وثائق البنتاغون المسربة: «إسرائيل» طلبت دعما أمريكيا لضرب أهداف إيرانية بسوريا
16-نيسان-2023
بغداد ـ العالم
نشر موقع "ذي انترسيبت" تقريرا، أشار فيه إلى أن من بين الوثائق المسربة من البنتاغون، جهود إسرائيلية لدفع الولايات المتحدة المشاركة في عمليات تستهدف المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط.
وتكشف الوثائق عن حساسية الوضع الجيوسياسي وكيفية انتقال التوتر الروسي - الإسرائيلي من سياق الحرب في أوكرانيا.
وتم تبادل مجموعة الوثائق على منصة لألعاب الفيديو، حيث اعتقل عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) يوم الخميس، شخصا عمره 21 عاما اسمه جاك تيكسيرا يعمل في القاعدة الجوية للحرس الوطني.
ففي إحاطة تعود إلى 28 شباط/ فبراير موسومة بـ "سري للغاية" وتم تحضيرها لوكالة الاستخبارات العسكرية، تحدثت عن أربعة سيناريوهات تقوم فيها إسرائيل بتزويد أسلحة فتاكة لأوكرانيا، التي رفضت القيام به بسبب علاقاتها مع روسيا.
وفي واحد من السيناريوهات المعقولة، "تواصل روسيا السماح للإيرانيين نقل الأسلحة التقليدية المتقدمة إلى سوريا، بشكل يدفع إسرائيل الطلب من الولايات المتحدة دعما أوسع لكي تواجه النشاطات الإيرانية، مقابل دعم أوكرانيا بالأسلحة".
وتتهم "إسرائيل" إيران بنقل أسلحة إلى سوريا لاستخدامها في نزاعات مستقبلية ضدها. وتقدم الوثيقة أرضية لهذا السيناريو الذي يشير إلى الظروف التي قد تعبد الطريق أمامه "تبنى القادة العسكريون الإسرائيليون نهج المخاطرة في مواجهة إيران، بما في ذلك عمليات إسرائيلية- أمريكية ثنائية".
ونظمت أمريكا و"إسرائيل" في كانون الثاني/ يناير أضخم مناورات عسكرية في التاريخ، وضمت محاكاة لغارات ضد أهداف نووية إيرانية.
وتحدثت الوثيقة عن سيناريو آخر، تتكبد فيه روسيا خسائر فادحة بسبب غارات إسرائيلية على سوريا، وتقوم باستهداف المقاتلات الإسرائيلية بمساعدة من إيران.
وتكشف الوثيقة عن "مطالب منتظمة" من إسرائيل للولايات المتحدة، دعمها جويا في الغارات ضد أهداف إيرانية في سوريا.
وتقدم نفس الوثيقة قائمة من الأسلحة الإسرائيلية التي يمكن نقلها إلى أوكرانيا، بناء على فكرة "اخدمني أخدمك"؛ التي تدفع بها الولايات المتحدة مثل صواريخ أرض- جو إسرائيلية الصنع وأنظمة مضادة للدبابات، وهي أنظمة يمكن أن تنقل من إسرائيل "تحت ضغط أمريكي وتدهور في علاقاتها مع روسيا". ورفض مجلس الأمن القومي التعليق على السيناريوهات المتعلقة بإسرائيل.
وتقدم وثائق صورة عن جهود التجسس الأمريكية على إيران، وبخاصة بعد خروج دونالد ترامب من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015.
وتكشف وثيقة مبنية على "استخبارات إشارة" وتحليل للصورة، أن "الحرس الثوري خطط لإطلاق صاروخ مزود بقمر اصطناعي باسم نهيد-1 في بداية آذار/مارس".
وفي تقرير آخر تحدث عن حوار بين مسؤولين إيرانيين، أحدهما المتحدث باسم البرنامج النووي الإيراني واسمه بهروز كمالفندي، والثاني هو نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، حيث تناقشا حول كيفية التعامل مع زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إلى طهران في آذار/ مارس.
وأشارت الوثيقة لقول كمالفندي؛ إن غروسي جاهز "لنزع فتيل الوضع" المتعلق بتقرير الوكالة المقبل حول نشاطات إيران النووية.
وكلف جمشيدي كمالفندي، بنقل الموقف الإيراني إلى الإعلام، و"الحد من أي أثر سلبي بسبب تقرير الوكالة". ونشر التقرير في نهاية آذار/ مارس، ووجد أن مفتشي الوكالة عثروا على عناصر يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7 بالمئة في موقع نووي إيراني. والنسبة المطلوبة لصناعة القنبلة هي 90 بالمئة، مع أن التقرير تحدث عن أن النسبة التي عثر عليها في مفاعل فوردو، ربما كانت عرضية ونتيجة للتقلب، ولا تقترح أي خطط لتصنيع الأسلحة.
وحاولت إدارة جو بايدن إحياء الاتفاقية التي خرج منها ترامب بتأثير من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ظل يعارضها لسنوات. وقامت إسرائيل بحملتها الخاصة ضد المصالح الإيرانية في سوريا، وضمن ما أطلق عليه المسؤولون الإسرائيليون "عقيدة الأخطبوط"، والتعامل مع المناطق الإيرانية كهدف للغارات والاغتيالات.
وأدت القرارات التي تغطي إدارة كل من ترامب وبايدن دورا في تعبيد الطريق أمام النزاع مع إيران، ففي 16 كانون الثاني/ يناير 2021 وقبل أيام من تنصيب بايدن أمر ترامب بنقل "إسرائيل" من القيادة الأمريكية الأوروبية إلى القيادة المركزية في الشرق الأوسط بشكل سهل التعاون ضد إيران. ولم يلغ بايدن هذا القرار.
وأعد البنتاغون خططا طارئة لضرب إيران في عام 2019، لكن أمريكا لا تعتقد أن إيران قررت تسليح طاقتها النووية، حسب مراجعة الوضع النووي العام الماضي. وقال مدير "سي آي إيه" ويليام بيرنز هذه النقطة في مقابلة مع شبكة "سي بي أس"، أجريت معه في شباط/ فبراير: "لا نعتقد أن المرشد الأعلى في إيران قرر استئناف التسليح. الذي نعتقد أنهم علقوه في نهاية 2003". إلا أن غياب الثقة بين الطرفين قاد إلى مناقشات عامة وخاصة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، بل وتغيير النظام.
وحاولت "إسرائيل" الحفاظ على اتصالاتها مع روسيا مفتوحة في سوريا، حيث استمرت في غاراتها هناك ورحبت بالوجود الروسي في سوريا كحاجز ضد التأثير الإيراني.
وبات الترتيب عرضة للضغوط بسبب التقارب الروسي- الإيراني. وزاد القلق الإسرائيلي من التأثير الإيراني بالمنطقة من درجة التوتر وشهية المواجهة العسكرية، وبخاصة بعد انهيار المحادثات الدبلوماسية لإحياء الملف النووي.
وفي مناسبة بالقدس في شهر شباط/ فبراير، بدا السفير الأمريكي في "إسرائيل" توم نايدز، وكأنه يمنح تل أبيب ضوءا أخضر عن دعم أمريكا لها ضد إيران، قائلا: "يمكن لإسرائيل ويجب أن تعمل ما تحتاجه للتعامل مع إيران.. ونحن نحمي ظهورهم".