هل تكرر ألمانيا «خطأها الروسي» مع الصين؟
22-تشرين الثاني-2022
بغداد ـ العالم
بدت الرحلة المثيرة للجدل للمستشار الألماني أولاف شولز إلى بكين في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، والأولى لزعيم من مجموعة السبع، منذ ظهور الوباء، كأنها تتحدى منتقديه وكانت أكثر نجاحاً مما كان متوقعاً.
ومع ذلك، فإن زيارته لم تعالج المشاكل الهيكلية في سياسة بلاده مع الصين، التي تنطوي على مخاطر لألمانيا والاتحاد الأوروبي وعلاقاتها عبر الأطلسي، وذلك حسب تحليل الباحثة المتخصصة في الشأن الألماني والأوروبي والروسي، ليانا فيكس، وهي زميلة في موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
ماذا حقق شولز في بكين؟
أشارت فيكس إلى أن شولز في لقاءاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس وزرائه لي كه تشيانغ، أكد مجدداً أن أي تغيير في وضع تايوان يجب أن يكون سلمياً أو بموافقة متبادلة، ودعا إلى حماية حقوق الإنسان في شينغ يانغ، وناقش العمل المناخي وفيروس كورونا.
ومع ذلك، كان أهم إنجازه إصدار بيان مشترك مع شي يبرز معارضة البلدين لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها.
ورغم أن هذا البيان لم يكلف بكين إلا قليلاً، فلا شيء يؤكد تأثير الصين في قرار موسكو غتد تصعيد فعلي أو تثنيها عن ذلك، فإنها رسالة قيمة في هذا الوقت الذي يشهد توتراً نووياً متزايداً.
رافق شولز وفد رجال أعمال من كبريات الشركات الألمانية المستثمرة في السوق الصينية.
وكان سفره مع الوفد إشارة إلى استمرار نهج ألمانيا التجاري وسياستها "الأعمال التجارية أولاً" مع الصين.
قبل رحلته، وافق شولتز على الاستثمارات الصينية في ميناء هامبورغ، أكبر ميناء بحري في ألمانيا، على عكس نصيحة وزرائه والمفوضية الأوروبية وشركاء ألمانيا في أوروبا.
وأوضح شولز أنه إذا تغيرت سياسات الصين، فإن علاقات ألمانيا معه ستتغير أيضاً، ويتمسك حتى الآن بنهج "الحكمة والبراغماتية" لتقليل اعتماد ألمانيا التجاري على الصين بشكل تدريجي. و
توضح المستشارية أنه بعد صدمة الطاقة الروسية، لا يمكن للاقتصاد الألماني أن يغير تجارته مع الصين بشكل مفاجئ. أما المنتقدين، فيرون أن ألمانيا بطيئة في ذلك لأن الأرقام التجارية تبين أن الاقتصاد الألماني أصبح أكثر اعتماداً على السوق الصينية.
علاقات اقتصادية
لفتت الباحثة إلى أن الصين أهم شريك تجاري لألمانيا منذ 2016، بفضل شركات صناعة السيارات الألمانية. على سبيل المثال، تعتمد فولكس فاغن على السوق الصينية في نصف أرباحها على الأقل. واستمرت حصص الاقتصاد الألماني في الصين في الزيادة في 2022، مع رقم قياسي بلغ 10 مليارات يورو في الاستثمارات الجديدة.
ووصفت حكومة الائتلاف التي يرأسها شولز الصين بـ "منافس منهجي"، وتدرك حاجة ألمانيا إلى التنويع السياسي من خلال التركيز على العلاقات مع دول المحيطين الهندي والهادئ الأخرى، والاقتصادي أيضاً.
كما تهدف إلى الضغط على بكين لتحقيق تكافؤ الفرص أمام الشركات الألمانية والأوروبية التي تعمل في الصين. وتعمل وزارة الشؤون الاقتصادية الألمانية على تقليل اعتمادها على الصين في المواد الخام، والبطاريات، وأشباه الموصلات. كما أنها تعيد تقييم ضمانات الاستثمار والتصدير للشركات الألمانية التي تعمل في الصين.
ووصفت حكومة الائتلاف التي يرأسها شولز الصين بـ "منافس منهجي"، وتدرك حاجة ألمانيا إلى التنويع السياسي من خلال التركيز على العلاقات مع دول المحيطين الهندي والهادئ الأخرى، والاقتصادي أيضاً.
كما تهدف إلى الضغط على بكين لتحقيق تكافؤ الفرص أمام الشركات الألمانية والأوروبية التي تعمل في الصين. وتعمل وزارة الشؤون الاقتصادية الألمانية على تقليل اعتمادها على الصين في المواد الخام، والبطاريات، وأشباه الموصلات. كما أنها تعيد تقييم ضمانات الاستثمار والتصدير للشركات الألمانية التي تعمل في الصين.
مخاطر
ورغم جهود التنويع حتى الآن، فإن اعتماد ألمانيا غير المتكافئ على الصين يذكر باعتمادها السابق الخطير في الطاقة على روسيا، حسب الباحثة، مشيرةً إلى أنه غند ظهور أزمة جيوسياسية حول تايوان، فإن تورط الشركات الألمانية في السوق الصينية سيثير مخاطر سياسية واقتصادية لعلاقاتها مع أوروبا وعبر الأطلسي.
ويمكن أن يعيق اعتماد ألمانيا على بكين قدرتها على الرد جنباً إلى جنب مع الحلفاء الغربيين على محاولة الصين استعادة تايوان بالقوة، على سبيل المثال بفرض عقوبات.
في غضون ذلك، زادت رحلة شولز إلى بكين تعقيد آفاق سياسة أوروبية مشتركة مع الصين. ورفضت برلين عرضاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة مشتركة لبكين، الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوترات الثنائية.
كما أثار توقيت الرحلة، بعد فترة وجيزة من تأكيد شي زعيماً للحزب لولاية ثالثة، مخاوف الأوروبيين.
وطالما أن ألمانيا لا ترغب في تعديل سياستها تجاه الصين بشكل جوهري وزيادة الاستثمار في سياسة أوروبية تجاه الصين، فإن الدول الأوروبية الأخرى لن تحذو حذو ألمانيا، وسيسهل على بكين التلاعب بها، وفق الباحثة.
وتقول الباحثة ليانا فيكس إن السياسة الداخلية معرضة للاقتتال العنيف داخل الائتلاف الحاكم. فالخضر أكثر تشدداً مع الصين من المستشارية الاشتراكية الديمقراطية. وهم يدعون إلى المزيد من السرعة في جهود التنويع واتخاذ موقف أقوى بشأن قضايا حقوق الإنسان.
دور الولايات المتحدة
وأكدت الباحثة ضرورة عمل الدبلوماسيين الأمريكيين على تسليط الضوء على البعد الأمني في العلاقة مع الصين، وتحديد التكاليف المحتملة على ألمانيا إذا اندلع صراع حول تايوان.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech