محمد عبد الجبار الشبوط
يبلغ عمر الشمس حوالي 4.6 مليار سنة، قياسًا على عمر الأجسام الأخرى في النظام الشمسي التي تشكلت في نفس الوقت تقريبًا. وبناء على ملاحظات النجوم الأخرى، يتوقع علماء الفلك أن تصل الشمس إلى نهاية حياتها خلال حوالي 10 مليارات سنة أخرى.
هناك أشياء أخرى ستحدث على طول الطريق بالطبع. وبعد حوالي 5 مليارات سنة، من المقرر أن تتحول الشمس إلى عملاق أحمر. سوف يتقلص قلب النجم، ولكن طبقاته الخارجية سوف تتوسع إلى مدار المريخ، مما يؤدي إلى ابتلاع كوكبنا في هذه العملية.
هناك شيء واحد مؤكد: بحلول ذلك الوقت، لن نكون موجودين. في الواقع، لم يتبق للبشرية سوى حوالي مليار سنة ما لم نجد طريقة للخروج من هذه الصخرة. وذلك لأن سطوع الشمس يزداد بنحو 10 بالمائة كل مليار سنة.
لا يبدو هذا كثيرًا، لكن هذه الزيادة في السطوع ستنهي الحياة على الأرض. سوف تتبخر محيطاتنا، وسيصبح سطحها ساخنًا جدًا بحيث لا يمكن تكوين الماء. وبكلمة واحدة مختصرة تتعذر الحياة في الارض، وذلك قبل ان تبتلع الشمسُ الارضَ.
وهذا كله حسب البحث المنشور في مجلة Nature Astronomy والذي تدعمه دراسات وبحوث اخرى مثل الكتاب القيم الذي الفه العالمان Peter Ward و Joe Kirschvink بعنوان A New History of Life (٢٠١٥)
بناء على هذا اصبحنا نعرف المتبقي من عمر الشمس، والمتبقي من عمر الحياة على الارض، والثاني حوالي مليار سنة. هذا لا يعني اننا اصبحنا نعرف موعد يوم القيامة، فحسب الايمان الديني يمكن ان يقرر الله حصول يوم القيامة (سوف نعرفه بنفخة الصور الاولى) في اي وقت يشاء. وليس هناك ما يمنع ان يكون الموعد متزامنا مع موعد انتهاء الحياة على الارض فلكيا، اي بعد حوالي مليار سنة.
لكن حسب الفكر الديني المسيحي والإسلامي هناك احداث يفترض ان تقع قبل يوم القيامة منها بشكل اساسي عودة السيد المسيح وظهور الامام المهدي (وقد يكون الامران متلازمين)، وقيام المجتمع المعصوم.
ومن المفيد ان نستذكر هنا ان السيد محمد الصدر يرى في كتابه "اليوم الموعود ١٩٧٦" ان عمر البشرية في الفترة بعد اليوم الموعود مرورا بالمجتمع المعصوم سيكون اطول مما قبلها باضعاف كثيرة. ويقول ان المجتمع المعصوم سيكون اعظم واطول حضارة منذ مولد البشرية الى فنائها. (ص ٩٠١). هذا لمن اراد الاعتقاد بهذا الامر، الا ان العبرة من هذا الكلام هي ان اليوم الموعود يجب ان يتم في النصف الأول من المدة المتبقية من عمر الحياة على الأرض، بموجب هذا الاعتقاد.
تم..
