بغداد ـ العالم
شابة عراقية، تخرجت من الجامعة المستنصرية، اختصاص علم نفس، وعملت مدرسة في متوسطة، وكانت تمارس حياتها بصورة طبيعية ومستقرة، حتى أكتشفت ذات يوم ان هناك حالات لتعاطي المخدرات في مدرستها..من هنا تغيرت حياتها تماما، بل تغيرت خطوط دروبها.. انقذت الطلبة المتعاطين للمخدرات بالتعاون مع عوائلهم عن طريق نقلهم الى مراكز التأهيل خشية عليهم من طردهم من الدراسة عند ذاك سيتدمر مستقبلهم.. إيناس كريم تركت وظيفتها واسست اول منظمة لمعالجة الادمان من المخدرات عام 2017، وهي المنظمة الوحيدة في هذا المجال في عموم العراق. ومنذ ذاك تمضي هذه المرأة العراقية ايامها ما بين البحث عن المدمنين، المراهقين والشباب خاصة، ونقلهم الى مراكز التأهيل، لتشعر بسعادة انجازها رغم ما تتحمله من متاعب نفسية وارهاق جسدي.
إيناس كريم، مؤسسة ورئيسة منظمة نقاهة لمعالجة ادمان المخدرات، وهي من منظمات المجتمع مدني، قالت ان: "منظمتي متخصصة بمعالجة المدمنين على المخدرات وتوعية المجتمع على خطورتها"، موضحة: "نحن نعمل على معالجة المدمنين عن طريق التواصل معهم بواسطة وسائط التواصل الاجتماعي او عن طريق الاتصال بعوائلهم، او الوصول اليهم بالتعاون مع وزارة الداخلية، وكذلك عن طريق المحاضرات التي القيها في الجامعات، حيث تبلغ نسبة تعاطي المخدرات في الجامعات 30%،وكذلك حملات التوعية التي نقوم بها باستمرار".
لا تخفي إيناس كريم معاناتها من: "شحة التمويل وعدم دعم منظمة نقاهة لمعالجة ادمان المخدرات سواء من جهات حكومية او من اية منظمة عراقية او دولية بل نحن نعتمد على العمل التطوعي ونتبرع من جيوبنا لتنفيذ برامجنا". موضحة بان:" عدد اعضاء المنظمة في بغداد هم 10 فقط، ولنا فروع في النجف والبصرة وديالى ونتواصل مع وزارات الصحة والداخلية والتربية والتعليم العالي باعتبار ان الموضوع يخص الشباب"، معبرة عن أسفها بان: "في العراق هناك دعم لمنظمات او نشاطات غير مهمة وغير مجدية ، بل ان هذه الجهات تحصل على دعم كبير سواء من الحكومة او المنظمات الدولية، لكن ملف مهم وخطير للغاية مثل معالجة المدمنين على المخدرات ومحاربة هذه السموم لا يحظى باي اهتمام.. والاكثر من هذا فان هذا الملف مهمل عن تعمد لانها تجارة رابحة داخل وخارج العراق ولا يمكن محاربة ثالث اكبر تجارة بعد النفط والسلاح لانهائها فهناك شبكات من المستفيدين من هذه التجارة وهذا امر معروف ولم يعد سرا"، مضيفة:" لا يمكن لاي مشروع ان يتقدم بدون دعم مالي نحن نعمل من سنوات متطوعين وانا ارتبطت بهذه المنظمة والعمل يمضي سواء بدعم او بدون دعم لكننا في الحقيقة بحاجة للدعم لنتوسع بمعالجة اكبر عدد من المدمنين، لكن لا حياة لمن تنادي".
وعن الاسباب التي دفعتها للخوض في هذا المجال الشائك والمعقد، قالت إيناس كريم: "كل انسان عنده رسالة بالحياة.. انا كنت مدرسة ومستقرة في عملي وحياتي الاجتماعية، لكنني اكتشفت ان هناك حالات تعاطي لطلاب في مدرستي المتوسطة. وكان علي ان اتخذ قرار لمساعدتهم لانهم سيتعرضون للطرد من المدرسة وهذا يعني تدمير حياتهم ومستقبلهم، فاتصلت باهلهم وعرضناهم على اطباء نفسانيين وواصلنا علاجهم عند ذاك سالت نفسي: اذا كانت هناك حالات تعاطي داخل المدرسة فكيف هي الامور خارجها؟ ورحت ابحث بعمق في هذا الملف فاكتشفت انه شائك ومهمل ولا يهتم به احد وليست هناك منظمات لمساعدة المدمنين فقررت تاسيس منظمة نقاهة لمعالجة ادمان المخدرات وهي الوحيدة في العراق في هذا المجال".