سالم روضان الموسوي

عندما نجد ان مقاليد أمور الفكر والعلم والثقافة قد ساقها القدر الى غير أهلها، لابد وان يتدخل المجتمع والدولة والجميع ممن لهم اثر في حماية قيم العلم والفكر، لان اليراع ان اتبع هوى الرعاع انحدر نحو القاع، حيث يقول أستاذ القانون المصري الدكتور محمد كمال الدين إمام عند الاحتفال بشخصية لها حضورها العلمي والمهني بان (أهل الفكر في بلادنا صنفان، صنف يتعلق بشجرة القلم، ويتجه به حيث تتجه الريح، وهؤلاء ما أكثرهم، وصنف يمسك بصهوة قلمه وجواد كتابته لا يتركها تسير إلا حيث يقتنع، وحيث يريد مهما كانت الصعاب والعقبات، وهؤلاء ما أندرهم)، ويجب ان لا ندع اليراع يتجه حيث تتجه ريح الانتهازية، ويقول الشاعر محمد صالح بحر العلوم الملقب بشاعر الشعب في قصيدته (خطورة الانتهازيون) التي نظمها عام 1925
الانتهازيون أخطر دائـــــــــما
من غيرهم بتلون ورياء
ليسوا من الطبقات بل هم غالبا
فيها لنسف حقائق الأشياء
ليست لهم ذهنية او ذمة
او أي شيء ثابت السيماء
بل هم انانيون انى أبصروا
غُنما اليه يسعون بدون حياء
لذلك لابد من الالتفات الى حماية اليراع من غلواء هؤلاء، وان لا يكون ملكا لبائعي الضمير الذين يقول فيهم بحر العلوم (بَيْعُ الضَّمائر عند بعضٍ مِهْنةٌ .... ومن البليَّةِ أنْ يُباعَ ضميرُ)، وهؤلاء يقيدون اليراع ليحبسوا العقل حيث يقول بحر العلوم في قصيدته (العقل حبيس) التي نظمها عام 1920
قيمٌ دِيستْ لأن العقلَ في القيد حبيسْ
والأباطيـــــــل على الحق وأهليه تدوس
وعديم الوعي والذمة في الحكم (رئيس)
وعجيب ان ترى الذيلَّ تحابيـــــهُ رؤوس
واختم القول بدعوةٍ ل نصرة اليراع، لان في قوته نهضة علم وحياة امة، وفي حيويته قوة ترهب اهل الباطل مهما تسلحوا بالأدوات ويقول بحر العلوم في قصيدته (دولة العلم وزر الجرس) التي نظمها عام 1924 (القَلَمُ الحُــرُّ بميـدانهِ .......... تَرْهَبُهُ البِيضُ وسُمر الرِّماح)
ملاحظة : ابيات الشعر نقلا عن ديوان بحر العلوم الجزء الأول (1921 -1942) ـ مطبعة دار التضامن في بغداد عام 1968

• قاضٍ متقاعد