بغداد - العالم
تسعى الصين في إطار تصاعد السباق العالمي نحو سطح القمر إلى أن تصبح أول دولة تجمع عينات صخرية من الجانب البعيد من القمر، الذي لم يتم اكتشافه بشكل كبير.
ففي إطار برنامج البلاد الطموح لاستكشاف الفضاء، أطلقت الصين، الجمعة، مسبارا قمريا غير مأهول في مهمة أولى من نوعها في العالم تشكل كشفا علميا بارزا، ومن المقرر أن تستغرق شهرين تقريبا لإحضار عينات من الصخور والتربة من الجانب البعيد للقمر.
وكان مركز وينتشانغ للإطلاق الفضائي قد قام الأربعاء بإجراء التجربة النهائية قبل الإطلاق، التي غطت جميع الأنظمة ذات الصلة بشكل شامل. وعزز نظام الأرصاد الجوية التابع للمركز عمليات المراقبة والتحليل لضمان نجاح عملية الإطلاق.
وانطلق صاروخ “لونغ مارش – 5” حاملا المركبة الفضائية “تشانغ آه – 6، التي تمت تسميتها على اسم آلهة القمر الصينية، من مركز وينتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية جنوبي الصين بعد ظهر الجمعة.
ومهمة المسبار “تشانغ آه – 6” الذي يزن ثمانية أطنان هي الهبوط في الحوض الضخم المعروف بالقطب الجنوبي – إيتكين، وهو أحد أكبر حفر الارتطام المعروفة في المجموعة الشمسية، وجمع العينات وإعادتها إلى الأرض مما قد يجعل الصين أول دولة تستعيد عينات من الجانب “الخفي” البعيد المظلم للقمر.
وبمجرد وصوله إلى القمر، سيقضي المسبار يومين في التنقيب عن عينات على عمق كيلومترين، وسيجري تجارب في المنطقة التي يهبط فيها، وبعد إنجاز المهمة، يُفترض إعادة المسبار إلى الأرض والهبوط في مركز وينتشانغ لعمليات الإطلاق الفضائية.
المهمة تهدف إلى جمع حوالي كيلوغرامين من العينات القمرية من الجانب البعيد للقمر وإعادتها إلى الأرض لتحليلها
وتهدف المهمة إلى جمع حوالي كيلوغرامين من العينات القمرية من الجانب البعيد للقمر وإعادتها إلى الأرض لتحليلها.
وهذه المهمة القمرية هي السادسة، التي تطلقها الصين منذ عام 2007، وهي مهمة معقدة تقنيا، وتستغرق 53 يوما، وتتمثل بشكل خاص في إطلاق مسبار إلى هذا النصف من القمر الموجود بشكل دائم في نقطة غير ظاهرة للأرض.
وقال نائب مدير المركز الصيني لاستكشاف القمر وهندسة الفضاء جه بينغ للصحافيين إن “تشانغ آه – 6 سيجمع عينات من الجانب البعيد للقمر للمرة الأولى”.
وأشادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) التي تديرها الدولة الصينية بعملية الإطلاق، ووصفتها بأنها “أول مهمة من هذا النوع في تاريخ الاستكشاف البشري للقمر”.
وكشف مساعد كبير مبتكري مهمة “تشانغ آه – 6” وانغ كيونغ لوكالة شينخوا أن “المهمة بمجملها تتضمن تحديات كثيرة، مع ترابط بين كل المحطات، وهي متعبة على الصعيد العصبي”.