019.
وينقل التقرير عن الكاتب ليون ماكارون، وهو من ايرلندا الشمالية، ولديه شغف بالمنطقة ويعتبر من بين مؤسسي مسار زاغروس، قوله "لقد اذهلني ان هذا المكان يحتوي على جميع العناصر المثالية للمشي في الجبال، جمال الطبيعة الرائع، والعديد من مراحل التاريخ، وشبكات المشي القائمة، والثقافة الغنية، وكرم الضيافة المتجذر لدى الناس".
وتحت عنوان "هل كوردستان امنة للمسافرين"، قال التقرير ان العراق ليس معروفا بأنه الوجهة العادية للمسافرين، ناهيك عن ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة.
ولفت الى ان وزارة الخارجية الامريكية تحذر مواطنيها من السفر الى العراق، كما ان بريطانيا ودولاً اوروبية، تنصح بعدم السفر الى العراق الا في حالات الضرورة.
واعتبر التقرير ان التاريخ الحالي المؤلم للبلد، فرض تحديات استثنائية في تطوير مسار المشي، لكن من قاموا بتأسيسه كانوا حريصين على ترسيخه.
وبين التقرير الى ان مسار زاغروس للمشي، يمر عبر 35 مجتمعا محليا، وفي كل منها تتوفر الاقامة مع عائلة ويتوفر المرشدون المحليون.
ونقل التقرير عن ماكارون قوله ان مسارات المشي تساعد في اعادة تصوير الامكنة، مضيفا "رأينا ذلك في كثير من انحاء العالم حيث تعتبر السياحة، وخصوصا هذا النوع من السياحة البطيئة والغامرة، بمثابة طريقة مذهلة للمساعدة على تخطي الصراع او الصدمة في تاريخ دولة او منطقة ومنحها هوية جديدة".
وتابع التقرير ان طريق مسار زاغروس يمر من خلال مجموعة متنوعة من المشاهد الطبيعية، بما في ذلك الممرات العالية التي يصل ارتفاعها الى الفي متر.
واوضح ان مؤسسي المسار يأملون ان يتمكن من اجتذاب جميع انواع الزوار.
ونقل التقرير عن لوين محمد، وهو كردي من سوريا، ومن بين مؤسسي مسار المشي، انه "يريد ان يرى جميع انواع مشاة الجبال، وان يكون مسار زاغروس مكانا للتبادل الثقافي، بحيث يتذكروا طعامنا وثقافتنا وموسيقانا وتاريخنا".
ولفت التقرير الى ان المسار يغطي مسافة كبيرة، ويجري العمل على توسيعه، في حين ان المرشدين يؤمنون حاليا رحلات المشي النهارية خلال عطلات نهاية الاسبوع التي تنطلق من عنكاوا، في ضواحي اربيل.
ونقل التقرير عن ماكارون قوله انه لا يجري حاليا توسيع امكانية انضمام اعداد كبيرة من المشاركين، موضحا ان الامور تجري خطوة خطوة حيث تنظم حاليا جولات المشي الاسبوعية.
واضاف "نامل بحلول الخريف واوائل العام المقبل، ان ننتقل الى المرحلة التالية".
وبحسب محمد، فإن القائمين على مسار زاغروس يسعون الى جعل "اقليم كوردستان احد اكثر الوجهات المرغوبة والاكثر نجاحا في الشرق الاوسط".
وتابع "بالنسبة لي، كنت احلم دائما بمساحة لالتقاء اشخاص جدد آتين من خلفيات مختلفة، ورواية القصص والاستماع اليها، والتمكن من ابراز جمال ارضنا واظهار التاريخ المتجذر والتعايش في منطقتنا".