هل يتدخل حزب الله عسكريا لدعم غزة؟.. سيناريوهات محتملة
12-تشرين الأول-2023
بغداد ـ العالم
يقف العالم متسمرا وهو ينظر إلى الحرب في الأراضي المحتلة، إذ وضعت عملية "طوفان الأقصى" كل معادلات تفوق الاحتلال عسكريا جانبا، وفرضت واقعا جديدا عنوانه الرئيس، أن الفلسطينيين باتوا الرقم الأصعب في المعادلة ولن يستطيع أحد تهميشهم بعد اليوم.
وضع حجم العملية وتوقيتها وإتقانها، مختلف أجهزة الاستخبارات الغربية، كما طرح تساؤلات مهمة وجذرية عن مستقبل الاحتلال بعدها، فمنظر الهروب الكبير للمستوطنين قد يتكرر مرة أخرى وبشكل أضخم خصوصا إذا اتسعت المواجهة خارج غزة.
وتتجه الأنظار شمالا حيث حزب الله اللبناني، الذي يمكن أن يدخل الحرب في أي لحظة، خصوصا بعد تبادل للقصف بالقذائف الصاروخية في منطقة التماس جنوب لبنان، التي تبنتها حركة الجهاد ووتبني الحزب أمس استهداف دبابات الاحتلال.
وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن رسالة من الاحتلال عبر فرنسا للحزب تحذر من مغبة دخوله على خط المواجهة، وانعكاسات تلك الخطوة على لبنان، منذرة بأن ذلك يعني "استخدام القوة الكاملة للجيش الإسرائيلي، بمشاركة القوات البحرية الأميركية التي تشق طريقها إلى المتوسط".
وبدت الرسائل الأمريكية واضحة لحزب الله وإيران بعدم التدخل، بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد التي وصلت شرق البحر الأبيض المتوسط الثلاثاء.
هل سينخرط حزب الله في المعركة؟
كان هذا السؤال هو الأكثر ترددا خلال الأيام الماضية، لا سيما أن المعركة في غزة لا تشبه سابقاتها، وهي اللحظة المثالية للتطبيق العملي لمصطلح "وحدة الساحات".
تقول صحيفة واشنطن بوست، "إن واحدا من الأسئلة المفتوحة، هو ما إذا كان من الممكن أن يقتصر الحريق المتصاعد على غزة، لقد أدى الهجوم إلى إشعال التوترات المهملة التي طالما وقفت في طريق السلام الحقيقي، من الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران وحلفاؤها إلى مصير الفلسطينيين، والتي تجاوزتها الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل ودول الخليج العربية في المنطقة".
ومع مرور أربعة أيام على الحرب، وتوالي دعوات قادة حماس السياسيين والعسكريين لانخراط الجميع بالمعركة بات السؤال أكثر إلحاحا والجواب عليه أكثر صعوبة.
يقول الكاتب والباحث السياسي، الدكتور لقاء مكي أستاذ الإعلام في جامعة بغداد، "كان هناك انطباع ان إيران لها دور اساسي في ما جرى بالنظر إلى حجم الهجوم وتخطيطه عالي المستوى، كما بدا من خطاب محمد الضيف قائد كتائب القسام ثم كلمة إسماعيل هنية الذين دعيا الجميع للمشاركة خصوصا محور المقاومة، أن الأمر متفق عليه، وأن ساعة الضفر قد قد حانت".
وأضاف، "كان التوقع أن التنسيق حاضر بين الأطراف وأن الجميع سيشاركون خصوصا أن مقاتلي حماس كانوا في غلاف غزة، فيؤخد العدو الإسرائيلي على حين غرة، ولو تدخل حزب الله حينها والفصائل في سوريا كان من الممكن أن نرى شيئا أكبر وأخطر للاحتلال، الذي كان في حالة صدمة وفوضى".
واستدرك، "إلا أن حزب الله لم يتدخل، وأكد التزامه بقواعد الاشتباك، وهذا يعني عدم فتح جبهة في لبنان، الأمر كذلك في إيران، حيث ذهب خامنئي لفعالية معينة، وتحدث بكلام نمطي معتاد، لكنه أكد أن بلاده ليس لها يد بالهجوم، ردا على الحديث عن تورطها بذلك".
ويرى مكي، "أن تردد حرب الله بدخول الحرب يبدو تماهيا مع ايران التي تلقت اشارات من الولايات المتحدة بعدم التدخل على لسان رئيس الأركان الأمريكي تشارلز براون، وكما يعلم الجميع أن حزب الله يأخذ أوامره مباشرة من طهران". وتابع، " لا يبدو أن حزب الله يخطط للمشاركة لأن اللحظة الحاسمة مضت، فلو كان هناك قرار من المحور بدخول الحرب لتم ذلك من الساعة صفر كي لا يمنح العدو الإسرائيلي فرصة للرد ولا يسمح له حتى بالتقاط أنفاسه أو استجماع قوته، وما حصل هو العكس تماما".
