بغداد – وكالات
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف استخدمت طائرات مقاتلة من طراز "أف-16" تسلمتها من شركائها الغربيين لصد الضربات الجوية الروسية الضخمة الأخيرة.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي "دمرنا الصواريخ والطائرات المسيّرة باستخدام طائرات أف-16"، مكرراً أيضاً أن عدد الطائرات التي تلقتها كييف لم يكُن "كافياً".
وذكرت كييف اليوم أنها أسقطت خمسة صواريخ و60 مسيّرة روسية خلال الليلة الثانية على التوالي من الهجمات الجوية المكثفة التي تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في الأقل وفقاً للسلطات.
وفي الرابع من أغسطس (آب) الجاري، أعلن الرئيس زيلينسكي تسلم أولى المقاتلات الغربية من طراز "أف-16" بعد انتظار دام أكثر من عامين، وسبق أن أكد لدى تسلمها أن عددها "غير كاف".
ومنذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، تطالب كييف بتسلم طائرات "أف-16" على أمل إنهاء الهيمنة الروسية على الأجواء وحماية مدنها وقواتها بصورة أفضل من القصف الروسي اليومي.
وتعتبر الطائرات الأميركية الصنع على رأس قائمة المعدات العسكرية التي طلبت أوكرانيا الحصول عليها من داعميها لصد تقدم القوات الروسية على أراضيها.
ومنتصف مايو (أيار) الماضي أوضح فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أنه يحتاج إلى ما بين 120 و130 من هذه الطائرات لحصول تكافؤ مع الطيران الروسي.
وتعهد شركاء أوكرانيا في هذه المرحلة بإرسال أقل من 100 طائرة "أف-16" ويرجح أن يتم تسليم معظم هذه الطائرات على سنوات بعد تدريب مكثف للطيارين الذين سيستخدمونها.
نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله اليوم إن تورط الولايات المتحدة في توغل أوكرانيا داخل منطقة كورسك غرب روسيا "حقيقة واضحة".
وتقول واشنطن إنها لم تكُن على علم بخطط أوكرانيا قبل توغلها في كورسك في السادس من أغسطس الجاري، مؤكدة أيضاً أنها لم تشارك في العملية.
وقال ريابكوف إن الاتهامات الموجهة للولايات المتحدة لم تعُد مجرد اتهامات بل باتت "حقيقة واضحة".
ونقلت وكالات أنباء روسية عنه أيضاً أن "المسار التصعيدي لواشنطن بات أشد صعوبة"، وأضاف أن "الأمر هو أن الزملاء (الأميركيين) تخلوا عما تبقى من المنطق ويعتقدون بأن كل شيء مباح بالنسبة إليهم. ويتبع عملاؤهم في كييف مناهجهم نفسها".
وأردف أن مثل هذه التصرفات ربما تؤدي إلى عواقب وخيمة لجهة رد فعل روسيا وأن واشنطن على علم بطريقة رد موسكو. وقالت روسيا إن أوكرانيا استخدمت في كورسك أسلحة زودها الغرب بها من بينها دبابات بريطانية وأنظمة صواريخ أميركية، وأكدت كييف أنها استخدمت صواريخ "هيمارس" الأميركية في تدمير جسور في كورسك.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الولايات المتحدة وبريطانيا زودتا أوكرانيا بصور أقمار اصطناعية ومعلومات عن منطقة كورسك في الأيام التي أعقبت التوغل الأوكراني، مردفة أن المعلومات الاستخباراتية كانت تهدف إلى مساعدة القوات الأوكرانية في متابعة أي قوات روسية إضافية قد تشن هجوماً عليها أو تعوق قدرتها على الانسحاب إلى أوكرانيا.
حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي اليوم من أن قرب المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية من محطة كورسك للطاقة النووية في روسيا "خطر للغاية" نظراً إلى أن مفاعلاتها خصوصاً معرضة للخطر.
وقال غروسي بعدما زار محطة كورسك إن "محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية هي حقيقة خطرة للغاية".
وذكرت قناتان روسيتان على تطبيق "تيليغرام" لهما صلة بأجهزة الأمن أن القوات الأوكرانية شنت هجوماً على موقع حدودي في منطقة بيلغورود بجنوب روسيا فيما لم تؤكد أية جهة رسمية بعد وقوع قتال هناك.
وبيلغورود متاخمة لمنقطة كورسك الروسية التي استولت القوات الأوكرانية على بعض أراضيها منذ التوغل المباغت في السادس من أغسطس (آب) الجاري.
وقالت قناة "ماش" على "تيليغرام" إن نحو 500 جندي أوكراني شنوا هجوماً على نقطتي تفتيش روسيتين في نخوتييفكا وشيبكينو في منطقة بيلغورود.
وأشارت إلى أن ما يصل إلى 200 جندي أوكراني مدعومين بمركبات قتالية للمشاة حاولوا عبور الحدود في نخوتييفكا، لكن المدفعية الروسية أطلقت النار عليهم، وأضافت أن نحو 300 جندي أوكراني هاجموا نقطة تفتيش أخرى عند شيبكينو. ولم يرد تأكيد رسمي للتقارير بعد.
وقالت قناة "شوت" الإخبارية على "تيليغرام" إن موسكو طردت القوات الأوكرانية من نخوتييفكا بعد أن كبدتها خسائر، وأضافت أنه لم تقع اشتباكات في شيبكينو.
وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا أنه تلقى معلومات عن محاولة توغل من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، بينما أفادت وسائل إعلام روسية عن هجوم بري يجري حالياً.
ولم يشر فياتشيسلاف غلادكوف حاكم بيلغورود في رسالة نشرها على "تيليغرام" إلى تقارير القتال على الحدود، لكنه قال "الوضع لا يزال صعباً.