العالم - وكالات
أقامت جمعية " باص بويز أند بويتس بوكس - كتاب العامل والشاعر" في منطقة كولومبيا الأمريكية حلقة نقاش حول كتاب جديد بعنوان "محو فلسطين: الخطاب الحر وحرية فلسطين" وهو من تأليف ريبيكا روث غولد، الأستاذة في جامعة برمنغهام البريطانية. وشاركها في الندوة الكاتب الفلسطيني رمزي حنحن. تم خلال الندوة التي حضرها طلاب وأساتذة جامعة كولومبيا إلقاء الضوء على مشكلة إلغاء فلسطين والأطراف التي لعبت دورا مؤسفا في هذه المأساة.
وتطرقت الندوة لمشكلة التحالف الدولي من أجل التذكير بالمحرقة IHRA وترويجه لتعريف أحادي الجانب لمعاداة السامية، وتدويل هذا التعريف المبسط والضيق وغير المنطقي، والذي غلبت عليه هموم اجتماعية، أدت لاحقا إلى إنهاك المعنى الحقيقي للعنصرية والتعصب. فقد تم التركيز على المفردات خارج سياقها التاريخي أو على ظاهرها دون مضمونها.
ولذلك تحدونا الحاجة الماسة لوضع واستنباط تعريف جديد لمعاداة السامية، وفيه يتم ربط الكلام بظاهرة إسرائيل، وما لحق بها من تطورات ومستجدات في القرن الواحد والعشرين. وقد أشار كل من غولد وحنحن إلى أن فلسطين بذاتها في الوقت الراهن شيء يختفي من خريطة العالم، حتى أن أراضيها تحولت على نحو مضطرد وبتصميم حاسم إلى شيء ملحق أو تابع لدولة إسرائيل. وأكدت غولد من جانبها أن كتابها يعيد رواية القصة بالضبط كما جرت، بعد تأمل لتاريخ ما يسمى العداء للسامية، وتبلوره في بواكير القرن العشرين، باعتبار أن مأساة فلسطين هي حادث كولونيالي ترك ندبة عميقة في فكر وسياسة القرن السابق. وتنوه أنها أعادت قراءة الإضبارة الفلسطينية، ولم تكتبها بنفسها. لكن نظرت إلى إلغاء الوجود الفلسطيني من العالم بمنظار نقاد معادين للصهيونية السياسية - وعلى وجه الخصوص ليون إبرام وتحليله المؤث . وساعدها ذلك على مقاربة مادية لمشكلة العداء للسامية. وتعتقد أن هذا الإجراء منصف ومنطقي لو قارنته باللغو الذي نقرأه في مقاربات سابقة نقلت تعريف التحالف الدولي المنحاز للصهاينة مسبقا، والذي أفضى بهم لتشويه الخطاب السياسي المعاصر، وتلفيق جوانب غامضة فيه. وختمت غولد كلامها بعرض الجهود المخلصة من كافة الاتجاهات التي قدمتها الجامعات البريطانية والأمريكية في العقود الأخيرة للمساعدة في تعريف العالم بقضية معقدة مثل قضية الفلسطينيين المحاصرين وراء أسوار إسرائيل.
أصدرت ريبيكا روث غولد مؤلفة كتاب "محو فلسطين" مجموعة أعمال عن الإسلام والشرق الأوسط. من أهمها "كتاب وثوار" 2016، و"قصائد السجون في الشعر الفارسي" 2021. واشتركت مع الفلسطينية ملكة شويخ بكتاب "الإضراب عن الطعام في فلسطين" 2023.
أما زميلها المشارك في الندوة، رمزي حنحن، فهو كاتب فلسطيني من الضفة الغربية. يقيم حاليا في الولايات المتحدة، ويحمل درجة الدكتوراة في الهندسة. وسبق له أن حصل عليها من جامعة ميشيغان. صدر له في أمريكا "الأحلام الشاردة: يوميات الاحتلال والنضال". وهو كتاب مذكرات يروي فيه حكايته الشخصية مع فلسطين عبر خمسين عاما.