ناشيونال إنترست: هل توقف أمريكا هجوم تركيا على سوريا؟
7-كانون الأول-2022
بغداد ـ العالم
في 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، شنت تركيا عملية "سيف المخلب" التي كانت حملة من الضربات الجوية الواسعة في شمال سوريا. وكانت أكثر الضربات إثارة للصدمة تلك التي ضربت قاعدة للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل ضد تنظيم داعش، على مسافة 130 متراً فقط، من الجنود الأمريكيين.
وفي الوقت الذي دعت الولايات المتحدة إلى خفض التصعيد، واصلت تركيا غاراتها مستهدفة مخيم الهول، الذي يضم فيه 50 ألفاً من عائلات مقاتلي داعش. ولحسن الحظ، فإن عائلات قليلة فرت من المخيم قبل أن تعيد قوات الأمن القبض عليها.
وتساءلت رئيسة اللجنة الدولية الأمريكية للحريات الدينية نادين ماينزا في مجلة "ناشونال إنترست" "لماذا على الولايات المتحدة وقف الهجمات التركية الجارية، ومنع غزو بري محتمل؟".
في البداية، تذكر المحللة بأن قوات سوريا الديمقراطية كانت الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة داعش. وأقامت وحدات حماية الشعب الكردية، ووحدات حماية النساء، شراكة أول الأمر مع الولايات المتحدة في معركة كوباني، التي انتهت في يناير (كانون الثاني) 2015، وقلبت الموازين بعد أول انتصار على داعش.
ومع استمرار الدعم الجوي وبالسلاح، استعادت الوحدات الكردية السيطرة على منبج، والرقة، ومناطق أخرى من التنظيم الإرهابي، حتى المعركة الأخيرة في الباغوز في فبراير(شباط) 2019.
وفي هذه المرحلة، باتت الوحدات الكردية تعمل تحت إمرة قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية بما فيها الوحدات السريانية الأشورية والمسيحية.
وفي الوقت الذي تصر فيه تركيا على أنها الشريك الأكثر فاعلية في محاربة داعش، فإن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك قال في 2019 إن 40 ألف مقاتل أجنبي من الذين انضموا إلى داعش "جاؤوا جميعهم من تركيا". كما أن داعش انتهى قبل الغزو التركي في 2019.
وعندما كانت قوات سوريا الديموقراطية تحرر المناطق من داعش، فإنها عملت على تمكين المواطنين المحليين لبناء نظام حكم ذاتي، يطلق عليه اليوم الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها. وفي هذا السياق تنظم المناطق ضمن جماعات تضم الواحدة منها مئة ألف عائلة، ويعمل السكان على انتخاب رجال ونساء لترؤس لجان تعمل على إدارة شؤونهم الذاتية.
إن عدداً من هذه المجموعات يتحد في منطقة، ومناطق تؤلف مقاطعة، ثم تشكل كانتوناً وبعدها منطقة، لتصل إلى مستوى الإدارة الذاتية. للحكومة المناطقية والإدارة الذاتية، ثلاثة فروع تدار بواسطة قادة منتخبين، وهي المجلس التنفيذي، والمجلس التشريعي، والمجلس القضائي.
وتضم كل عرقية وطائفة بعناية إلى قيادة الإدارة الذاتية، مع رؤساء مشاركين، ونواب رؤساء مشاركين، يمثلون التنوع في جماعاتهم، بما في ذلك الأكراد، والعرب المسلمون، والسريان الأشوريون المسيحيون، والأرمن المسيحيون، والأيزيديون، والعلويون والشركس، والتركمان، وغيرهم، مع تشكيل النساء نصف أعضاء قيادة الإدارة الذاتية.
وإذا كان الكثيرون في شمال شرق سوريا ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني في الماضي، فإن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديموقراطية ليست جزءاً منه. إن السكان في شمال شرق سوريا يبنون حكومتهم لتأمين مستقبل لعائلاتهم، وليس لاستهداف تركيا. إنهم يشكلون تهديداً لتركيا بقدر تهديد تايوان للصين. وعلى للولايات المتحدة والأسرة الدولية أن تجعل العواقب وخيمة على تركيا، إذا غزت سوريا.