بغداد ـ العالم
استقبل رئيس تحرير صحيفة "العالم" مهدي محمد رضا، امس الأحد، في مقر الجريدة، وزير السفارة اليابانية في العراق السيد كينجي يوكوتا، تعزيزا للتعاون المشترك في إطاره الثقافي والصحافي، وحرية التعبير عن الرأي.
واستهل رئيس التحرير اللقاء بالحديث عن الأوضاع العامة التي تشهدها المنطقة، وانعكاساتها على الحالة العراقية من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.
وقال، ان الحكومة بقيادة السيد السوداني أمام فرصة تاريخية في توحيد الصف الوطني، كونها تحظى بتوافق سياسي من أطراف المعادلة الثلاث (الشيعية والسنية والكردية)، وبالتالي فان بإمكانها ترميم الاقتصاد وتخليصه من الريعية، وكذلك تأميم السلاح المنفلت، وتقويض المناكفات السياسية، مردفا ان الحكومة طالها بعض الضرر نتيجة قصة شبكة التجسس التي اكتشفت داخل مكتب رئيس الوزراء، الأمر الذي جعل زعامات الإطار التنسيقي تفكر في إبعاد رئيس الحكومة عن حلم الولاية الثانية.
وخمّن رئيس التحرير، أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من الصراعات السياسية التي تشتد كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، مبينا ان تنصيب المشهداني رئيسا لمجلس النواب، يكشف ملامح تحالف سياسي جديد، يجمع المالكي ومسعود والحلبوسي، والقوى المرتبطة بهم. لكن التكهن بأشياء محددة من الان قد لا تبدو واقعية، لن السيد الصدر لم يحدد موقفه حتى الان من العودة للساحة السياسية او لا. إذ أن هذا القرار يبعثر جميع الاوراق السياسية التي تحاول قوى ائتلاف الدولة ترتيبها في ظل عزلته.
وعرج السيد مهدي على المشهد الثقافي في العراق، مستعرضا التحديات التي واجهت وتواجه هذا القطاع منذ سنوات طويلة، مشيرا الى أن السفارة اليابانية ليست لديها إسهامات واضحة وملموسة على المستوى الثقافي والصحافي في العراق، الامر الذي أكده سعادة السفير.
وقارب رضا في أثناء الحديث بين التجربتين اليابانية والألمانية بعد الحرب العالمية الثانية وبين الحالة العراقية، مردفا ان النظام الديمقراطي الذي تم استيراده لصالح العراقيين، قدم أنموذجا سيّئا، لم تجد النخب السياسية طريقا مناسبا لتطبيقه في العراق، يمكن أن تضمن حقوق أبناء هذا البلد.
بدوره، أبدى وزير سفارة اليابان في العراق السيد كينجي يوكوتا (مواليد ١٩٦٤. خريج كلية الآداب_ الجامعة المسيحية الدولية)، شكره وتقديره لحسن الاستقبال والضيافة، مؤكدا أن الشعب الياباني يكنُّ احتراما عميقا للعراق وتاريخه العريق.
وأكد السيد كينجي، الذي تنقل منذ العام ١٩٨٧ وحتى الآن في السلك الدبلوماسي الياباني بين دول الشرق الأوسط وافريقيا، أنه يتابع صحيفة "العالم"، وتوجهاتها المستقلة، مثنيا على المجهود الصحفي اليومي الذي يبذله العاملون فيها.
وذكر، أن المشاريع الإعلامية المستقلة في العراق تواجه الكثير من التحديات وهي تحاول مواصلة الانتظام في الصدور اليومي، وملازمة الكلمة الحرة والحيادية والمهنية في العمل.
ونوّه سعادة السفير بأهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الثقافي والتكنولوجي، مشيرا إلى ان الحكومة اليابانية قدمت الكثير من المساعدات للجانب العراقي في مشاريع الإعمار والبناء، كما قدمت دعما لجمعية الهلال الأحمر ومنظمات اللاجئين، عبر الأمم المتحدة، لمساعدة العراقيين النازحين وغيرهم.
وأشار إلى أن رؤوس الأموال اليابانية تتخوف من الوضع الأمني في العراق، مردفا لكننا نفكر الان في الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا البلد.
وقال، إننا نستعد لافتتاح مصفاة نفط مهمة في محافظة البصرة، والتي بدأ فيها العمل قبل خمس سنوات، ونعتزم افتتاحها العام المقبل، وذلك لإنتاج البنزين، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للعراق.
وأضاف، ان هناك استثمارات في قطاعات خاصة، مثلا شركة تويوتا التي لديها استثمارات في أربيل (مركز اقليم كردستان).
وفي ختام حديثه، وجّه سعادة السفير دعوة الى السيد رئيس التحرير لزيارة مقر السفارة اليابانية في العراق من اجل تمتين جسور العلاقات العراقية ـ اليابانية، وتعزيز التواصل بين الجانبين، بما يعزز مصالح الشعبين الصديقين.