وختم مكي، "أن الحديث عن وحدة الساحات بات محض هراء وأن الدعم الإيراني كان لمصالح طهران السياسية فقط، خاصة أن الثقل في المعركة يتحمله الفلسطينيون لوحدهم".
ويتماشى رأي الأكاديمي العراقي مع تقرير الواشنطن بوست، الذي وقل عن خبراء قولهم، "إن الدلائل تظهر حتى الآن أن حزب الله يرغب في البقاء خارج الصراع، حيث بإمكان إسرائيل أن تلحق أضرارا جسيمة بلبنان، كما أن حزب الله سيخاطر بخسارة مكانته داخل البلاد إذا كان سيدعو إلى هجوم إسرائيلي مدمر".
ونقلت عن مسؤول دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله، "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق بشأن احتمال انضمام حزب الله إلى الصراع، محذرا من أن ذلك سيكون "قرارا خاطئا".
لكن ذلك يمكن أن يتغير بشكل مفاجئ نظرا للأحداث المتسارعة في الأراضي الفلسطينية، مع احتمالية أخرى ترجح تدخل حزب الله بلحظة معينة وفارقة، وهي على الأرجح الاجتياح البري لقطاع غزة.
ماذا لو تدخل حزب الله؟
على الرغم من انطلاق مسيرة المساعي الدولية لإنهاء حرب طوفان الأقصى، إلا أن هناك مخاوف من تمدد هذه المعركة في حال تدخلت أطراف أخرى، وأهمها حزب الله خاصة بعد حدوث قصف محدود بينه وإسرائيل.
وتزداد المخاوف من توسع الحرب في حال تدخل حزب الله، لأن هذا التدخل قد يؤدي لتدخل أمريكي ويتبعه تدخل إيراني وفقا لتوقعات المحللين العسكريين وتهديدات هذه الأطراف لبعضها البعض.
وكان حزب الله قد دخل على خط المعركة في ثاني أيام الحرب، حيث قام باستهداف ثلاثة مواقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتي كان بينها موقع الرادار الإسرائيلي، بالمقابل قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أطلق قذائف مدفعية على المنطقة التي تم الهجوم منها.
وقال الحزب في بيان له: "بعد استشهاد ثلة من الإخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية ‏على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي ‏بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة ‏كتيبة تابعة للواء الغربي".
حرب شاملة مدمرة
وأكد اللواء المتقاعد والمحلل العسكري مأمون أبو نوار، أنه "في حال دخول حزب الله المعركة إلى جانب حركة حماس بكامل قوته الصاروخية سيجر ذلك المنطقة لحرب شاملة تدميرية".
وأوضح أبو نوار أن دخول الحزب للمعركة واستخدامه لصواريخه سيؤدي لتصاعد العملية العسكرية ودخول أطراف أخرى منها إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، خاصة أنه يستطيع إطلاق 5000 صاروخ في اليوم".
وأضاف: "نعم إسرائيل تتملك النووي، لكن بالمقابل صواريخ حزب الله لديها قوة تدميرية هائلة، وبالتالي استخدامه لهذه الصواريخ سيؤدي لتدمير المطارات الإسرائيلية ما يعني إيقاف سلاح الجو الإسرائيلي، كذلك في حال ضرب ميناء حيفا وخاصة مصانع الامونيا سيؤدي ذلك لتدمير المدينة وحدوث تأثير كبير على إسرائيل ككل".
ويرى أبو نوار أن "السيناريو المحتمل حدوثه في حال تدخل حزب الله بقوته الصاروخية، سيكون أولا تدخل أمريكا عبر القيام بضربات عسكرية مشتركة مع إسرائيل لإيران بالطائرات المقاتلة التي ستمر عبر أجواء دول المنطقة، وعندها سيكون الرد الإيراني عبر ضرب دول الخليج والقواعد الأمريكية هناك، وهذا سيشعل حرب شاملة في المنطقة وبالتالي حرقها وحرق أهم منابع الطاقة في العالم". وأوضح أنه "في حال ارادت أمريكا ضرب إيران واستهداف أهداف استراتيجية كالمواقع النووية، لا توجد قذائف تستطيع الوصول لهذه المواقع وتدميرها، حيث لا يوجد طائرة تستطيع حمل قذائف ذات حجم تدميري يسمح بتدمير هذه المواقع النووية".
وتابع: "بمعنى مثلا استخدام طائرة بي52 والتي تستطيع حمل القنبلة "GBU-57A/B MOP" والتي تستطيع اختراق الأرض، يحتاج لأن يتم استخدام 200 طائرة، كذلك يحتاج لوصول أمريكا للسيطرة الجوية الكاملة على الأجواء الإيرانية".
وأوضح أن "الوصول للسيطرة الجوية الكامل على أجواء إيران، يحتاج لوقت قد يصل لمدة شهر كامل، أيضا يحتاج لاستخدام طائرات تزويد الوقود بالجو وحراسة جوية، أيضا ستحتاج واشنطن لتحقيق ذلك توجيه حاملتي طائرات إلى مضيق هرمز إضافة للتي حركتها تجاه إسرائيل".
تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech