وكر الشياطين
16-تشرين الثاني-2023

صباح الأنباري
الصامتون: الشيطان: هيئة يشخصها الممثل بالتلاؤم مع رؤيا المخرج/ مجموعة الشياطين الصغار وهم على هيئة الشيطان الأكبر/ شخص عبوس، يتوّج من قبل الشيطان الأكبر/الخادم وهو من الشياطين الصغار/ ابن العبوس شاب في مقتبل العمر/ ثلاثة رجال: الأول والثاني والثالث/ عدد من المريدين/ رجل الشكوى.
المنظر: مكان معتم، مساحات شبه خالية، وسينوغرافيا تعكس غموضاً مقصوداً يوحي بالرهبة والخوف والتوجس. خزانة نقود عملاقة تتوسط خشبة المسرح وضِعَ فوقها تاج أسود مرصع بأحجار كريمة. شاشتا تلفاز كبيرتان كل منهما على جانب من جانبي المسرح. تنفتح الستارة ببطء، ويظلّ المنظر ماثلاً لحظات قبل بدء الحدث.
المصمت الأول:
يدخل الشيطان بغنج - متهاد، مثل امرأة، مع الموسيقى- من أعلى يمين المسرح قاطعاً المسافة الأفقية الى أعلى يسار المسرح سيراً هو أشبه بالطيران، أو لنقل انه يسير من دون أن تلامس قدميه الأرض. يخرج الى ما وراء الكواليس ثم يدخل من منطقة وسط المسرح متجهاً الى الكواليس أيضاً. يختفي وراءها ثم يدخل من منطقة أسفل المسرح لكنه يتجه هذه المرة نحو جمهور النظارة، وبتحريك جناحه الأيمن يلتف متجها الى أعماق الخشبة ساحباً معه أو راغباً في جر كل المتفرجين تحت (أبطه) جناحه الكبير. يختفي بطريقة سحرية، أو يتبوأ مكاناً مرتفعاً غير منظور في فضاء المسرح. يفرد جناحيه ويهزهما فتخرج مجموعة الشياطين الأصغر حجماً من تحت جناحيه بينما يظلّ هو على وقفته بلا حراك. يبدأ صوت الموسيقى بالارتفاع تدريجياً. يرقص الشياطين الصغار رقصة طقوسية حيث يدورون فيها عدة دورات حول الخزانة الكبيرة. ينسحبون بخفة ورشاقة مفرطة الى ما وراء الكواليس. يرفع الشيطان جناحه الأيسر الى الأعلى ويضم جناحه الأيمن الى صدره. يختفي بطريقة غامضة فيظهر على شاشتي التلفاز فيلماً وثائقياً نرى فيه أنواعاً عديدة من المقذوفات الحارقة الخارقة تنهال على الأرض ونسمع في الوقت نفسه أزيزها وهدير طائرات مقاتلة قاصفة مرعبة (يمكن للمخرج استخدام فيلم الضربة الأمريكية الرهيبة لمدينة بغداد، أو قصف مدينة غزة على سبيل المثال لا الحصر) خلال العملية نسمع أصوات المصابين والقتلى وكل ما يبعث الرعب والشفقة في نفوس المشاهدين. ينتهي القصف تدريجياً ويعم سكون ما بعد القصف. تدخل مجموعة الشياطين الصغار ومعهم شخص عبوس يصنع بعضهم من أجسادهم مقعداً له، ويقوم بعضهم الآخر باقتياد الشخص العبوس ليجلسه على ذلك المقعد. يجلس الشخص العبوس غير مصدق على كرسي الشياطين (الإضاءة مركزة عليه بدائرة صغيرة من السبوت لايت) يهبط الشيطان الأكبر من مكانه الى الأرض. تنفرط من حوله دائرة الشياطين الصغار مفسحة المكان له بخشوع وقداسة. يهم الشخص العبوس بالنهوض احتراماً وتقديساً للشيطان الأكبر. يشير له الشيطان بالبقاء جالسا كما هو. يتحرك الشيطان نحو الخزانة. يرفع من عليها التاج الأسود. يستدير نحو جمهور النظارة يرفع التاج الى الأعلى بطريقة شبه كهنوتية مصحوبة بما يتلاءم معها من الموسيقى. يرتجف العبوس خوفاً، مما سيفعله الشيطان الأكبر، وبحركة انسيابية شبه راقصة يضع التاج على رأس الشخص العبوس. ينحني الشياطين إجلالا لصاحب الجلالة. يتلمس العبوس التاج خائفاً، ولكنه سرعان ما يشعر بالاطمئنان فتهدأ روحه وتتفتح أساريره على الرغم من ملازمة العبوس له. يتوارى الشيطان عن الوجود مختفياً في فضاء المكان. تتقدم مجموعة الشياطين الصغار مبتهجة بالشخص العبوس. ترقص فرحاً به وابتهاجاً بتنصيبه ملكاً، أو زعيماً، أو رئيساً، أو شيخاً.. الخ. يسجدون له بخشوع. يقوم اثنان منهم باقتياده الى مكان ما خارج الكواليس. يتبعهم البقية كما لو كانوا في زفة عرس بهيج. يخفت صوت الموسيقى تدريجياً وتدريجياً تطفأ الأضواء.
المصمت الثاني:
تفتح الأضواء على موجودات المسرح كلّها. يدخل الشيطان (العبوس) متجهاً الى كرسي أعد لمعاليه (نقشت على حافاتي الكرسي بعض الأشكال الغريبة والرهيبة، وعلى مسنده نقش بارز لنجمة داوود) يجلس عليه غير مصدق ما يرى. يحرك رأسه (بانورامياً) وهو يتفحص كلّ شيء من حوله بارتياب. ينهض يدقق النظر الى الخزانة. يلمس ثقب مفتاحها. يفكر. ينظر الى جرارة في مكتبه. يفتحها. يجد مفتاحاً يلتقطه وبفرح غامر يضعه في قلب الثقب. يديره فتنفتح الخزانة على كنز من الذهب وكمية طائلة من الأموال المرصوفة فيها. يعود إليها وهو لا يزال غير قادر على إخفاء انبهاره بموجودات الخزانة من المال والذهب. يمد يده لأخذ بعضها. يفز بطريقة مضحكة عندما يسمع وقع أقدام قادمة من خارج الكواليس. يتصرف كما لو كان لصاً ضبط بالجرم المشهود. يدخل أحد الشياطين الصغار. ينحني له بإجلال. يقترب منه. يشير للعبوس أن ينحني ليهمس في أذنه. ينحني فعلاً وهو يصغي بعمق لما يقال له ربما نقلاً عن الشيطان الأكبر. ينسحب الشيطان الأصغر بعد انحناءة متكلفة. يلتقط الشيطان العبوس رزماً من النقود. يملأ جيوبه ويضع ما تبقى تحت ملابسه وهو يقوم بحركات لصوصية بلهاء. يغلق بوابة الخزانة بحرص شديد، ويعيد مفتاحها الى درج المكتب. يضغط على الجرس وينتظر. يسرح بأفكاره. ومع ضربة صنج قوية يفزّ بطريقة مضحكة. ينحني له الشخص القادم من وراء الكواليس (الخادم) أو يهبط على الأرض على نحو مفاجئ، يأمره بالخروج. ينحني له بإجلال ويخرج. يفتح الخزانة ويمد يده لالتقاط رزمة أخرى من النقود. يدخل الخادم على نحو مفاجئ أيضاً فيفز الشخص العبوس ولا يكاد يسيطر على غضبه. يعتذر له الشيطان الصغير بطريقة مضحكة محاولاً تهدئته وهو يقدم له صندوقاً صغيراً. يضعه على منضدة المكتب ويظلّ على وقفته جامداً وموهماً الزعيم انه لا يرى أي شيء. يستمر العبوس بوضع رزم النقود في الصندوق الصغير. الخادم يسترق النظر بين فينة وأخرى ويرجع الى وضعه كلما التفت العبوس إليه. يمتلئ الصندوق حتى آخره برزم النقود. ينظر الى الخادم. ينحني الأخير له ويخرج بالهرولة. يستمر الرجل بالنظر الى محتويات الخزانة بانبهار. تبرق أمامه وحدات من الذهب الخالص الممهور. يمد يده لالتقاط واحدة منها. يمعن النظر إليها. يقبلها وفي اللحظة ذاتها يدخل الخادم بشكل مفاجئ فيفزّ العبوس مرة أخرى. يضع الخادم الصندوق على منضدة المكتب. ويتراجع للوقوف على نفس المكان الذي كان واقفاً عليه قبل قليل. يغضب العبوس، ولكن أقل من المرة السابقة فيكتفي بإلقاء نظرة تأنيبية على الخادم. الخادم يقوم بحركة اعتذار بلهاء مع انحناءة تبجيل لسيده. يبدأ العبوس بملء الصندوق الجديد بالنقود والذهب حتى يمتلئ تماما، يغلقه، يرمق الخادم بنظرة يفهما فيسرع خارجاً من المكان يدخل بالطريقة نفسها ومعه صندوق ثالث أكبر حجماً من الصندوقين السابقين، وبالطريقة نفسها يملأه العبوس برزم النقود وسبائك الذهب. يعيد النظر الى الخادم لكن الخادم لا يخرج. يتقدم من سيده بدلا من تحركه الى الخارج. يوضح بحركة من يديه أن كل