الطفيات .. اسئلة تشتعل
12-أيلول-2022
د. ناجي الفتلاوي
رقراقة باكية هي الكلمات عندما تتزمل بالوجد الحسيني ,وعندما تفرش حروفها على درب السالكين الى كربلاء، لا تتشظى الامنيات عندما يقودها شاعر تبوصل بوحها صوب ساقية ولدت مع نجمة القمر وتنحت مرامها مع دعاء اولئك الذين عاشوا في الدنيا باجسادهم وارواحهم معلقة في المحل الاعلى القاصدون الى الحسين دروبهم تورد جمالا ,واجمل الدروب ما يتعانق فيها وجد الشاعر وايمان العجائز والباذلون بلا ترقب لمقابل سوى شفاعة المقطع على غبراء كربلاء ,الشعر كما قالوا عقد قران بين السماء والارض بين الماء ورائحة التراب وايضا بين الحسين واولئك الذين رصدوا الحسين قصائد كتبتها الافلاك قبل ان تجيش بها خواطرهم الذين يبحثون عن انقلابات مبصرة في اللفظ والمعنى في انفسهم و الواقع الذي يعيشونه ,الحسين (ع) والشعر علاقة لا تنكفأ ولا تضمحل ولا يكون لها قوس نهاية ,هكذا هي تتناسل كتناسل الليل والنهار يتقلب مزاجها ايضا لكنها في كل الاحوال لا تغادر حرفة الباكين ,بل انها وربما قد غاب على الكثيرين تولد اسئلة ممنهجة للشك على غرار ديكارت ولكن بعباءة حجازية متبلة برائحة عمود الخليل وما جاش بها اليوم صانعوا حرفة التجديد الادبي ولنا في هذه السطور اتكاءة على جملة من الاسئلة بين الحسين (ع) والشعر ومنها : الحسين (ع) له لوحة وفرشاة وقطعة قماش يمسرح عليها الاحداث بهويته يقود خطانا منذ القرن الأول للهجرة وحتى الوقت الحاضر ,فكيف وظف الشعراء تلك اللوحة بخطوطها وانحناءاتها وألوانها في شعرهم منذ عام 61 هـ وحتى ديوان الشعر المعاصر؟ ما الذي جذب الشعراء الى كربلاء؟ ما الخصوصية التي يحملها الشعر الحسيني ؟ كيف برز الرمز الحسيني وما يتعلق به (كربلاء... وطفاً، وعاشوراء) من خلال قصائد الشعر ومدن الكلمات والجراح؟ منذ فاجعة كربلاء سجل الشعر حضوره، واستطاع الشعراء تسجيل مواقفهم بعداً أو قرباً من تلك الفاجعة وظهر لون جديد من الشعر عُرف بالمكتمات لعدم قدرة الشاعر على الجهر بهذا الصوت الشعري الجديد ,اذن فهل بالإمكان القول ان هناك ولادة فورية للشعر الحسيني بالتزامن مع فاجعة كربلاء ؟ الشخصية التراثية تصبح وسيلة تعبير وإيماء في يد الشاعر يعبر من خلالها ـ أو بها عن رؤياه المعاصرة ,هذا المعنى هل اشتغل كثيرا من خلال توظيف كربلاء برموزها في قصائد الشعراء للانطلاق والتعبير عن قضاياهم ؟ مأساة الحسين من المآسي الكبرى والحسين اكبر من الحياة لذا يكون التعبير الفني عنه قاصرا ـ كما يقول جبرا إبراهيم جبرا والمأساة الكبرى تحتاج الى شاعر كبير واحساس وخيال كبير ,وهنا لابد من وقفة ؟ هل نحن بحاجة الى الشاعر الذي ينظر الى الحسين (بطل التراجيديا) وليس الحسين مجرد (بطل التاريخ) بمعنى ان يقدم البطل بدلالات قيمته النفسية كما فعل ادونيس ؟ بما ان هناك ملامح للعشق والحب والجنون والغزل والجمال والفروسية والخيال والطبيعة نجدها واضحة في عالم الشعر فهل ثمة ملامح لنهضة الامام الحسين عليه السلام في الشعر ؟ ما موقف الشعر الحديث من نهضة الحسين ع ؟ الشعر الحديث هل هو ثورة الشكل ام ان مقاصده تطمح الى تفسير العالم وتغييره كما يرى ادونيس (رسالة الشعر اليوم غيرها بالامس) فما مكانة ثورة الحسين ضمن مقاصد الشعر؟ الشاعر كيف يمد الجسور بينه وبين الصورة المرسومة في مخيلته لنهضة الحسين ع ؟ عندما يتحدث ادونيس عن ثورة النبي المسكونة بالشمس والفرح الكوني وعن الرجاء والياس فهو يتحدث عن علاقة بين حركتين شبيهة بتلك العلاقة بين المثل الاعلى والمثل المحطم فهل يمكن الحديث عن ثورة الحسين ع المسكونه في خيال الشاعر ووجعه من خلال مقاصد الشاعر ؟ يقول الناقد والاديب الامريكي ستانلي هايمن (عندما تتسع الهوة بين الادب وذوق الجمهور تصبح لمهمة الناقد التي تتطلب منه ان يكون جسرا بين الاثر الغامض والقارئ اهمية كبيرة) في معادلة الحسين كيف نرسم الحدود بين الادب وذوق الجمهور ؟ المعالجات المعاصرة للادباء والشعراء لمأساة كربلاء هل جاءت بأساليب فنية جديدة ، هل صاغت نماذج أدبية رفيعة ؟ هل تم توظيف تراجيديا كربلاء توظيفاً حياً تلائم مع قدسية كربلاء وعمقها من قبل الشعراء ؟ البعض يرى في كربلاء محطة استذكار يلتقي فيها الشاعر مع الامام الحسين في خيالهِ ويتحدث معهُ بلغة قلبه دون لسانه بحيث لم يعد هناك فاصل بين التاريخ والواقع ، بين الحقيقة والخيال ؟ كربلاء المدينة والواقعة هي مصدر جذب للباحثين والكتاب وكذلك الشعراء وما تزال موضوعا قابلا للتوظيف الابداعي ,فهل وظفت بشكل صائب ؟ حصة الشعر في كربلاء اكثر من غيرها من الاجناس الادبية الاخرى ,هل من سبب ان ثبتت صحة الكلام؟ هل ثمة افتقار في الدراسات التي تعنى بالكشف عن توظيف كربلاء في شعر اللغات والاداب الاخرى؟ هل نحن بحاجة اليوم الى شعر يربط بين الحدث العاشورائي والواقع المعاصر ؟ لقد سبق الشعراء غير الاسلاميين الشعراء الاسلاميين في طريقة التعامل الذي لم يبلغه الشعراء الاسلامييون خاصة في صورة رسم النموذج الموضوعي للشخصية باعتبارها معادلا لعواطف الشاعر ومشكلاته المعاصرة مثل حسب الشيخ جعفر ,ادونيس , ممدوح عدوان ,ما دقة هذا الكلام ؟البعض يرى ان التعامل الرمزي مع الشخصية الحسينية لدى الشعراء الاسلاميين يتبع خطوتين : الاولى : التعامل الاشاري الجزئي ويكون من خلال بيت شعري او صورة شعرية جزئية واضعا الشخصية فيسياق مشبع بالدلالة على معان متعددة و الثانية :وهي الصورة التييعبر الشاعر فيها بالشخصية او من خلالها عما يريد في دلالات ,ما دقة هذا الكلام ؟ هل تم استثمار عمق ارتباط ثلاثية الزمان والمكان والانسان في الرمز الحسيني شعريا ؟ كيف يقرء الشاعر المعاصر المعادلة بين حسين العقد السابع من القرن الهجري الاول وحسين القرن الحادي والعشرين ؟ الاشتغالات الولائية لدى الشاعر وصدق اعتقاده بنهضة الحسين ع , هل تعتبر باعثا اولا لولادة القصيدة الحسينية المؤثرة والخالدة ؟ مالذي يشكله الحسين في ضمير الشعر العربي ؟ وما زالت الاسئلة تشتعل .
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech