مونديال قطر: أول بطولة لكأس العالم تتحول إلى «حلبة سياسية»
30-تشرين الثاني-2022
بغداد ـ العالم
رأى موقع "DW عربية" الألماني، أن مونديال قطر 2022 هو أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط تحولت إلى استعراض للتوترات السياسية التي تجتاح واحدة من أكثر مناطق العالم تقلباً، وسط اتهام الدولة المضيفة، قطر بلعب دور غامض في أزمات المنطقة.
وأشار الموقع في تقرير صحافي، أن المباريات التي تنافس فيها إيران تمثل أكثر الفعاليات المشحونة سياسيا، إذ يعبر المشجعون عن دعمهم للمتظاهرين الذين يتحدون بجرأة القيادة الدينية في الجمهورية الإسلامية، في الوقت الذي يبدون فيه حساسية تجاه قطر التي تربطها علاقات جيدة بطهران.
وامتدت مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين بين المشجعين لتصل إلى الملاعب، مع منافسة أربعة فرق عربية في البطولة، حيث ارتدى اللاعبون القطريون شارات ذراع مؤيدة للفلسطينيين، حتى مع سماح قطر للمشجعين الإسرائيليين بالقدوم في رحلات جوية مباشرة لأول مرة.
وحتى أمير قطر شارك بنفسه في التصرفات ذات الدلالات السياسية، إذ اتشح بالعلم السعودي خلال المباراة التي حقق فيها الفريق السعودي فوزا تاريخيا على نظيره الأرجنتيني، في تشجيع ملحوظ لبلد يتعاون معه لإصلاح العلاقات التي تضررت بسبب التوترات الإقليمية. وزادت مثل هذه الإيماءات من الأبعاد السياسية لبطولة غارقة في الجدل حتى من قبل انطلاقها بسبب قضايا معاملة العمال المهاجرين وحقوق مجتمع الميم في الدولة المضيفة المحافظة التي تجرم المثلية.
وتزداد الرهانات بالنسبة لقطر، إذ تأمل في أن يؤدي مرور البطولة بسلاسة إلى تعزيز دورها على الساحة العالمية وفي منطقة الشرق الأوسط، التي حافظت على وضعها بها كدولة مستقلة منذ عام 1971 على الرغم من الاضطرابات الإقليمية الكثيرة.
وبدت قطر في كثير من الأحيان وكأنها دولة مختلفة عن باقي المنطقة، إذ تستضيف حركة حماس، رغم أنها أقامت في السابق أيضا بعض العلاقات التجارية مع إسرائيل.
ووفرت قطر منصة للمعارضين الإسلاميين الذين اعتبرتهم السعودية وحلفاؤها تهديدا، في الوقت الذي تمد فيه علاقات الصداقة مع إيران عدو الرياض وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وانعكست التوترات في إيران، التي تجتاحها احتجاجات منذ أكثر من شهرين إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في الحجز لدى شرطة الأخلاق، داخل الملاعب وخارجها، وكانت الشرطة احتجزت أميني بتهمة ارتداء ملابس غير لائقة.
وقال المشجع الإيراني الذي يحمل الجنسية الأمريكية شايان خسرواني (30 عاما) والذي كان ينوي زيارة العائلة في إيران بعد حضور كأس العالم في قطر ولكنه ألغى الخطة بسبب الاحتجاجات "أردنا حضور كأس العالم لدعم الشعب الإيراني لأننا نعلم أنها فرصة رائعة للتحدث نيابة عنهم".
مع ذلك يقول البعض إن أمن الملاعب منعهم من إظهار دعمهم للاحتجاجات. وفي مباراة إيران في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر أمام ويلز، منع الأمن دخول جماهير تحمل علم إيران السابق للثورة الإسلامية وترتدي قمصانا مكتوبا عليها شعار الاحتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" واسم "مهسا أميني"، وبعد المباراة، ساد توتر خارج الملعب بين معارضي الحكومة الإيرانية وأنصارها.
وقال اثنان من المشجعين دخلا في جدال كل على حده مع أمن الاستاد بسبب المنع من الدخول في تعليقات إنهما يعتقدان أن هذه السياسة سببها علاقات قطر مع إيران.
وقال مسؤول قطري إنه تم فرض إجراءات أمنية إضافية للمباريات التي تشارك فيها إيران في أعقاب التوترات السياسية الأخيرة في البلاد.
وردا على سؤال حول المواد التي تمت مصادرتها أو المشجعين الذين تم احتجازهم، طلب متحدث باسم اللجنة المنظمة للبطولة الرجوع إلى قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وقائمة المواد المحظورة التي وضعتها قطر، وتشمل العناصر المحظورة المواد التي تحتوي على "رسائل سياسية أو مسيئة أو تمييزية".