شيء موجود في هذا المكان تعود ملكيته لصاحب المعالي. ينحني تبجيلاً وينسحب الى مكانه السابق. يضع العبوس الصناديق الثلاثة فوق بعضها. يلتقط المطرقة ويضرب بها المنضدة بقوة فيفز الخادم الذي كان شارد الذهن، يشير له بأصابعه الى عدد محدد. ينحني الخادم ويخرج على الفور. يجلس العبوس على كرسيه الفخم باستكبار. يتناول ورقة وقلماً. يكتب بعض ما يدور في ذهنه على الورقة، وإذ ينتهي يدخل الخادم وينحني لسيده. العبوس يقف غاضباً عندما يرى الخادم لوحده. يتناول المطرقة ويهم بضرب الخادم لكن الخادم يتلافى الضربة ويشير لسيده الى خارج الكواليس. يهدأ العبوس ويشير على الخادم إدخالهم. يخرج الخادم ويدخل بعض الرجال. ينحنون للعبوس وينتظرون أوامره. يضرب على المنضدة بمطرقته فيدخل الخادم ومعه فَرْشَة كبيرة. يفرشها على الأرض. يرى الرجال عليها عدداً من المربعات الشبيهة بمربعات الشطرنج. يأمر أحدهم بالوقوف على المربع الذي يشير إليه العبوس فيفعل. يحمل العبوس أحد الصناديق (الصندوق الأكبر) ويمنحه لصاحب المربع وفي الوقت نفسه يتدلى من فضاء المسرح خيط أو عدد من الخيوط يشكله(ها) العبوس على جسم الرجل. يتخذ الرجل هيئة دمية يتم التحكم بحركتها من الأعلى. يشير العبوس الى الرجل الثاني والى رقعته فيقف الرجل على الرقعة المحددة له برضا تام. يسلمه العبوس الصندوق الأصغر. يربط جسده بالخيط المتدلي من فضاء المسرح فيتحول بمحض إرادته الى دمية تحرك بالخيط، وهكذا يفعل مع الرجل الثالث أو أي رجل آخر إن وجد وفقا لرؤيا مخرج المسرحية. يذهب العبوس للجلوس على كرسيه. وبإشارة منه يأمر الثلاثة بالخروج. يخرجون الواحد تلو الآخر بعد أداء التحية بالانحناء تبجيلاً لسيدهم. ومع خروجهم تطفأ الأضواء تدريجياً.
المصمت الثالث:
تفتح الأضواء فنرى العبوس مجتمعاً بالرجال الثلاثة زائداً بعض المريدين والكل داخل حزمة ضوء دائرية. يتحرك هنا وهناك وهو منهمك بشرح خطته. يتحرك نحو خريطة، غير محددة بحدود، علقت على صدر الخزانة. يلتقط من على مكتبه عصاً يشير بوساطتها الى نقطة ما على تلك الخريطة مؤكداً على تلك النقطة بتحريك العصا حولها بشكل دائري، وإيقاف حركتها عند مركز تلك الدائرة. يلتفت إليهم فيقفون جميعاً. يتقدمون نحوه واحداً تلو الآخر. يسلّمهم بنادق آلية وضعت فوق الخزانة قبل بدءْ هذا المصمت، ومع كل بندقية رزمة من النقود. يختار اثنين منهم للبقاء الى جانبه كحراس شخصيين، بينما يخرج الآخرون على التوالي. يجلس العبوس على كرسيه أو بالأحرى عرشه المنمق بالنقوش الغريبة. يدخل ابن العبوس وهو على شاكلة أبيه. يحتضن الأب ابنه بحرارة. يعرب الابن عن حاجته للنقود. يفتح الأب الخزانة ويعطيه رزمة من النقود. يضعها الابن في كيس من الخيش (گونية) يشير العبوس لحارسيه أن يديرا وجهيهما الى الخلف فيفعلان. يمد الابن يده ثانية لأبيه. يعطيه الأب رزمة أخرى وأخرى وأخرى حتى يمتلأ الكيس برزم النقود. يحكم الابن إغلاق الكيس ويمد يده ثانية لأبيه يعطيه الأب رزمة إضافية. يضعها الابن في جيب سترته الأيمن ثم يمد يده مرة أخرى فيعطيه