وول ستريت جورنال لإدارة بايدن: ثمن أف- 16 أقل من كلفة هزيمة أوكرانيا
22-تموز-2023
بغداد ـ العالم
يخبر المسؤولون الأمريكيون الصحفيين همساً أن الأوكرانيين لا يرقون إلى مستوى أدائهم في أكثر المعارك دموية في أوروبا منذ عقود، إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" تكشف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحجب القوة النارية الثقيلة التي يحتاجونها لإلحاق الهزيمة بالروس ثم تبدي أسفها لأن كييف لا تستعيد الأراضي بالسرعة الكافية.
يكافح الأوكرانيون لاختراق الدفاعات الروسية شديدة التحصين. ويقول رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مايك ميلي: "إنها ليست خطوطاً متصلة تماماً مثل الحرب العالمية الأولى.. لكن الأمر لا يختلف أيضاً عن ذلك.. الكثير من حقول الألغام المعقدة والأسلاك الشائكة والخنادق".
وتتعثر المعدات الأوكرانية بسبب الألغام الروسية، وتحتاج قوات كييف إلى مزيد من المساعدة لإزالة الأفخاخ.
وفي أي حال، لا يزال الهجوم في الأيام الأولى، ولم ترسل أوكرانيا معظم قواتها التي دربها الغرب إلى الجبهات، ولكن المسؤولين الأمريكيين يخبرون وسائل الإعلام دون دليل أن الأوكرانيين لا يتفوقون في الأسلحة المشتركة، أي الدبابات العاملة والمشاة والقوة الجوية وغيرها من الأصول.
وترى الصحيفة أن لا جيش غربياً ينفذ هذا الهجوم دون السيطرة على الأجواء، ذلك أن القوات الأوكرانية تتعرض لهجوم روسي وتفتقر إلى القوة الجوية لدعم القوات البرية، ومواصلة الهجوم ضد المواقع الروسية من دون تكبد خسائر فادحة.
وستكون مقاتلات "أف 16" بمثابة دعم كبير، وعندها يمكن أن تكون مواقع صواريخ أرض - جو الروسية " أهدافاً" لطياري أف 16، كما كتب الجنرال المتقاعد في سلاح الجو بروس رايت في فبراير(شباط)، يمكن للأسلحة الدقيقة بعيدة المدى أن تساعد في "تدمير أنظمة الدفاع الجوي الروسية بالقرب من الحدود، وتدمير الدبابات والمدفعية الروسية والمواقع المحفورة في الجزء الشرقي من أوكرانيا".
ومن المفترض أن يبدأ الحلفاء الغربيون في تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرة أف 16 الشهر المقبل، كما كان مفترضاً أن تكون كييف تتمتع بمثل هؤلاء الطيارين الذي ينفذون طلعات حالياً.
أدركت واشنطن منذ البداية أن أسطول الطائرات النفاثة الأوكراني الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية غير مجهز لمنافسة القوة الروسية الأكبر والأكثر تقدماً.. ومع ذلك، فقد استخدم الأوكرانيون صواريخ أمريكية مضادة للإشعاع بطرق بارعة، متهربين من الدفاعات الجوية الروسية لتحقيق جيوب من التفوق الجوي.
وكانت "وول ستريت جورنال" اقترحت في أبريل (نيسان) 2022 إلحاق الطيارين الأوكرانيين بالبرامج الأمريكية للتدريب على الطيران، ومع ذلك، ترددت إدارة بايدن في نقل بعض طائرات MiG-29 البولندية المتهالكة، وفي فبراير (شباط) الماضي، قال الرئيس بايدن إن أوكرانيا "لا تحتاج" إلى طائرات "أف 16"، ليعود ويقرر بعد ثلاثة أشهر أن واشنطن ستدعم جهود الحلفاء لتدريب الطيارين الأوكرانيين.
باهظة الثمن
ولكن لا يبدو أن واشنطن ترغب في تسليم كييف مقاتلات، إذ ذكّر الجنرال ميلي المراسلين، يوم الثلاثاء، بأن الطائرات باهظة الثمن، وقال إن أسطولًا كبيراً سيستغرق سنوات.. "سنوات لتدريب الطيارين، وسنوات للقيام بالصيانة والاستدامة، وسنوات لتوليد تلك الدرجة المالية من الدعم للقيام بذلك.. أنتم تتحدثون عن مليارات الدولارات إضافة إلى ما تم تقديمه".
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن تقديم طائرات F-16 أقل كلفة بكثير من هزيمة أوكرانية تغرق أمريكا أكثر في مشاكل أوروبا، لافتة إلى أن "أف- 16" موجودة في الخدمة لدى الجيوش حول العالم، وثمة قاعدة عريضة من المقاولين الذين يمكنهم المساعدة في إعداد الصيانة.
وتضيف أن هذا هو الحال مع كل سلاح أمريكي يقدم لأوكرانيا، من الدبابات إلى دفاعات باتريوت الجوية إلى مدفعية هيمارس، تقول إدارة بايدن إن الأنظمة معقدة للغاية بحيث لا يمكن تقديمها لكييف إلى أن يعلن فجأة عن إمكانية التعامل مع هذه المشكلات.
وتحذر الصحيفة من أن فاتورة هذا التردد ستدفع قريباً، والمأساة هي المزيد من الضحايا الأوكرانيين وهجوم مضاد أكثر خطورة، كذلك، يؤدي التردد إلى تآكل الدعم السياسي في الداخل، حيث يبدأ المزيد من الأمريكيين في التساؤل عما تنجزه بلادهم.. ولا يزال بإمكان بايدن أن يقرر أن المستنقع الطويل القبيح ليس ما تريده الولايات المتحدة في أوكرانيا.