بغداد ـ العالم
قالت الناشطة الإيزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، ان هناك من وصفتهم بـ "سياسيين وأمراء حرب" يسعون لمنع عودة الاستقرار الى قضاء سنجار، مطالبة الحكومة العراقية بتعويض الناجيات وإعادة النازحين من مخيمات النزوح الى مناطقهم. جاء ذلك في كلمة القتها مراد في مراسم افتتاح النصب التذكاري للإبادة الجماعية للإزيديين، امس الاربعاء (18 تشرين الأول 2023) في نينوى، بمشاركة عدد من المسؤولين، ورعاية مجموعة منظمات دولية.
واشارت مراد الى ان تنظيم داعش حوّل "معتقداتنا وبيوتنا وقرانا الى رماد"، مبينة انهم "فعلوا كل ذلك بهدف اقتلاع جذور مجتمعنا من منطقتهم، وكادوا ان ينجحوا في ذلك لولا قوة وارادة وعزيمة الإزيديين".
واضافت: "هذا النصب سيظلّ هنا طويلاً كالنصب الموجود في برلين ويريفان وحلبجة ولكن ستزول أسماء داعش". ونوّهت الناشطة الازيدية الى انه "اتذكر جيدا كيف قام عناصر داعش الإرهابي بنقلنا من كوجو الى هنا سولاف بسياراتهم عام 2014. تم نقلي الى سولاف مع والدتي واخوتي واصدقائي واهل قريتي. كنا نعتقد انه سيتم انقاذنا، لكن عندما وصلنا الى هذا المكان مات فينا الأمل وماتت الانسانية في ضمير العالم".
اشارت مراد الى ان "الإزيديين كانوا اقلية مهمّشة وغير محمية قبل احداث 2014، لكن مع ذلك بقينا مواطنين مخلصين لهذا الوطن".
وأردفت: "لقد تعرضنا الى خيانة كبيرة من قبل بعض جيراننا الذين انضمّوا الى داعش في حملة الإبادة الجماعية ضدنا".
اعربت مراد عن استياء الإزيديين من سوء اوضاعهم، بالقول: "نفس السياسيين والقادة الذين فشلوا في حماية مواطنيهم عام 2014، فشلوا في ترجمة وعودهم واقوالهم الى افعال، والدليل هنا بارز على ارض سنجار".
وقالت: "لقد طلبنا من حكومتنا مرارا وتكرارا دعم الناجين وعوائلهم، ان العيش في مخيمات النزوح على بعد ساعات من سنجار ليس حلاّ، هذه المخيمات عبارة عن ابادة اخرى تمزق نسيج المجتمع بأكمله"، لافتة الى ان "جيل كامل من الازيديين بقوا دون الحصول على التعليم المناسب أو فرص عمل أو الحصول على حقوقهم الأساسية مثل الخصوصية". حسب قول مراد "عاد نحو 150 الف شخص الى مناطقهم في سنجار منذ احداث عام 2014، رغم التحديات الكبيرة، وان هؤلاء بحاجة الى المساعدات والتعويضات الحكومية".
الناشطة الإزيدية ذكرت في كلمتها ان "هناك بعض السياسيين، وأمراء الحرب يبذلون قصارى جهدهم لمنع عودة الاستقرار الى سنجار، وهناك مدن اكبر من سنجار تمت اعادة بنائها وعاد اهلها اليها، نحن سعداء بذلك ونتمنى ان يتمكن كل ضحية من العودة الى داره"، متسائلة: الى متى سوف تعاني سنجار واهلها من الإهمال. من جهته، نفى قائممقام سنجار نايف سيدو، الانباء التي تفيد باختيار اسم رسمياً لمنصب قائممقامية قضاء سنجار، كما هو متفق عليه باتفاق تطبيع الوضع في سنجار، لافتا الى ان "الأطراف التابعة لحزب العمال الكردستاني أعاقت تنفيذ اتفاقية سنجار"، وأن 2600 عائلة إزيدية نازحة عادت الى سنجار خلال عام 2023.
وقال قائممقام سنجار، إن "اتفاقية سنجار من شأنها حلّ جزء من مشاكل القضاء، لكن الحلّ الجذري يكمن في تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي"، مضيفاً: "يجب ان يحدد اهالي سنجار مصيرهم بأنفسهم، وإن 70% من أولئك الاهالي يطالبون بتنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع بسنجار، لكن بعض الاطراف في سنجار تابعة لحزب العمال الكردستاني تعرقل تنفيذ هذه الاتفاقية وتحاربها". حسب قول سيدو، هناك تدخلات داخلية وإقليمية ودولية بهذا القضاء، فذكر ان "وضع سنجار خاص، هناك أيدي داخلية وإقليمية وخارجية بالقضاء، وتوجد صراعات كثيرة حوله وقراراه ليس بيد أهاليه، بل ان دول تجتمع وتتفق بشان سنجار دون الرجوع الى أهالي المنطقة". وكشف سيدو ان "في عام 2023، عادت نحو 2600 عائلة سنجارية الى مدينتها، وبشكل عام عادت 20 الف عائلة الى المدينة حتى الآن".
يذكر ان في تشرين الأول من عام 2020، ابرمت حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية في بغداد اتفاق تطبيع الأوضاع في سنجار. وتكونت الاتفاقية من عدّة نقاط، أهمها: إخراج جميع القوى المسلّحة للحشد الشعبي والقوى المقربة من حزب العمال الكردستاني من سنجار، وتحويل مهمّة حماية امن القضاء من قبل الشرطة وجهاز الأمن الوطني والاستخبارات الاتحادية، كذلك تعيين قائممقام جديد للقضاء، وإعادة إعماره وتوفير مناخ ملائم لعودة النازحين، لكن لم يجر تنفيذ الاتفاق المبرم حتى الآن.