شباب على عتبة الفن السابع: طموحات فردية وأحلام سينمائية
14-أيار-2025

رغم العواصف السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعراق منذ عقود، لا يزال جيل جديد من الشباب يصرّ على اقتحام عالم الفن السابع، حاملين كاميرات بسيطة وأحلامًا كبيرة، يحاولون عبر عدساتهم أن يلتقطوا لحظة صدق، أو أن يرسموا واقعًا مهملًا على الشاشة الكبيرة. هؤلاء ليسوا أبناء مؤسسات كبرى، ولا خريجي معاهد سينمائية مرموقة دائمًا، بل هم خلاصة مبادرات فردية، وإرادات لا تنكسر، في بلد كثيرًا ما خذل مواهبه.
في الأحياء الشعبية والجامعات والمقاهي، تدور نقاشات حول السيناريو والمونتاج، وحول أفلام قصيرة تُنتج بإمكانات تكاد لا تذكر، لكنها تحظى باهتمام متزايد في مهرجانات محلية وعربية. يخرج هؤلاء الشباب أحيانًا من رحم المعاناة اليومية – من الحرب، من البطالة، من التهميش – ليجدوا في السينما وسيلة للبوح، للنجاة، وأحيانًا لتحقيق الحلم.
الأفلام التي يقدمها هؤلاء غالبًا ما تتجنب التجميل الزائف، وتتجه مباشرة نحو القضايا المسكوت عنها: العنف، الهوية، الحلم المجهض، والفساد. في السنوات الأخيرة، رأينا أعمالًا قصيرة – بعضها لا يتجاوز العشر دقائق – تتمكّن من إحداث ضجة في فضاءات ضيّقة، فقط لأنها صادقة، ولأنها تعبّر عن جيل يعيش المفارقة بين عالم رقمي مفتوح وواقع اجتماعي خانق.
لكن هل يكفي الشغف وحده؟ الواقع يقول إن المبادرات الفردية – على أهميتها – تحتاج إلى بيئة حاضنة، ودعم حقيقي من مؤسسات الدولة، كما قامت بتحقيقه وزارة الشباب والرياضة عبر دائرة ثقافة وفنون الشباب التي رعت مهرجانا سينمائيا ومنحت بعض تمويلا لانتاج افلامهم وتحقيق حلمهم، الا ان السينما في العراق مازالت تُعامل كترف، لا كصناعة يمكن أن تساهم في إعادة بناء الوعي، أو حتى دعم الاقتصاد الثقافي.
هناك بعض المحاولات الإيجابية تستحق الإشادة، كمبادرات المعاهد الأهلية التي تنظم ورشًا للشباب في فن الإخراج والتمثيل، أو بعض المهرجانات المستقلة التي تتيح منصّة للوجوه الجديدة. كما أن بعض المحافظات بدأت تدرك أهمية دعم المواهب الناشئة، وإن كان ذلك في حدود ضيقة.
اللافت أن الكثير من هؤلاء الشباب لا ينتظرون دعمًا رسميًا، بل ينطلقون بكاميرا هاتف، ومونتاج على برامج مجانية، ويصنعون فيلمًا في غرفة نومهم أو على سطح منزلهم، ليصل لاحقًا إلى جمهور عربي أو دولي عبر الإنترنت أو مهرجانات خارجية. إنها إرادة جيل يؤمن بأن السينما ليست فقط فنًّا، بل وسيلة لتحرير الذات، وساحة لمواجهة القبح بالجمال.
إن مستقبل السينما العراقية، إن كُتب له النهوض، سيكون حتمًا على أكتاف هؤلاء الشباب. وما تحتاجه الدولة والمجتمع معًا هو أن يُؤمنوا بقدرتهم، ويمنحوهم فرصة عادلة، وألا يُتركوا وحدهم في مواجهة معركة الإبداع وسط واقع صعب، لعل في كل عدسة شابة كامنة، هناك حلم قد يتحقق... إن أُتيحت له المساحة.

أحزاب السلطة تحاول إنقاذ حظوظها الانتخابية بـ«واحد بغداد»
4-حزيران-2025
النقل تشرع رسميا بتفعيل نظام «TIR»
4-حزيران-2025
العراق يحتاج لـ 2.500.000 وحدة سكنية
4-حزيران-2025
تحذير من ارتفاع «كارثي» من نفقات الحكومة على الرواتب
4-حزيران-2025
تقرير أمريكي يتهم فصائل عراقية بتحقيق «أرباح احتيالية»
4-حزيران-2025
أحزاب السلطة تحاول إنقاذ حظوظها الانتخابية بـ«واحد بغداد»
4-حزيران-2025
زراعة البصرة تحدد فوائد زراعة نبات العصفر
4-حزيران-2025
النقل تعلن عن إنجاز 12 خطا سككيا وتشغيل مسارات توقفت لعقود
4-حزيران-2025
نفوط خفيفة وغاز.. النفط توضح أهمية توقيع عقد بئر «كفري أ» الاستكشافية
4-حزيران-2025
أسود الرافدين يؤكدون جاهزيتهم لمواجهة الشمشون ويطالبون مؤازرة الجماهير
4-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech