ترمب «رجل الثقة»... سيرة جديدة «غير مكتملة» للنرجسي العنيد
5-تشرين الأول-2022
أحمد شافعي
ما كادت ماغي هابرمان الصحافية في "نيويورك تايمز" تكشف النقاب في الأسبوع الماضي، أي الأخير من سبتمبر (أيلول) 2022، عن طرف مما في كتابها الجديد، حتى تكالب عليه الصحافيون يلتهمونه على قلته التهاماً، وتتحرك على أثر ذلك أقلامهم، فتوالت المقالات توجز من الفقرات القليلة التي استلتها هابرمان من كتابها، أو الصفحات التي نشرتها منه في مجلة "ذي أتلانتيك" في 25 سبتمبر، ثم من النسخ التي حصلت عليها بعض القنوات والصحف، فإذا بفيض من التغطية الإعلامية يبشر برواج كبير للكتاب، في الأقل في الأسابيع القليلة التالية لصدوره، الثلاثاء الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
في موقع "سي أن أن" (30 سبتمبر) يكتب بيل كارتر أن كتاب "رجل الثقة: تكوين دونالد ترمب وتكسير أميركا"، الصادر عن مطبعة بنغوين في أقل قليلاً من ستمئة صفحة، يأتي إضافة إلى كم هائل من الكتب المؤلفة عن الرئيس الأميركي السابق، فـ"في أغسطس 2020 نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شركة (أن دي بي) لبيانات صناعة النشر جرداً بأكثر من ألف ومئتي عنوان كتاب صدر عن ترمب منذ حملته الرئاسية الأولى في 2016. ولا يشمل هذا الرقم بالطبع طفرة الكتب التي صدرت حول الفترة السوريالية التالية لانتخابات 2020... والمبيعات النشطة لهذه الكتب كثيرة تشهد بجوع لدى القراء إلى معرفة كل تفصيلة عن شخصية حية تتجاوز خيال أقصى كتاب الروايات جموحاً في الحلم المحموم".
لكن حتى مستويات الجوع الشرهة يمكن إشباعها في نهاية المطاف، بحسب ما يكتب كارتر "فبعد سبعة أطباق أو ثمانية أو اثني عشر طبقاً يمكن تهدئة القليل من الجوع، لكن مع كتب ترمب بات يبدو أن حفل العشاء ممتد إلى ما لا نهاية، وأنه كعشاءات عيد الشكر، ففي الواحد منها أكثر مما يكفي العائلة والأقارب والأصهار والجار الهرم الوحيد، كل ليلة. ويبدو أن في كل كتاب من تلك عدداً من الأسرار المتفجرة كافياً لاستنفار التغطية الإعلامية، بجانب بعض من التفاصيل الشخصية المسلية أو المثيرة للغضب أو للتقزز (مما لم يسبق نشره من قبل بطبيعة الحال، ومما يكذبه الرئيس السابق بصورة شبه دائمة)".
ملاحظات لا أسرار
في ظل هذه الوفرة الغزيرة من الكتب التي تتناول هذا الجانب أو ذاك من شخصية دونالد ترمب أو حياته أو رئاسته أو نشاطه الاقتصادي، وفي ظل امتلاء هذه الكتب بالأسرار أو زعمها ذلك، يكتسب الكتاب الجديد قيمته -بحسب ما يكتب جو كلاين في "نيويورك تايمز" (28 سبتمبر)- من مؤلفته أكثر مما يكتسبها من أي شيء آخر، "قيمة هذا الكتاب الكبرى تكمن في ما يحتويه من الملاحظات في شأن شخصية ترمب لا من الأسرار الخاصة به. ولسوف يكون الكتاب على مدى سنوات قادمة مصدراً أساسياً في ما يتعلق بالرئيس الأكثر إثارة للحيرة في التاريخ الأميركي".
تكتب هابرمان في "رجل الثقة" ما قد يحبط قراءها الراغبين في معرفة حقيقة شخصية ترمب أو يزيدهم فضولاً تجاهه "لقد قضيت سنوات رئاسته الأربع والناس يسألونني أن أحل الشيفرات وأعلل لماذا يفعل ما يفعل، لكن الحقيقة في نهاية المطاف أنه لا يكاد يوجد من يعرفه حقاً. بعض الناس يعرفونه أكثر من الآخرين، لكنه في الغالب وببساطة شخص غامض، يجعل الناس تحلل المعنى والعمق في كل فعل، مهما يكن احتمال أن تكون هذه الأفعال جميعاً خاوية".
لذلك لا تقصر هابرمان كتابها على محاولة سبر ملامح شخصية الرئيس الأميركي السابق سواء المكرور منها من قبيل العناد أو النرجسية أو غير ذلك، ولا تخاطر بأن تهمل الأسرار، فللكتاب نصيبه من "الأسرار المتفجرة"، على حد تعبير بيل كارتر. ومنها مثلاً اعتراف ترمب بأن "كوفيد-19" "شيء مميت" خلافاً لتهوينه من أمره في بياناته العلنية (وتبريره ذلك بأنه لم "يرد أن يتسبب في ذعر")، وعثور مساعدي ترمب والعاملين معه على وثائق كان يتخلص منها في المرحاض (وذلك ما وصفه الرئيس الأميركي السابق بأنه "قصة ملفقة أخرى")، أو تمزيقه وثائق رئاسية في انتهاك لقانون أميركي يعرف بقانون التسجيلات الرئاسية، وقوله لرئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي إنه يتمنى لو أن "جنرالاته" أشبه بالجنرالات الذين كانوا يحيطون بهتلر ويرفعون إليه التقارير (وقد رد ترمب على ذلك بقوله لشبكة سي أن بي سي إن "ميلي [أي رئيس الأركان مارك ميلي] وغيره من الجنرالات كانوا ذوي مواهب شديدة الفقر، وما كدت أدرك ذلك حتى بت لا أعتمد عليهم، وصرت أعتمد على الجنرالات والعمداء الحقيقيين من داخل النظام")، أو أنه أراد أن يقصف معامل المخدرات المكسيكية، أو أن هناك شكوكاً حول أنه كان أحياناً ينتحل على الهاتف شخصية صحافي ويجري باسمه اتصالات هدفها تحسين صورة الرئيس، أو أنه بسبب غرامه الشهير والمشهود بـ"تويتر" قد بلغ حد الاستخفاف باعتبارات السرية "فحاول مساعدوه مرة أن يمنعوه من نشر صورة لمنشأة إيرانية إلى أن يحذفوا منها تفاصيل سرية، لكن الصورة أعجبته فقال "ولكنكم إذا حذفتم الأسرار، فهذا هو الجزء المثير"، أو أنه ووالده كانت لهما طرق للتحايل على دفع الضرائب على مدى السنين، فضلاً عن بعض المقبلات من التفاصيل الشخصية من قبيل أنه فكر مرة في طرد ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر من خلال تغريدة ينشرها على "تويتر"، أو أنه استعمل مرة كلمة نابية في الإشارة إلى المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، أو وصفه صهره كوشنر بالعاجز، أو ما حدث منه عندما أعلن مجلس النواب مواد إدانة الرئيس للمرة الأولى في 2019، إذ فكر في مقاضاة الكونغرس وقال وفقاً لـ"رجل الثقة"، "سوف أرفع قضية على الكونغرس. ليس من حقهم أن يفعلوا هذا بي" (بما يكشف بحسب تعليق في "واشنطن بوست" عن عدم فهمه آليات عمل فروع الحكم في البلد الذي كان يديره).
تفاصيل الصعود
خلافاً لعدد كبير من الكتب التي تناولت دونالد ترمب يبدأ كتاب "رجل الثقة" قبل وقت طويل من وصوله إلى واشنطن والبيت الأبيض، موثقاً تفاصيل صعوده في مجال العقارات بنيويورك، مستقصياً تاريخه الطويل في أعمال المقاولات، معتمداً على حديث ماغي هابرمان مع كثير من أصدقائه وموظفيه السابقين.
في تقرير نشرته قناة "سي أن أن" حصريا (في 22 سبتمبر) يرد أن هابرمان تكشف في كتابها عن تفاصيل جديدة حول نشاط ترمب الاقتصادي في عالم العقارات وغيره، منها ما هو طريف (من قبيل حصوله من أحد المستأجرين لموقف سيارات يمتلكه على الإيجار في هيئة قطع ذهبية)، ومنها ما قد يكون ذا طبيعة جنائية، مثل التهديد المستتر لمالك مجلة كان يستعد لنشر تقرير عن حجم ثروته (مقللاً من حجمها عما كان ترمب يحب أن يباهي به).
لكن لعل الأهم من تلك الطرائف أن هابرمان في معرض تناولها نشاط ترمب الاقتصادي في شركاته فإنها تصور -بحسب "سي أن أن"- "جميع الكيانات التي أدارها من شركات أو حملة انتخابية أو حتى البيت الأبيض نفسه، بوصفها كيانات منعدمة الكفاءة مكدسة بعاملين كثيراً ما كان بعضهم يزدري بعضاً. وكان موظفو شركته يصفون الشركة بأنها اللامنظمة الترمبية"، بحسب ما يرد في الكتاب الذي يسرد ممارسات تجارية شاذة كثيرة يعجب لها القارئ. وقد تسرب انعدام الكفاءة هذا إلى حملة ترمب الانتخابية ثم إلى البيت الأبيض في نهاية المطاف، حيث كان ترمب يغرق وسط المساعدين والوزراء على السواء، متجاهلاً نصائح ومشورات فريقه الشخصي.
غير أنه يجدر بالقارئ –المنصف- أن يتساءل عن قدر التحامل على ترمب ولو في نقطة انعدام الكفاءة التنظيمية هذه في الأقل، فالرجل على رغم شتى عيوبه الظاهرة رجل أعمال ناجح بمقياس الأرباح والضخامة والتأثير في القطاع الذي يتخصص فيه، والقطاعات التي يمارس فيها أنشطة جانبية. ربما يصح القول مثلاً إنه يعمل وفق كتاب قواعد خاص، شأن كثير من أصحاب المشاريع الذين ربما لم يدرسوا الإدارة أو الاقتصاد، لكنهم يثبتون أنهم نماذج جديرة بأن تدرسها علوم الإدارة والاقتصاد، بغض النظر عما يمكن أن تنتهي إليه هذه الدراسات من أحكام لهم أو عليهم. أما القول إنه عديم الكفاءة الإدارية فربما لا ينبغي أن يقبل على إطلاقه.
المسيرة السياسية
يشير تقرير "واشنطن بوست" عن الكتاب (28 سبتمبر) إلى أن هابرمان "ترصد مسيرة ترمب السياسية ابتداءً من ثمانينيات القرن الماضي، فتورد أنه كثيراً ما صدرت عنه تصريحات تنم عن رهاب للمثلية، وبخاصة في ما يتعلق بالرجال، وأنه كان يغسل يديه إذا ما التقى شخصاً مصاباً بالأيدز. وتكتب أن ترمب كان يرغب في أن تحال قضاياه على قضاة سود البشرة لأن محاميه الراحل روي كون كان يرى أنه يمكن التلاعب بهم".
يسرد الكتاب تفاصيل تعاملات "غريبة" بين ترمب وكبار قادة العالم، ففي لقائه الرئاسي الأول عام 2016، أي لقائه الرئيس باراك أوباما ليتسلم منه السلطة في المكتب البيضاوي "تجنب حديث السياسة وسأل أوباما عن كيف استطاع الاحتفاظ بارتفاع أرقام الرضا الشعبي عنه"، ولو أننا التمسنا العذر لترمب في سؤاله هذا بأنه كان لتوه قد أنهى حملة الانتخابات الرئاسية الشاقة فكان رضا الشعب عنه شاغلاً مسيطراً عليه، فأي عذر يلتمس له في ما يحكيه الكتاب عن لقائه الأول رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إذ يرد في تقرير "واشنطن بوست" أن ترمب "سرعان ما انتقل بالحوار إلى الحديث عن الإجهاض. قال إن البعض يناصرون حق الحياة والبعض يناصرون حق الاختيار. تخيلي لو أن أحد الحيوانات الذين يرسمون الوشم على أجسامهم اغتصب ابنتك وأنها حملت؟ ثم إنه أشار إلى نائب الرئيس مايك بنس، ووصفه بأنه (الحازم) في أمر الإجهاض، ثم سرعان ما انتقل بالموضوع بعيداً من إيرلندا الشمالية إلى مشروع رياح بحري أراد أن يمنع إقامته لوقوعه على مقربة من بعض ممتلكاته".
وفي حين أن ترمب ربما يكون قد استعمل لغة فظة في الإشارة إلى أنغيلا ميركل، وآخرين من الشخصيات السياسية الكبرى عالمياً ومحلياً، فلم يكن هذا دأبه دائماً، في الأقل في حالة روسيا ورئيسها، فالكتاب -بحسب تقرير "واشنطن بوست"- "يظهر أن ترمب كان كثير الثناء على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لما له من قوة، بل إنه ضحك حينما غضب مساعدون له من تغريدة اقترح فيها إقامة وحدة سيبرانية مشتركة مع روسيا كان من شأنها أن تدخل الروس عملياً في تحقيقات أميركية جارية حول القرصنة"، بحسب ما تكتب هابرمان.
رغبة غريزية
على رغم أن دونالد ترمب وصف ماغي هابرمان بـ"الإمعة المحتالة" و"الفاشلة عديمة المهنية"، فإنها في واقع الأمر صحافية مرموقة، سبق لها العمل في "ذي ديلي نيوز"، و"واشنطن بوست"، وأخيراً في "نيويورك تايمز" التي حصلت عن أعمالها فيها على جائزة بوليتزر الرفيعة في الولايات المتحدة، لكن الأكثر غرابة أنها على رغم هذه "الصفات" التي هاجمها بها ترمب، كانت من أكثر الصحافيين حظوة بإجراء الحوارات معه، ففي هذا الكتاب وحده ثلاثة حوارات أجريت بعد تركه المكتب البيضاوي، وتضاف إلى حوارات كثيرة أخرى في فترة رئاسته! تكتب هابرمان "وجدت نفسي عرضة لتلقي نوعي السلوك اللذين يبديهما دونالد ترمب تجاه الصحافيين: الرغبة الجارفة في لفت أنظار الإعلام، والأقوال المسمومة الغاضبة التي يرد بها على التغطية الإعلامية. لقد كان دافعه إلى محاولة ترويج النسخة التي يفضلها من صورتها دافعاً جامحاً لم تكبحه الوصمة التي تركتها أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) على إرثه وعلى مؤسسات لبلد الديمقراطية، بل لعلها زادت ذلك الدافع قوة على قوته. ولقد كانت لديه رغبة شبه غريزية في مقابلة كل كاتب تقريباً يؤلف عنه كتاباً. فعرض عليَّ مساعدو ترمب حواراً وطلبت بنفسي حوارين".
هابرمان من أكثر الصحافيين الأميركيين جدية في تتبع أخبار دونالد ترمب وتغطية نشاطاته، لا يكاد يضاهيها في التخصص الرئاسي هذا -بحسب جو كلاين- إلا "لو كانون التي قضت غالب عمرها في تغطية أخبار رونالد ريغان، ولو أن مهمة الأخيرة كانت أقل إنهاكاً بكثير من مهمة هابرمان". تكتب هابرمان: "على مدى غالب العقد الماضي كانت الكتابة عن ترمب وظيفة لي بدوام كامل كمراسلة لـ(نيويورك تايمز)".
يرى فرانك بروني في "نيويورك تايمز" (29 سبتمبر) أن علاقة ترمب بهابرمان في ذاتها تكشف كثيراً عن الرئيس السابق "فهي تثبت وعيه لما يقوله من أكاذيب، إذ لو أنه كان يصدق حقاً مثلما زعم علناً، أن ماغي كذابة [وأنها تجسيد للأخبار الملفقة] لما وجد مغزى، بل لوجد ضرراً محتملاً من الحديث معها، ولتوقف عن ذلك، لكن من الواضح أنه كان يحترمها، حتى وهو يسيء إليها". غير أن بروني -كاتب الرأي في "نيويورك تايمز" منذ أكثر من ربع قرن- يوسع من علاقة ترمب بهابرمان ليرى فيها صورة مصغرة من علاقته بالإعلام، فيكتب أن ترمب "مستعد أن يفعل أي شيء فيه نجاته. ومستعد أن يفعل أي شيء يكسب به جمهوراً" وليست رغبة ترمب في مقابلة أي شخص يؤلف عنه كتاباً، "رغبته الغريزية" على حد تعبير هابرمان، إلا لأنه من ناحية شديد الثقة في نفسه "ومتيقن من قدرته على أن يغلب الكتاب ولو قليلاً ويعيد تشكيل السردية بتغيير طفيف يصب في صالحه" ولكن السبب الأكبر في رغبته في مقابلة من يكتبون عنه هو "جوعه الذي لا يشبع إلى الإنصات لنفسه والنظر إليها".
تحكي هابرمان في مقتطف طويل من الكتاب الذي نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" (25 سبتمبر) عن محاورتها الرئيس "بدا أنه يصغي إلى نفسه، ابتسم، ثم التفت إلى مساعدين له كانوا حاضرين إجراء حوارنا. وأشار بيده باتجاهي وقال (أحب وجودي معها، إنها مثل طبيبي النفسي)".
لا تدعم إشارة "الطبيب النفسي" هذه تفسير بروني لشخصية ترمب الجائع إلى "الإنصات له والنظر إليه". فما كان ذلك القول إلا "لغواً، القصد شبه المؤكد منه هو الإطراء، فهو أشبه بكلامه الذي قاله عن قوة التنفيس التي يحصل عليها من حسابه في (تويتر) أو من الحوارات الأخرى التي أجريت معه على مدى السنين"، بحسب ما كتبت ماغي هابرمان، فهو "في واقع الأمر يعامل الجميع وكأنهم أطباؤه النفسيون، من صحافيين ومساعدين في الحكم، وأعضاء في الكونغرس وأصدقاء وأشباه أصدقاء وحاضري مسيرات وعاملين في البيت الأبيض وزبائن، فالجميع بالنسبة إليه فرصة للتنفيس أو لاختبار ردود الأفعال أو قياس تأثير تصريحاته أو استكشاف مشاعره. فهو يختبر كل شيء في الوقت الفعلي وعلى مرأى من أعيننا جميعاً".
مقابلات مع 250 شخصية
من أكثر الوقائع التي يشبع فيها كتاب "رجل الثقة" فضول القراء الأميركيين ما يتعلق بأيام ترمب الأخيرة في البيت الأبيض، وفيها "تحاشى بعض أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي، من أمثال جاريد كوشنر أن يواجهوا ترمب. وما كان الأخير على أية حال لينصت إلى من قالوا له إنه خسر الانتخابات. لقد قالت هوب هيكس مساعدة ترمب في البيت الأبيض إنها لم تر دليلاً على تزوير واسع النطاق، فقال لها ترمب بحسم (أنت مخطئة) فأفزع غيرها أن يوافقوها على ما قالت".
وترصد هابرمان في كتابها الأيام السابقة على اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير بهدف عرقلة عملية فرز الأصوات وانتقال السلطة سلمياً، محاولة أن تغطي تلك الأيام العصيبة بمقابلات أجرتها مع كثيرين من المقربين من ترمب (تكتب هابرمان أنها أجرت مقابلات مع أكثر من مئتين وخمسين شخصاً من أجل هذا الكتاب) فضلاً عن ترمب نفسه، لكن أنى لها مهما برعت في التغطية أن تجيب عن كل الأسئلة المطروحة حول الرئيس الأميركي السابق. فالحق أنه في ما يتعلق بترمب دائماً ما يكون أحدث أفعاله هو أكثرها إثارة للفضول، ودائماً ما يلي كل حدث كبير ومفاجئ ومدهش، حدث أكبر وأكثر إثارة وإدهاشاً، فالرجل في الواقع لا يبخل على الإعلام وعلى المتابعين بالمواد المتلاحقة. فمن أحداث السادس من يناير ودوره المحتمل في ذلك العمل الغوغائي، إلى التساؤل حول اعتزامه الترشح للرئاسة، إلى واقعة اقتحام المباحث الفيدرالية قصره في منتجع مارالاغو لمصادرة وثائق رئاسية استولى عليها لنفسه، تتلاحق الوقائع في حياة دونالد ترمب، بما يجعل "الكتاب" ربما الوسيط غير الأنسب تماماً لملاحقته ورصد أنشطته، فلعل الصحافة أقدر على ذلك من الكتاب، أو لعل الأقدر من الصحافة هو ذلك الوسيط الأكثر التصاقاً بترمب في السنين الأخيرة، "تويتر" نفسه، ذلك أن الكتاب لا محالة يضع ترمب حيث لا يروق له أن يكون، على الرف، في حين أن "تويتر" يضعه حيثما يحب أن يكون دائماً، في الهواء الذي نتنفسه.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech