وول ستريت جورنال: روسيا تنتصر في معركة أسواق النفط
24-تموز-2023
بغداد ـ العالم
أحرزت موسكو انتصاراً في المعركة من أجل النفوذ على أسواق النفط العالمية في الأيام الأخيرة عندما تم تداول سعر النفط الخام الأكثر رواجاً في البلاد فوق السقف الغربي للأسعار والمفروض لحرمان موسكو من الأموال المخصصة للحرب في أوكرانيا.
هذه هي المرة الأولى التي يخترق فيها سعر النفط الرائد من الأورال حد 60 دولاراً للبرميل منذ أن طبقت الولايات المتحدة وحلفاؤها سياسة العقوبات الجديدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفقاً لشركة بيانات السلع أرغوس ميديا، في علامة على أن الكرملين قد نجح، جزئياً على الأقل، في التكيف مع القيود.
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الحد الأقصى للأسعار هو جزء من حملة الضغط الاقتصادي الغربية، ويستهدف أهم مصدر دخل لروسيا من أجل استنزاف خزائن الكرملين التي تموّل حرب أوكرانيا، مع تشجيع المنتجين الروس على الاستمرار في إرسال نفط إلى السوق لتجنب التضخم في جميع أنحاء العالم.
تعزيز عائدات النفط
ويمكن أن تعزز الأسعار المرتفعة عائدات تصدير النفط الروسية، التي هبطت الشهر الماضي إلى ما يزيد قليلاً عن نصف مستواها قبل عام، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وأدى الحد الأقصى للحظر المفروض على النفط الروسي في أوروبا والانخفاض الأخير في الصادرات إلى خفض الضرائب التي تحصل عليها روسيا من الطاقة هذا العام، مما أضر بالميزانية.
وتوضح الصحيفة أن أحد الدلائل على أن الضغط المالي على موسكو قد يتراجع يكمن في تقلص الخصم لنفط الأورال، مقارنة بمعيار برنت القياسي، إلى 20 دولاراً للبرميل. ومع أن الفجوة لا تزال أوسع بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، لكنها تقلصت إلى النصف منذ يناير.(كانون الثاني).
كما ساعد خفض "أوبك +" الإنتاج والذي وقعت عليه موسكو، في دفع أسعار الخام الروسي فوق الحد الأقصى. وحصل "الأورال" الذي سمي على اسم المنطقة الجبلية الغنية بالنفط، على دفعة إضافية من ارتفاع الطلب في آسيا.
رافعة لاحتواء المداخيل
وتسعى العقوبات الغربية إلى استخدام اعتماد روسيا الطويل الأمد على الشحن والتأمين الأوروبيين كرافعة لاحتواء المداخيل التي تحققها موسكو من النفط الخام.
وقال سيرغي فاكولينكو، المحلل في مركز كارنيغي روسيا والمدير التنفيذي السابق لقطاع النفط في روسيا إن ارتفاع الأسعار يشير إلى أن دفع روسيا لتجميع شبكة بديلة من الناقلات التي لا تنطبق عليها العقوبات يؤدي إلى تآكل النفوذ الغربي على صادراتها .
قال فاكولينكو: "كانت هذه عملية تطورية، والآن نرى نتائجها فقط.. شركات النفط الروسية بذلت الكثير من الجهد للبقاء في الأعمال التجارية وكسب المال. لقد أثبتوا أنهم مشغلون قادرون".
ولفت تجار إلى أن المنتجين الروس أبدوا في الآونة الأخيرة رغبة ضئيلة في التفاوض بشأن الأسعار التي تمكن للاعبين الغربيين من البقاء في السوق. هذا تحول منذ آخر مرة اقترب فيها "الأورال" من 60 دولاراً في أبريل (نيسان).
ومن المرجح أن الشركات الروسية ستحتاج إلى سفن غربية وتأمين لتصدير بعض من أكثر من سبعة ملايين برميل من النفط تبيعها في الخارج يومياً.
ويقول بعض المحللين إن هذا يمنح الولايات المتحدة وأوروبا نفوذاً كبيراً، وإن كان يتضاءل، وإن بإمكانهما تصعيد الضغط المالي على موسكو من خلال خفض السقف.