وفد عراقي الى أنقرة لبحث استئناف تصدير نفط كردستان عبر جيهان
19-حزيران-2023
بغدد ـ ياسر الربيعي
يعتزم رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ووزير النفط حيان عبد الغني، التوجه الى أنقرة اليوم الثلاثاء، لبحث استئناف تصدير نفط الإقليم، وإيجاد طريقة للتصدير مجددا عبر ميناء جيهان التركي، في ظل الخسائر الكبيرة التي تعرض لها العراق، جراء وقف التصدير منذ شهر آذار الماضي.
كما ترغب أنقرة في التفاوض حول الأضرار التي سببتها لها الدعوى العراقية في باريس والحديث عن مصير قضايا التحكيم المفتوحة الأخرى بين الطرفين.
وقالت مصادر مطلعة لمراسل "العالم"، ان وفدا عراقيا برئاسة مسرور بارزاني يرافقه وزير النفط في الحكومة الاتحادية حيان عبد الغني، ووزير الثروات الطبيعية في كردستان كمال آشتي، سيزور تركيا من اجل الاتفاق مع الاتراك على استئناف تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان.
وصباح أمس الاثنين، عقد اجتماع بين وفد تركي مع الجهات المختصة في بغداد.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد لمراسل "العالم"، ان "اجتماعاً بشان استئناف ضخ النفط من ميناء جيهان التركي عُقد أمس"، بين وفد تقني من وزارة الطاقة التركية، وبين مسؤولين عراقيين في وزارة النفط.
وفي وقت لاحق من يوم امس، كشفت وكالة "رويترز"، عن تفاصيل الاجتماع.
ونقلت الوكالة، عن مسؤولين عراقيين، قولهم إن "الاجتماع شهد مناقشة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي".
وأضاف المسؤولان، أنه "بعد هذا الاجتماع، ما يزال هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات من أجل استئناف صادرات النفط".
وأشارا إلى أن "هناك مناقشات في جميع الجوانب التقنية المتعلقة بإعادة تشغيل صادرات النفط، وأن قرارا باستئناف التدفقات لن يحدث اليوم، من دون عقد المزيد من الاجتماعات".
من جانبه، ذكر مسؤول نفطي آخر لـ"رويترز"، أن "تركيا تريد التفاوض على حجم الأضرار التي أمُرت بدفعها في حكم التحكيم وتسعى أيضا إلى توضيح قضايا التحكيم المفتوحة الأخرى".
وأوقفت تركيا تصدير 450 ألف برميل يومياً من إقليم كوردستان عبر خط الأنابيب العراقي - التركي في 25 آذار/ مارس 2023، بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية في باريس، حكمها لصالح بغداد في قضية تحكيم.
ويصدّر العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، نحو 85% من نفطه الخام عبر موانئ في جنوب البلاد، لكن الطريق الشمالي عبر تركيا ما يزال يمثل نحو 0.5% من إمدادات النفط العالمية.
ومطلع شهر حزيران/ يونيو الجاري، أكد وزير النفط، حيان عبد الغني، أن العراق ما زال يخوض مفاوضات مع الجانب التركي، لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، عبر ميناء جيهان.
وكان خط الأنابيب ينقل أيضا نحو 75 ألف برميل يوميا من الخام الاتحادي من حقول كركوك النفطية العراقية.
ووافقت بغداد على ميزانية عام 2023 والتي سيحصل إقليم كردستان بموجبها على 12.67 بالمئة من المخصصات البالغة 198.9 تريليون دينار (153 مليار دولار).
لكن الإقليم سيتعين عليه تسليم نفطه إلى شركة سومو من أجل الحصول على مخصصاته، بينما توقف خط الأنابيب عن إنتاج النفط تقريبا.
وتعتمد حكومة إقليم كردستان على التحويلات المالية القادمة من بغداد والتي وصلت حتى الآن إلى نحو 1.6 تريليون دينار عراقي (1.22 مليار دولار)، حسبما أفاد أربعة مسؤولين في الحكومة الاتحادية.
وجاء في رسالة مؤرخة في 15 حزيران اطلعت عليها رويترز أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي طلبوا من وزير الخارجية أنتوني بلينكن مواصلة الضغط على تركيا والعراق لاستئناف صادرات النفط.
وذكرت الرسالة أن توقف خط الأنابيب يحرم إقليم كردستان من أكثر من 80 بالمئة من عائداته، مما يثير مخاوف حيال الاستقرار الاقتصادي للإقليم وخطر حدوث "أزمة إنسانية كبيرة".
وجاء في الرسالة التي وقعها مايكل والتز ودون بيكون وسيث مولتون "في ظل تعرض الإمدادات العالمية من النفط والغاز للتهديد المستمر بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، تتزايد أهمية التناغم داخل قطاع النفط العراقي أكثر من أي وقت مضى".