أجرى المحاور/ نور الحديثي* في مدينة حديثة بمحافظة الانبار، ولدت فنانة تشكيلية تجمع بين الإبداع والخيال، وتتنقل بين الألوان والكلمات، لتنسج لنا لوحة تصف سمات البيئة الغربية وما حققته سارة ادهام في المعارض المحلية والدولية مثير للدهشة. وكانت أولى لوحاتها تجسد صورة للمرأة وتدخل اليها بعض مظاهر الطبيعة، لتصبح صورة متكاملة للمرأة العصرية. • كيف بدأت رحلتك في مجال الإعلام؟ ـ العمل الاعلامي بدأ عن طريق المصادفة البحتة، في بداية تعييني كنت أعمل على الطباعة وفي إحدى المناسبات الثقافية في البيت الثقافي سألني أحد الاخوة العاملين في محطة إذاعة حديثة اذا كانت عندي المقدرة على تقديم البرامج الإذاعية؟ بالظاهر كان الجواب بأن قراري لا بد أن يكون بعد التشاور مع والدي، وفي الباطن استبعدت الفكرة تماماً لانني كنت اظن اني بعيدة جداً عن هذا المجال. وبعد التشاور مع والدي ذهبنا للاذاعة وتم اختبار صوتي آنذاك وكانوا راضين جداً وتم الاتفاق على أول برنامج (قوارير) للمرأة، ومن بعد أولىٰ الحلقات كشف رئيس التحرير للجريدة الثقافية التي تصدرها شعبتنا مقدرتي على التحرير، ومباشرة تم نقلي لكادر التحرير، وهنا بدأت مسيرة العمل الاذاعي والصحفي في آن واحد. • كيف أستطعت تطوير نفسك في مجال الإعلام؟ ـ حبك للعمل دافع أساس لتطوير ذاتك، مجال الإذاعة أحببته بشدة لدرجة كنت اعد واقدم اربعة برامج في وقت واحد والممارسة كانت كفيلة بتطوير شخصيتي. وايضاً عملي في تحرير الأخبار واللقاءات الصحفية والمقالات طور من شخصيتي الإعلامية. كنت التقط من المقابل ما ينعكس إيجاباً على شخصيتي في العمل، واحاول الاستفادة من كل خبرة تمر في طريقي. • من واقع تجربتك ما هي ابرز مقومات الإعلامي الناجح؟ ـ بالنسبة لي كوني لم ادرس الإعلام . فعلى الإعلامي أن يكون صادقا أولاً، وشغوفا في عملهِ، ذكيا، وشجاعا. من الجميل السير في خطىٰ جديدة وطرق ابواب لم يسبق لأحد طرقها. • هل الموهبة الفطرية هي العنصر الأساسي للابداع أم أن الموهبة بحاجة الى دراسة ولصقل الموهبة وتطويرها؟ ـ بالنسبة للنجاح اذا كان يحتاج لدراسة أو موهبة فالبعض يرى أن الموهبة هي الأساس، إذ أن الدراسة وحدها لا تصنع موهوبا، الأمر متعلق بالفطرة. والبعض يرى أن الدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة وتؤهلها للعمل بشكل أفضل. أنا أرى دائما أن الشغف هو الأهم. الشغف يجعلكِ تؤدين عملكِ على أفضل وجه. وهذا هو المطلوب، فضلاً عن أنه يمنحك السعادة بما تقومين به وهذا بحد ذاته جائزة. • منذ متى صاحبتكِ موهبة الرسم؟ ـ ولدت وانا امتلك موهبة الرسم، وبدأت الرسم قبل حتى مرحلة المدرسة. الاثر الأكبر كان الجو العام داخل الأسرة وكون الموضوع وراثيا إلى حد ما. • هل كان لمدينة حديثة أثر علىٰ نشأتكِ الثقافية والفنية؟ ـ مدينة حديثة ربما منحتنا نوعا من الهدوء والاتزان النفسي وهذا ما يحتاجه اي فنان. من ناحية أخرى ولاء أبناء هذه المدينة لها دافع أساس لتقدمهم وابداعهم لما له من أثر وانعكاس على المدينة بشكل عام. جميعنا نفخر بأننا أبناء مدينة الفن والثقافة. • من هو الداعم الأساسي لكِ؟ ـ الداعم الأساس يحتاجه كل شخص على مدار مسيرته الفنية أو الثقافية أو الإبداعية بشكل عام، وقد كنت من المحظوظين كوني امتلكت الدعم في كل مراحل حياتي. في مرحلة الطفولة والدراسة وبداية مشواري المهني كان ولا يزال والدي الفنان التشكيلي دهام بدر. وبعد الزواج وما يحمله الأمر من مسؤوليات قد تبعد المرأة قليلاً عن مجالها في العمل وجدت أن زوجي هو خير سند، لانه معظم الوقت يسخر وقته وجهده بما يصب في مصلحة أعمالي، ويحثني باستمرار على تقديم الأفضل كما أني انسجم معه في الكثير من الأفكار. وهنا لا بد أن أشير أن النجاح للمرأة في مدن أعالي الفرات تقريبا لا يعتمد على موهبتها وجهدها فقط بل أن الكثير من نجاحها وتخطيها العقبات يعتمد على من يساندها ويقف في ظهرها. فالرجل في حياة المرأة كما اظن سلاح ذو حدين، أما يقصيها من حياتها العملية، وأما يكون سببا من أسباب النجاح وانا ممتنة جدا لمجمل الأسباب التي حصلت عليها. • حدثينا عن وجهتك القادمة؟ ـ وجهتي القادمة هي إنجاز باقي لوحات معرضي الشخصي الذي تأخر كثيرا بسبب انشغالي بالعديد من الأعمال والتي توجب عليها التقصير أحياناً في بعضها أو تأجيل البعض الآخر. * طالبة في قسم الصحافة/ كلية الاعلام ـ جامعة بغداد