وزير الخارجية الى واشنطن قريبا لترتيب زيارة السوداني واستعدادات إطارية لـ«المصالحة» مع البيت الابيض
24-كانون الثاني-2023
بغداد ـ سلام جهاد
كشف أعلن وزير الخارجية عن قرب قيام رئيس مجلس الوزراء بزيارة إلى واشنطن، لكن مصادر مقربة من صناعة القرار الحكومي، تطرح معوقات قد تعرقلها إجراءها في وقت مناسب.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، قبل يومين، أن السوداني سيزور واشنطن لبحث عدة ملفات بينها أزمة الدولار والوجود العسكري الأميركي في بلاده.
وأضاف، أن "السوداني على تواصل مع الولايات المتحدة من أجل إعادة رفع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار"، منوهاً إلى أنه "سيزور واشنطن قريبا للتمهيد لزيارة رئيس الحكومة لها". ويعتزم حسين نفسه زيارة واشنطن قريباً لترتيب إجراءات زيارة السوداني إلى واشنطن والاجتماع مع الرئيس جو بايدن.
وكان السوداني قد أعلن خلال زيارته إلى ألمانيا منتصف الشهر الحالي، إنه يعتزم إرسال وفد رفيع إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين، فيما دافع عن وجود قوات أميركية في بلاده ولم يحدد جدولاً زمنياً لانسحابها.
وأشار إلى أن "الحاجة إلى القوات الأجنبية (تقودها القوات الأميركية) لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى مزيد من الوقت"، موضحاً أن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة الإرهاب لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير.
وسبق لمنسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك مبعوثاً من الرئيس الأميركي جوزيف بايدن قد بحث في بغداد في 16 من الشهر الحالي مع السوداني تعزيز علاقات بلديهما.
وأكد السوداني خلال الاجتماع قدرة القوات الأمنية لبلاده على مواجهة الإرهاب وتثبيت الاستقرار المتحقق، فيما أكد المسؤول الأميركي استمرار بلاده في تقديم المشورة للقوات العراقية في قتالها ضد داعش، مجدداً التزام الإدارة الأميركية باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008.
ورحّب المبعوث الأميركي بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية العراقي إلى واشنطن لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين.
ويوم أمس، كشفت مصادر مطلعة عن معوقات تقف في طريق زيارته الى واشنطن بسبب مشاركة وزراء وقادة من أحزاب سياسية لديها أجنحة مسلحة "مقاومة" للوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
وقالت المصادر، إنّ غالبية قوى الإطار ترى هناك أهمية في زيارة رئيس الحكومة لواشنطن.
وبدأت قوى الإطار تتراجع تدريجياً عن التصعيد الذي كانت تمارسه خلال فترة حكومة مصطفى الكاظمي السابقة حول الوجود الأميركي بعد أن ظلت طول العامين الأخيرين تهاجم الكاظمي متهمة إياه بإخفاء معلومات عن الوجود الأميركي ومهماته برغم انه اتفق خلال زيارتين الى واشنطن مع الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي بايدن على تقليص عديد القوات الأميركية في العراق (والذي تم فعلاً أواخر عام 2021) إلى حوالي ألفي عنصر غير مقاتل بعد أن كان يبلغ أكثر من 5 آلاف عسكري.
وقال نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، "لا توجد في العراق حالياً أية قوات عسكرية أجنبية بآليات مدرعة وتجهيزات مقاتلة"، مضيفاً أن "وجود القوات الاستشارية والتدريبية الأجنبية التي تفيد العراق هو أمر متفق عليه". وكان قد تسرب أثناء تشكيل الحكومة أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2022 أن السوداني اختار وزراء المالية والكهرباء والصحة بينما تقاسمت الأحزاب الوزارات الـ 20 المتبقية.
وسبق أن أمهل رئيس الحكومة قبل نهاية العام الماضي الوزراء وباقي المسؤولين فترات من 3 الى 6 أشهر لتقييم أدائهم.
ويحاول التحالف الشيعي حاليًا إقناع الولايات المتحدة بتخفيف الضغط على المصارف العراقية ونحها حرية في تداول الدولار حيث تفرض واشنطن قيوداً صارمة منذ أكثر من شهر على التحويلات الخارجية للعملة الصعبة حيث يقدر تهريب بين 100 الى 250 مليون دولار أسبوعياً أغلبها تذهب الى إيران ثم الى سوريا وتركيا.