بغداد ـ العالم
ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن الولايات المتحدة حذرت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من "عواقب وخيمة" ما لم يتحرك العراق لمنع الهجمات التي تتعرض لها القوات والمنشآت الامريكية على الاراضي العراقية.
وأشار التقرير الأمريكي الى ان تفاقم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس أجبرت بغداد على التحرك بشكل متوازن وهو وضع يزداد صعوبة مع الوقت، مشيرة الى سقوط صاروخ على مبنى السفارة الأمريكية الجمعة الماضي، ما يشكل تصعيدا إضافيا يحاول المسؤولون العراقية احتواءه لمنع تداعيات الحرب في الشرق الاوسط.
وبعدما لفت التقرير الى ان ايران تتمتع بنفوذ كبير في العراق من خلال القوى المدعومة منها والتي أتت بالسوداني الى الحكم، اشار ايضا الى ان بغداد تعتمد بشكل كبير على اعفاءات من العقوبات من جانب واشنطن من اجل ان تتمكن من الحصول على الكهرباء من إيران، مضيفا أن الاحتياطات الأجنبية للعراق مودوعة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ الغزو في العام 2003، ما يمنح الأمريكيين سيطرة كبيرة على حصوله على الدولار.
وذكر التقرير بان أسلاف السوداني ساروا ايضا على خط دقيق بين طهران وواشنطن، الا ان الحرب بين إسرائيل وحماس زادت من حجم المخاطر بدرجة كبيرة.
وبعدما أشار التقرير الى ان القوات الامريكية في العراق وسوريا تعرضت الى 91 هجوما منذ بدأت الحرب بين اسرائيل وحماس، قال إن ميليشيات مدعومة من ايران، تطلق على نفسها "المقاومة الاسلامية في العراق" تقول ان هجماتها هذه هي ردا على دعم الولايات المتحدة لاسرائيل وتستهدف أيضا الوجود العسكري في العراق وسوريا.
وفي حين قال التقرير ان السوداني ندد بالهجمات التي تستهدف القوات الامريكية وامر بملاحقة الميليشيات المسؤولة عنها، أوضح التقرير أن واشنطن أرسلت رسائل بأن صبرها ينفد.
وذكّر التقرير أنه بعد الهجوم على السفارة الامريكية، قال البنتاغون إن وزير الدفاع لويد اوستن "أوضح (للسوداني) بان الهجمات ضد القوات الامريكية يجب ان تتوقف".
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن قال للسوداني ان واشنطن تتوقع من المسؤولين العراقيين اتخاذ اجراءات اضافية لمنع مثل هذه الهجمات، وهي تعتقد أن بإمكانهم القيام بذلك.
كما نقل التقرير عن مسؤول عراقي قوله إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز حذر السوداني خلال زيارته الاخيرة الى المنطقة من "عواقب وخيمة" في حال لم يتحرك العراق لوقف الهجمات.
ووفقا لمسؤولين عراقيين اثنين رفضا الكشف عن هويتهما، قالت الوكالة الأمريكية أن بلينكن خلال اتصال هاتفي مع السوداني في وقت سابق من هذا الشهر، قال ان الامريكيين سيتولون الأمور بأيديهم، بحجة أن بغداد لم تفعل ما يكفي لملاحقة الجناة.
وبعدها بيومين، قال التقرير اوقعت غارة امريكية بالقرب من مدينة كركوك 5 قتلى من المسلحين.
ونقل التقرير عن الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني ريناد منصور قوله إنه يعتقد أن إيران تحاول ضمان أن تظل الهجمات أقل من المستوى الذي قد يثير رد فعل أمريكي كبير، موضحا أن "كلا من إيران والعراق حافظا حتى الآن على خط واضح مفاده أنه في الوقت الحالي، ليس بمقدور العراق ان يتحول الى ملعب يمكن أن يزعزع استقرار حكومة السوداني"، مضيفا ان ذلك مرده جزئيا دور العراق في تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران، حيث ان السوداني يكون أحيانا هو من ينقل الرسائل بين البلدين.
وذكر التقرير في هذا الإطار بزيارة السوداني الى طهران التي جاءت بعد يوم من زيارة بلينكن الى بغداد، مشيرا الى ان السوداني حصل على تعهد واضح من الميليشيات بعدم شن أي هجمات خلال زيارة بلينكن، وهو ما أكده مسؤول عراقي وعضو في ميليشيا كتائب حزب الله.
وبعدها، لفت التقرير الى انه بعد اسبوع من الجهود الدبلوماسية التي بذلها السوداني، مددت الولايات المتحدة الإعفاء من العقوبات المفروضة على العراق لمدة أربعة أشهر لشراء الكهرباء من إيران.
ونقل التقرير عن منصور قوله إن واشنطن استخدمت الإعفاء من العقوبات "كإحدى أوراقها" في الجهود التي تركز على الاقتصاد للضغط على ايران والعراق.
وبعدها، لفت التقرير الى انه بعد اسبوع من الجهود الدبلوماسية التي بذلها السوداني، مددت الولايات المتحدة الإعفاء من العقوبات المفروضة على العراق لمدة أربعة أشهر لشراء الكهرباء من إيران.
ونقل التقرير عن منصور قوله إن واشنطن استخدمت الإعفاء من العقوبات "كإحدى أوراقها" في الجهود التي تركز على الاقتصاد للضغط على ايران والعراق.
وتابع التقرير أنه بخلاف حزب الله اللبناني، الذي ينظر اليه على انه اقوى وكيل لإيران في المنطقة، فإن الميليشيات العراقية لم تقم حتى الآن سوى بدور محدود في الصراع.
ونقل التقرير عن المسؤول في جماعة كتائب حزب الله قوله إنه في الوقت الحالي، لا يوجد سوى عدد محدود من رجال الميليشيات من العراق في الجنوب اللبناني، بالقرب من الحدود الشمالية لاسرائيل، مضيفا ان العراقيين يعملون على "ادارة المعركة" جنبا الى جنب مع حزب الله وممثلي حماس.
وبحسب هذا المسؤول فان الجماعات المدعومة من إيران في العراق لا تريد أن يتمدد الصراع في كافة أنحاء المنطقة، لكنها مستعدة للرد بالقوة على أي هجمات.
ونقل التقرير أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد اياد العنبر قوله، إنه في حال اختارت إيران وحلفاؤها التصعيد، فمن المرجح أن حكومة السوداني لن تتمكن من كبح جماحهم أو منع حدوث تداعيات على الأراضي العراقية، موضحا انه "لهذا السبب كل ما استطاع السوداني القيام به هو محاولة تحقيق بعض الهدوء من خلال التصريحات".