الأب رزمة إضافية أخرى. يضعها في جيب سترته الأيسر. يغلق الأب الخزانة ويلتفت لابنه فيراه وقد مد يده لأبيه. يشير له الأب بالاكتفاء ويقدم يده مقلوبة لابنه. يقبلها الابن بدهاء ويهم بالخروج. يجلس الأب العبوس على عرشه. وبضربة على منضدته يستدير الحارسان ويظلان على وقفتهما جوار سيدهما العبوس. يفتح العبوس جرارة مكتبه الثانية من اليمين يخرج منها ميزان العدل. يضعه فوق الخزانة. يعطي الإشارة بدخول أحدهم يدخل رجل بسيط جيوب سرواله الفارغة تهدلت خارج مكانها. يبدو عليه الحزن ويحمل بيده ورقة بإشارة من العبوس يضعها على المنضدة. ينأى العبوس بجانبه ويشير عليه الابتعاد عن المنضدة فيبتعد الرجل منكسراً. يقرأ العبوس ما في الورقة ضجراً. يدعكها ويرميها على الأرض. يلتقطها أحد الحراس ويرميها في سلة المهملات. يشير الحارس الثاني للرجل بالخروج، وإذ يحاول الرجل الكلام يوجه فوهة رشاشه نحو فينصاع الرجل موليا دبره الى خارج المكان (يمكن للمخرج تكرار هذا المشهد مع رجال آخرين) يشير العبوس للحارس إغلاق باب المراجعات. ينهض العبوس يأخذ الميزان ويحفظه داخل درج المكتب. يعاود الجلوس فتنفتح الشاشتان على أخبار جديدة. أفراد مسلحون يقتحمون مكاناً محصناً مستخدمين أسلحة خفيفة.. يتحركون برشاقة وقوة. يستسلم لهم بعض الجنود رافعين أيديهم الى الأعلى. يقيدونهم ويسوقونهم الى جهة مجهولة ثم يدخلون معهم داخل نفق حفر داخل الأرض. يغطون فتحة النفق فتطفأ الأضواء.
المصمت الرابع:
يفتح الضوء على العبوس الذي راح يتحرك بقلق مبين هنا وهناك. يضرب يداً بيدٍ فيفز الحارسان. يدفعهما الى خارج المكان بانفعال وارتباك. يمسك أحدهما من ياقته ويسحبه الى الوراء. يأمره بالوقوف في محله كحارس. يقف الحارس متنكبا السلاح. يأمره بالوقوف بحالة استعداد للرمي ويوجه فوهة سلاحه نحو المدخل الرئيس. على شاشتي التلفاز نشاهد معركة ضارية يهرب منها عدد من جنود العبوس وشياطينه فيقف مضطرباً. يسحب مسدسه الشخصي ويصوب نحو حارسه. يطلق النار عليه فيرديه قتيلاً. يضع فوهة المسدس على صدغه وقبل أن يطلق النار على نفسه يهبط الشيطان الأكبر على أرضية المكتب فيجمد العبوس في محله. يلمس الشيطان الأكبر المسدس بلطف، وينزله الى الأسفل ويضعه على منضدة المكتب. يقود العبوسَ الى كرسيه. يجلسه عليه. يدلك أكتافه بلمسات رقيقة وعضلات يديه بلمسات أرق فتهدأ روحه المضطربة. ينحني عليه ومن فوق كتفه يشير عليه أن ينظر الى شاشة التلفاز فيفعل. تظهر على الشاشة بارجتان حربيتان تتوقفان قريباً من شاطئ البحر. يمسك الشيطان الأكبر يد العبوس ويشد عليها. يقف العبوس في مواجهته يضمه الشيطان الى صدره فتغطيه جناحا الشيطان حتى يختفي تماما داخلهما. يخرج رأسه من بين جناحي الشيطان الأكبر. يعيد النظر الى التلفاز يبتسم لأول مرة في حياته ابتسامة ماكرة. يظلان حاضنين بعضهما فترة من الزمن قبل أن تبدأ حلقة الإضاءة بالاختفاء تدريجياً من عليهما لتنتهي المسرحية عند هذه اللقطة الصورية الثابتة.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech