سلام عادل
عندما قامت السفيرة الأمريكية/ اليهودية في بغداد ألينا رومانوسكي بافتتاح مطعم الدجاج المقلي المعروف باسم (KFC)، كانت التوقعات تشير إلى أن الولايات المتحدة في صدد فتح صفحة جديد مع العراق تحت عنوان (الشراكة المستدامة)، ولكن اتضح عكس ذلك تمام حين جدد الرئيس بايدن الأمر التنفيذي رقم (13303).
وبموجب الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي يبقى العراق في قائمة الطوارئ، التي تجعل المستثمرين وأصحاب رؤوس الاموال والشركات يهربون من العراق، باعتباره دولة غير آمنة، وتحديداً دولة ليست صديقة لواشنطن وتهدد أمن الولايات المتحدة، وهي حالة تجعل الأمريكان قبل غيرهم يبتعدون عن الأسواق العراقية إلا في حدود الحصول على عقود احتكارية ليست مربحة للعراقيين.
وتسببت الإدارة الأمريكية بقرارات متعددة الأشكال في استشهاد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مواطن عراقي خلال الثلاثين سنة الماضية، بعضهم بسبب الحصار وآخرين بسبب العمليات العسكرية، كما تسببت هذه الإدارة بتحطيم وتقزيم الدولة العراقية وجعلها مرتعاً للجماعات الارهابية ومختلف أشكال الاعتداءات من دون أن تقوم بمراجعة نفسها ولو مرة واحدة.
ولهذا يكون من المستغرب توقع تصرفات غير عدوانية من البيت الأبيض تجاه بغداد، وخصوصاً في ظل الموقف العراقي تجاه الكيان الصهيونية، لأن واشنطن في كل الأحوال ليس لها صديق في الشرق الأوسط غير إسرائيل، وكل من يتسبب بتهديد أمن الكيان هو في قائمة أعداء أمريكا.
ومن هنا تبدو مقاطعة أمريكا بكل شيء هي مقاطعة تقود إلى انفراج الحالة العراقية، التي ظلت معلقة من دون أن تتطور حتى لو انبطحت بغداد مليون سنة، ولن يغير هذا الوضع بضعة مطاعم من النوع السيئ، مثل كنتاكي أو تشيلي هاوس، والتي يُراد من افتتاحها في المدن العراقية إيهام العراقيين بأن أمريكا الشر باتت صديقة لهم.