السيدة الأولى دور أكبر من المنصب أحيانا
4-حزيران-2025

بشير مصطفى
في قلب الاتصال السياسي تحتل "السيدة الأولى" موقعاً مركزياً في التسويق الرئاسي، فهي كائن منقطع النظير في رقته، تخطف الأبصار، وتأسر الألباب، لا تتوقف عن توزيع الابتسامات، والإصغاء إلى العامة بصدر رحب، والحديث إليهم بصوت منخفض، هكذا رسخت الديمقراطية الغربية صورة زوجة الرئيس وشريكته بوصفها "شخصية أيقونية"، تحسن إدارة انفعالاتها، وتجيد التعاطي مع العامة والإعلام.

لكن المفاجأة كانت في "لكمة بريجيت" على وجه .زوجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فالرجل الذي عرف عليه ضبط أعصابه في مناسبات مختلفة، ومنها عندما تعرض لصفعة من أحد المواطنين خلال ولايته الرئاسية الأولى، ها هو يتعرض لصفعة، جدية كانت أم مزحة كما قال قصر الإليزيه، من داخل بيته الزوجي وعلى بوابة الطائرة الرئاسية أثناء زيارة رسمية.
السيدة الأسطورة
ما إن يتقلد أي شخص في أية دولة حول العالم الرئاسة حتى تتوجه الأنظار إلى زوجته "السيدة الأولى"، وتبدأ شهية البحث في الدفاتر المخفية، والتاريخ الشخصي لأفراد العائلة. فيما تعد الولايات المتحدة، ومن ثم فرنسا، دولاً نموذجية في دراسة التسويق السياسي على المستوى العالمي، وكذلك يعتبر لبنان، ومن ثم مصر دولاً متقدمة في هذا المجال على المستوى العربي، حيث يعمل الفريق الرئاسي على مساعدة الرئيس وزوجته على تخطي العقبات البروتوكولية وحسن التعاطي مع الإعلام.
في العصر الحديث، عاش منصب السيدة الأولى تجارب مختلفة، فها هي الأميركية هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، تخوض تحدي الوقوف إلى جانب زوجها في مواجهة فضائحه الجنسية، وإدعاءات مساعدته مونيكا لوينسكي التي شغلت الرأي العام الدولي في منتصف تسعينيات القرن الـ20، وقد حملتها تلك التجارب إلى أعتاب البحر الأبيض بوصفها سيدة قوية مرشحة لقيادة بلادها عام 2016، قبل أن يهزمها الجمهورية دونالد ترمب، ويوجه "صفعة" قوية لمؤسسة استطلاعات الرأي في بلاده.
قبلها كانت في البيت الأبيض "سيدة أولى" حازت بشكل كبير على رضى الشعب. فها هو الثنائي الأسود البشرة، يسكن البيت الأبيض، ويشكل الزوجان باراك وميشال أوباما مثالاً لا يزال موضع إعجاب، ومدرسة في الاتصال السياسي على المستوى العالمي، حيث بدا عليهما التناغم، يتشاركان المناسبات العائلية، ويمارسان الرياضة سوية، كما يهتمان ببنتيهما.
تمكنت ميشال من تجاوز الصور النمطية والمشاعر العنصرية تجاه أصحاب البشرة السوداء، والكثير من الإشاعات بشأن خصائصها البيولوجية وأصولها، وصولاً إلى طرح اسمها لتكون المرشحة الحزبية للانتخابات الرئاسية.
لاحقاً دفء العلاقة لم يستمر مع ميلانيا ترمب التي كانت أول أوروبية تحظى بلقب السيدة الأولى في الولايات المتحدة، فشخصية زوجها "النرجسية" و"الأنا المتضخمة"، كما وصفتها تقارير، حالت دون احتلال ميلانيا المشهد، ووجدت نفسها في منافسة شديدة مع ابنتيه إيفانكا وتيفاني، إضافة إلى صحافة تبحث في صورها وملفاتها القديمة السابقة لزواجها برجل العقارات دونالد ترمب.
الأميرة ديانا سبنسر، الزوجة السابقة لملك بريطانيا حينما كان أميراً ووليا ً للعهد، أخذت بدورها حيزاً إعلامياً استثنائياً حينما كانت لا تزال في قصر باكنغهام، ودائماً ما يتوقف المتابعون للشأن البريطاني عند الدور الذي لعبته اجتماعاً وحضورها إلى جانب زوجها، على رغم أنها لم تكن "سيدة أولى" أو ملكة لبلادها. إذ كانت محط أنظار الصحف والمجلات العالمية، وتناولت التغطيات الإعلامية تفاصيل حياتها الشخصية والإنسانية، ما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات شهرة وتأثيراً في تلك المرحلة. ولم تقتصر مهمتها على الالتزامات الرسمية والبروتوكولية داخل العائلة الملكية، بل تجاوزتها لتكون رمزاً للمساعدة والإنسانية. وقد عرفت بـ "أميرة القلوب" ومثلت نموذجاً للأميرة العصرية المتصلة بقضايا المجتمع.
وحتى بعد طلاقها من زوجها وصولاً إلى مقتلها عام 1997 بقيت تحظى باهتمام كبير من الإعلام والجمهور.
في فرنسا، عاش منصب السيدة الأولى "مشاعر مضطربة"، ها هي المغنية الإيطالية كارلا بروني تدخل الإليزيه برفقة نيكولا ساركوزي في عام 2008، فهي لم ترافقه إلى وجهات عدة خلال جولاته الدولية بوصفها عشيقته، وليست الزوجة الشرعية، قبل أن تعاني من ملاحقات بسبب أرشيفها كعارضة أزياء، وكونها "شريكة مشتبهاً فيها" في إطار ملاحقة جريمة التمويل الليبي. وما هي إلا سنوات، حتى يصدم الرأي العام الفرنسي بـ "السيدة الأولى" بريجيت، التي يفوق سنها عمر الرئيس إيمانويل ماكرون بثلاثة عقود من الزمن، وطوال سنوات، حاول فريق الاتصال السياسي في الإليزيه العمل على تلطيف فكرة فارق السن، ونسج قصة الشاب الذي تعلق بمدرسته قبل أن يحقق حلمه والزواج منها، إلا أن "اللكمة" على باب الطائرة في مطار هانوي في مستهل زيارة رسمية إلى فيتنام، جاءت صادمة للعالم على رغم كل محاولات وضعها في إطار المزحة.
شكل المشهد صدمة للرأي العام، والعاملين في مجال الاتصال السياسي على حد سواء، وتصف مي كحالة المستشارة الإعلامية لرئيس الجمهورية اللبنانية السابق إلياس الهراوي المشهد بـ "الصادم"، و"ما كان لأحد تخيل وقوع هذا السلوك في إطلالة رئاسية وعامة، ومن هنا، ما كانت فرق التدريب السلوكي الرئاسي في لبنان مثلاً تدرب السيدة الأولى على إدارة الانفعالات، لأن ليس لسيدة بموقعها أن تقترف ما اقترفته بريجيت ماكرون".
وتعتبر كحالة أن نموذج "السيدة الأولى" في الأصل هو نتاج الديمقراطية الغربية ولأنها تجسد نصف المجتمع، ونادراً ما نجد إمرأة تتقدم على حساب الرجل المهيمن في الدول المحافظة، وهو ما تحاول بعض الدول الأحادية استنساخه على غرار جهود كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، ومحاولته تقديم صورة إمرأة إلى جانب القائد.
تلعب السيدة الأولى دوراً محورياً في الاتصال السياسي، وهي محاطة دائماً بالعدسات والعيون والاهتمام، ويعتقد جرجس صدقة العميد السابق لكلية الإعلام أن "لكمة ماكرون" سقطة كبيرة من جوانب عدة لأنهم "ليسوا بأناس عاديين والمشهد غير عادي في مطلق الأحوال"، وجاء في ظل "الكثير من الإشاعات التي تحيط الحياة الجنسية لإيمانويل ماكرون وزوجته"، و"الفارق الكبير في العمر بين الثنائي مما يجعلها حالة غير طبيعية"، مؤكداً أن ما جرى يشكل مساً بهيبة رئيس دولة كبرى، وهو نتيجة خطأ بروتوكولي حيث فتح الباب قبل أن يكون الثنائي مستعد للنزول من الطائرة.
ينبه صدقة إلى "قيام قسم الاتصال السياسي في الإليزيه بمحاولات للتخفيف من وطأة ما حدث، وجعله من قبيل المداعبة، وقد بدأ بنشر فيديوهات تظهر ماكرون يداعب بريجيت في مناسبات مختلفة في محاولة للتغطية على الحدث الكبير، ويمكن الملاحظة بوضوح محاولات اصطناع التقارب بين الثنائي".
يقرأ صدقة في مفهوم "السيدة الأولى" التي تتجاوز في كثير من الأحيان الحيز البروتوكولي إلى تلميع صورة الرئيس ورفع مستوى حظوظه وشعبيته، كما يمكن الإشارة إلى جهود هيلاري كلينتون مع زوجها بيل، وميشال أوباما مع زوجها باراك. ويقول "في الاتصال السياسي والإعلامي لا يمكن الفصل بين الرئيس وزوجته، فهي جزء من صورته، ومكملة له في المشهد العام، وبالتالي يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً في تحسين صورته، أو سلبياً في تشويهها والإساءة إلى سمعته بوصفهما ثنائياً"، مضيفاً "للسيدة الأولى دور أساس ومكمل لدور زوجها الرئيس، فهي واجهة له من خلال العلاقات العامة والمبادرات الإنسانية"، ويصنف "الثنائي أوباما في خانة النجاح بسبب التكامل بالعمر والجمال والمستوى العلمي والخلفية الثقافية"، فيما "يجعل فارق العمر بين الثنائي دونالد ترمب وميلانيا أقل تجانساً، ويطرح علامات استفهام، والأمر نفسه بالنسبة لماكرون وزوجته".
يطغى على العالم العربي والشرق الأوسط الطابع المحافظ ثقافياً واجتماعياً، إلا أن بعض السيدات الأول تمكنَ من شد انتباه الباحثين والعامة، وحفل التاريخ بجملة نساء كنَ في المقدمة، منذ عهد الفراعنة مع كليوبترا، ومن ثم ملكة تدمر زنوبيا، وشجرة الدر الأيوبية، يبدو أن الأمر ليس بجديد، فقد لعبت الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول دوراً كبيراً في حكم مصر ووصول ابنها فاروق إلى سدة الحكم، حيث حظيت بلقب "الملكة الأم"، كما تمكنت من تزويج ابنتها فوزية من شاه إيران، ومن ثم جاء دور الملكة فريدة زوجة الملك فاروق لتحظى بمكانة متقدمة في الحياة العامة، وكانت شخصية شديدة التأثير قبل طلاقهما ومغادرة قصر عابدين في عام 1948، قبل أن يتعرض الملك لنكبة جديدة على يد زوجته الثانية الجميلة "ناريمان صادق" أم ولي عهده الوحيد أحمد فؤاد التي طلبت الطلاق بسبب تعدد علاقاته وتبذيره المال بعد مغادرته السلطة والتنازل عن العرش بعد خلعه على يد الضباط الأحرار عام 1952.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الملك أرسلها إلى أوروبا لتعلم الأتيكيت وأسلوب الكلام والمشي والمأكل والمشرب والرقص الكلاسيكي واللغة الإنجليزية في روما، وهو ما يؤشر إلى إدراك واسع لضرورة تثقيف وبناء قدرات "السيدة الأولى" لتقديم أبهى صورة في الحياة العامة وحسن التصرف والتعامل مع الآخرين.
كما تشكل الملكة رانيا زوجة الملك عبدالله بن الحسين الهاشمي التي أسهمت في حملات التوعية والتعليم، والأميرة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر حمد آل ثاني التي كانت شخصية محورية في استضافة بلادها كأس العالم، وإسهامات أسماء الأسد قبل خلع زوجها بشار من الحكم بتلميع صورته على رغم جرائم الحرب التي كان يقترفها، نماذج عصرية للسيدة الأولى في العالم العربي.
وجاءت الضجة التي أحدثها الظهور الأول للطيفة زوجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لتؤكد أهمية موقع السيدة الأولى على مستوى التأثير والتسويق السياسي في العالم العربي.
يشير جرجس صدقة إلى دور مقيَد لـ "السيدة الأولى" في العالم العربي بسبب موقع المرأة وأدوارها الاجتماعية والثقافية، حيث "نادراً ما نجد زوجة رئيس جمهورية في الواجهة، إلا في حالات استثنائية عندما تقتضي الحاجة والضرورة هذا الأمر وتقديم صورة حداثية للنظام، وهو ما ينضوي في إطار التسويق السياسي وتحسين الصورة أكثر منه تغيير اجتماعي، لأن في الوجدان العربي لا يزال المطلوب رئيساً قوياً وصلباً ومتقدماً على ما سواه، ومن غير المقبول أن تتقدم المرأة زوجها"، مستدركاً "كان تقدم بعض الزوجات على أزواجهن في المشهد العام مؤشراً على تراجع سلطة الرئيس وتقدمه في السن، كما حصل في تونس مع الحبيب بورقيبة، وزين العابدين بن علي، كما أنه لا يمكن نفي امتلاك سيدات لسلطة كبيرة داخل القصر وعلى أزواجهم وصولاً إلى تحكمهن ببعض المفاصل في الدولة" كما هي حال سوزان مبارك في ظل عائلة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك.
سيدات لبنان
منذ عهد الاستقلال، حظيت بعض زوجات الرؤساء بمكانة متقدمة في المشهد العام، حيث يتكرر الحديث عن زلفا كميل شمعون، ومنى إلياس الهراوي، وأخيراً نعمت جوزاف عون التي يقر الخبراء بأن "ما قامت به خلال فترة قصيرة على مستوى العلاقات العامة والمبادرات غير مسبوق في تاريخ الرئاسات اللبنانية، إذ أصبحت بموضع أشبه بالرئيسة" على حد تعبير الدكتور صدقة، ويعزو تقدم اسم السيدة زلفا شمعون مرافقتها زوجها في عدد كبير من الزيارات الخارجية ومبادرات العلاقات العامة.
في المقابل، تتطرق المستشارة الإعلامية مي كحالة إلى دور متقدم لعبته "السيدة الأولى" منى الهراوي بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في مساعدة زوجها الرئيس إلياس الهراوي لتجاوز التحديات المتعددة، وترطيب الأجواء في ظل الوجود السوري والاحتلال الإسرائيلي، والمعارضة السياسية الشديدة.
وتعتقد كحالة أنه "لا بد من تدريب السيدة على البروتوكول الرئاسي، والتي عليها الالتزام به، وبالتالي لا يمكن التسامح مع ما جرى بين بريجيت وإيمانويل ماكرون، وهو لم يخطر ببالنا يوماً أن يحصل تشنج علني بين الزوجين في رأس الدولة"، و"من الضروري أن تكون السيدة الأولى إلى جانب الرئيس دوماً، وأن تدعمه وتقديم صورة الثنائي المتناغم، والمشاركة في الأعياد الوطنية والتمثيل الخارجي، وتحسين صورة البلد ومكانة المرأة". وتشدد كحالة على دور هام يمكن أن تلعبه السيدة الأولى التي تمتلك قدرات عالية من التواصل، وفي تأمين الاستقرار النفسي للأسرة ومساعدة الرئيس على تجاوز الصعاب، قائلةً "هناك عدد كبير من زوجات الرؤساء اللواتي يغبن عن المشهد فور انتهاء ولاية أزواجهن، ولكن هناك تجارب توحي بأنهن أصحاب مبادرات ودور اجتماعي، وهو ما تمكنت من فعله منى الهراوي التي أسست مبادرات لمساعدة المصابين بالسكري حتى بعد انتهاء رئاسة زوجها ورحيله".
"السيد الأول" والحضور الخجول
في تجارب أقل، ظهر ما يسمى "السيد الأول" كما هي حال الأمير فيليب دوق أدنبرة زوج الملكة البريطانية أليزابيث الثانية، حيث بقي في موقعه منذ زواجهما في الـ 20 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1947، ولغاية وفاته في التاسع من أبريل (نيسان) 2021، وكان زواجهما من أطول الزيجات الملكية في التاريخ، فيما تمكن الثنائي من العيش معاً وتجاوز كافة التحديات التي واجهتهما، إذ آثر البقاء في الظل على أن يعيش في خلاف مع الملكة، كما يمكن الإشارة إلى تجربة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزوجها عالم الكيمياء الكمية يواكيم زاور، الذي آثر الابتعاد عن الأضواء، ولم يظهر إلا نادراً في المناسبات الرسمية والعامة.
ويغيب الحديث عنهم بشكل كبير باعتبار أنه تاريخياً كانت مناصب الحكم والسياسة حكراً على الرجال، لذا غالباً لا نسمع عن أزواج حاكمات، وحتى عندما تولت النساء السلطة، كان الأزواج يفضلون الابتعاد عن الأضواء للحفاظ على البروتوكولات والتوازن السياسي.

جنوب بغداد.. مواطنون يدفعون 3 مليون دينار «إتاوة» لبناء منزل «زراعي»
12-حزيران-2025
مفوضية الانتخابات: نحتاج إلى 250 ألف موظف اقتراع
12-حزيران-2025
أوجلان يطلب حواراً مع بارزاني وطالباني وعبدي
12-حزيران-2025
لجنة نيابية تكشف انحسار فرص تعديل قانون الانتخابات
12-حزيران-2025
نائب: موازنة 2025 قد تصل البرلمان مطلع تموز
12-حزيران-2025
روسيا: مستعدون لتلقي اليورانيوم المخصب من إيران
12-حزيران-2025
جنوب بغداد.. مواطنون يدفعون 3 مليون دينار «إتاوة» لبناء منزل «زراعي»
12-حزيران-2025
رئيس الجمهورية: أهوارنا المدرجة على لائحة التراث العالمي تعيش حالة مأساوية
12-حزيران-2025
المجلس الاقتصادي: ملتقى العراق للاستثمار سيطلق 150 فرصة استثمارية بـ12 قطاعاً اقتصادياً
12-حزيران-2025
«النقد الدولي» يحذر من تداعيات الحرب التجارية على الأسواق الناشئة
12-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech