بغداد ـ ياسر الربيعي
رداً على مطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، على خلفية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، على أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة انطلاقا من مصلحة أبناء الشعب.
وتؤشر جهات سياسية ثلاث نقاط مهمة قد تترتب على البلاد نتيجة هذا المطلب.
وفي تلك الأثناء، أفاد مصدر دبلوماسي عراقي، بزيارة مرتقبة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، أنتوني بلينكن إلى العاصمة بغداد، اليوم الأحد.
وقال المصدر، "من المنتظر وصول وزير الخارجية الأميركي، إلى بغداد، مساءً".
أما حديث رئيس الحكومة فقد جاء في كلمة له خلال مُؤتمَر سفراء العراق بنسخته السابعة الذي انعقد في العاصمة بغداد، يوم أمس، تحت عنوان "الدبلوماسيَّة العراقيَّة علاقات دوليَّة مُتوازنة وتنميَّة إقتصاديَّة مُستدامة".
وقال السوداني في الكلمة، إن "المجازر التي تُرتكبُ بحقِّ الأطفال والنساء في غزة، تؤكد تقاعس المجتمع الدولي عن أداء دوره".
وأكد أن "استقلال قرارنا الوطني يقع في طليعة المبادئ التي نتحدث عنها، وإن الدولة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة وفقا للدستور وانطلاقا من المصلحة العليا للعراقيين التي يجب أن تكون حاضرة أمامنا في كل خطوة، وفي كل حدث".
وأضاف السوداني أن "هذه الصور والمواقف والمفاهيم المبدئية المبنية على إدراك المصلحة والحقوق المشروعة سوية هي في صلب خطاب الدبلوماسية العراقية".
واستطرد القول، إنه "عندما نؤكد قناعتنا عن حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، فإننا نعني خلافاتنا وخلافات المنطقة، ومن مصلحة العراق المباشر أن تنخرط دول الجوار في حوار مدعوم يفتح الباب تلو الآخر على تمتين روابط الشعوب، فتغدو الحلول السياسية ممكنة، وقريبة المنال".
كما أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن أي خلاف حدودي أو إجرائي مع الإشقاء والأصدقاء سيجد لدى العراقيين سعة ورحابة الصدر للنقاش وتبادل وجهات النظر، والنية والإرادة القوية للحل".
وأردف السوداني بالقول إنه "ومن هذا المنطلق، فإننا ماضون في إيجاد حلول تناسب تاريخ العلاقات، والاواصر القوية بين الشعب العراقي وشعوب الجوار التاريخي، حلول تؤكد الإحترام المتبادل للسيادة وتحفظ للعراق وحدة وسلامة اراضيه، وتنسجم بذات الوقت مع القانون الدولي، والقرارات الأممية".
القيادي في ائتلاف النصر عقيل الرديني، يؤكد وجود ثلاث نقاط يجب الانتباه لها في دعوات اغلاق السفارة الامريكية.
وقال الرديني، إن" احداث الحرب في غزة مؤلمة وقاسية مع سقوط آلاف الشهداء اغلبهم من النساء والاطفال ونحن نختلف مع دور واشنطن في الاحداث وكان عليها أن تكون محايدة وتتدخل لوقف اطلاق النار وليس لدعم العدوان".
وأشار الى أن "مطالب اغلاق السفارة الامريكية يجب مراجعتها لأنه كل السفارات الغربية يمكن أن تنسحب بإشارة من واشنطن وتذهب الى قطع العلاقات"، مبينا أن "بغداد تعيش ضمن منظومة دولية وعربية واقليمية ولا يمكن أن تعيش بمفردها، خاصة وأن اموالها ليست بيدها وهي تستورد كل شيء ما يجعل أي قرار بهذا الاتجاه صعب ومعقد".
وبين الرديني، أنه "بدلا من اغلاق السفارة الامريكية يمكن استثمار علاقة العراق بها في الضغط لإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني، فضلا عن وجود أصدقاء"، مشيرا الى أن "اغلاق السفارة لن يؤدي الى وقف الاعتداء على فلسطين بل يجب علينا أن نضغط باتجاه وقف نزيف الدماء من غزة وبقية المدن التي تئن يوميًا من القصف والعدوان".
وفي (27 تشرين الاول 2023)، وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طلباً الى الحكومة والبرلمان بالتصويت على غلق السفارة الأمريكية في العراق، بسبب دعم الاخيرة اللا محدود للصهاينة ضد غزة، على حد قوله.
وقال الصدر في تدوينة عبر موقع (اكس)، وتابعتها "العالم": "من منطلق نصرة المظلومين في مشارق الارض ومغاربها، أطالب (الحكومة العراقية) و (البرلمان العراقي) بكل فئاته وتوجهاته ولأول مرة ولأجل مصالح عامة لا خاصة بالتصويت على غلق السفارة الأمريكية في العراق للدعم الأمريكي اللا محدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة".
في حين ردّ عضو مجلس النواب برهان المعموري، على طلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن إغلاق السفارة الامريكية في بغداد، مشيرا الى "الشروع بحملة لجمع تواقيع النواب لغلق السفارة الأمريكية في العاصمة، فضلا عن دعوة رئاسة البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية من أجل طرح مشروع قانون مُلزم لغرض غلق السفارة الأمريكية والتصويت عليه داخل مجلس النواب".
وكشف مصدر مطلع، عن لقاءات سرية مكثفة بين السفيرة الأمريكية في بغداد الينا رومانسوكي، وعدد من القادة السياسيين، نتيجة قلق أمريكي من دعوات غلق السفارة.
وقال المصدر، إنه "رغم المواقف المتباينة للقوى السياسية حيال الأحداث في قطاع غزة ووجود فصائل مسلحة عراقية أعلنت بشكل علني بدء استهداف المعسكرات التي تنتشر بها قوات أمريكية ، لكن الجانب الأمريكي لم يتوقع ان تصدر دعوات معلنة لإغلاق السفارة الأمريكية خاصة من شخصيات مؤثرة في المشهد العراقي في إشارة إلى زعيم التيار الصدري".
وأضاف، ان "السفيرة الأمريكية بدأت عقب بيان مقتدى الصدر جولة لقاءات من نخب سياسية عراقية ولكن بشكل غير معلن في مسعى لتوجيه 3 رسائل مهمة أبرزها تداعيات إغلاق السفارة خاصة وان هناك اتفاقيات وتعاون بين واشنطن وبغداد في ملفات عدة ومنها التسليح والأمن"، لافتا إلى أن "السفيرة قد تلتقي السوداني لمعرفة رأي حكومته حيال ما طرح".